اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

رحلتي مع طاقة الأكاشا: بين الحقيقة والخيال

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من المفاهيم والممارسات المتعلقة بما يُسمى "علوم الطاقة" و"الأكاشا"، ورافقتها رموز وأشكال هندسية غريبة تشبه الدوامات

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من المفاهيم والممارسات المتعلقة بما يُسمى "علوم الطاقة" و"الأكاشا"، ورافقتها رموز وأشكال هندسية غريبة تشبه الدوامات وغيرها. كثيرون منا انجذبوا لهذه المفاهيم بدافع الفضول أو رغبة في تطوير الذات والوعي الروحي، دون إدراك كامل لما تحمله من مخاطر نفسية ودينية.

البداية: الفضول والرغبة في التطوير

كنت أرى هذه الرموز والأشكال خلال ممارسات التأمل وفتح ما يُعرف بـ"العين الثالثة". كان المدرب دائماً ينصحنا بأن نحتفظ بدفتر وقلم، لنرسم ما نراه مباشرةً ونبحث عن تفسيره، لأن لكل رمز معنى خاص به. في البداية، كان الأمر يبدو مثيراً ومليئاً بالأسرار، وكنت أتمنى أن أجد من يفسر لي هذه الرموز بشكل حقيقي وليس فقط عبارات تشجيعية عن القوة والطاقة.

الأكاشا بين الحقيقة والخيال

مع الوقت، بدأت ألاحظ أن الأكاشا ليست مجرد ممارسة، بل منظومة فكرية تتغلغل في معتقدات وديانات وفلسفات مختلفة، وغالباً ما يتم تقديمها بطرق غير شرعية وبعيدة عن الدين الصحيح. كان المدربون يستخدمون آيات من القرآن الكريم لإقناع المتلقين، فيسهل على المسلم تصديقها دون التحقق، خاصةً عندما يسمع استشهادات قرآنية مثل قوله تعالى: "في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة".

للأسف، كنا كممارسين سابقين لهذه العلوم نروج لتلك النظريات والافتراءات بكل عزم، دون وعي بكمية الدهاء والحيلة المستخدمة لجذبنا. بعض المدربين كانوا يروجون لها بشكل تقليدي، وآخرون بشكل أكاديمي، بهدف نشر هذه الأفكار وجني الأموال من بيع الدورات، حتى لو اضطروا لتغيير مسمياتها الحقيقية.

التجربة الشخصية: رحلة في عالم الغيب

خلال دورة قصيرة، انجرفت في عالم الأكاشا المليء بالغموض والغيبيات، باحثة عن معرفة حياتي السابقة ومستوى وعيي في تلك الحياة، بحجة أن لكل روح أكثر من تجربة وأننا هنا لنرتقي بأرواحنا. كان المدربون يؤكدون أن كل ذلك يتم بإرادتنا المطلقة، ويستشهدون دائماً بأدلة قرآنية لإقناعنا.

رغم أنني كنت أعيش حالة من الشغف والحماس، إلا أن هناك علامات استفهام بدأت تظهر داخلي. مثلاً، نصحني المدرب بعدم ذكر اسم الدورة في المبنى، وإذا سألني أحد أن أقول إنني أتعلم "علوم الحضارات القديمة"، بحجة أن الناس يصفونها بالسحر دون علم. كنت أطبق كل ما أتعلمه من جلسات نظرية وعملية، مثل الجذب والتخاطر، وكنت أتلقى الكثير من المديح حول قدراتي الخارقة، حتى وصلت إلى مرحلة "فتح العين الثالثة" دون جهد، وأصبحت أسمع همسات وأشعر بتميزي عن الآخرين.

التحذيرات الخفية ومخاطر الممارسة

رغم كل ذلك، كان هناك اعتراف مبطن من المدرب بخطورة هذه الممارسات، إذ كان يوصيني دائماً بالبقاء على وضوء وعدم ممارسة الأكاشا في حالات النجاسة، حتى لا تظهر لي صور أو أحداث مرعبة. كنت أطبق هذه التعليمات دون وعي، وأحياناً كان ينتابني الشك لثوانٍ، لكن سرعان ما كنت أقتنع بأن هذا "علم خاص" لبعض العباد الروحانيين.

مرت التجربة بسلام بفضل الله، لكنني أدركت لاحقاً أن هذا الطريق لا يؤدي إلا للهلاك الدنيوي والأخروي. ممارسة الأكاشا وعلوم الطاقة تشكل خطراً نفسياً كبيراً، وقد تؤدي إلى اضطرابات عقلية وروحية غير مرغوبة، فضلاً عن كونها شركاً خفياً يتعارض مع العقيدة الإسلامية.

العودة إلى الطريق الصحيح

تذكرت قول الله تعالى: "كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون". لو كان هناك حيوات متعددة للإنسان، لذكرها الله صراحة في كتابه الكريم. كما أن الشرك بالله من أعظم الذنوب التي لا تُغفر إلا بتوبة صادقة قبل فوات الأوان، كما قال تعالى: "إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً".

نصيحتي لكل باحث عن الحقيقة

تمسكوا بدينكم فهو عزكم ونجاتكم، واستقيموا على طاعة الله، فكل أمر أمر به الله فيه خير لكم وإن ضاقت بكم الدنيا. الجنة أعظم وأبقى، ومهرها غالٍ. أسأل الله أن يثبت قلوبكم على الحق وينير دروبكم بنور الإيمان، وأن يجعل القرآن ربيع قلوبكم ونور صدوركم.

كانت تجربتي مع الأكاشا صعبة ومؤلمة، وأتمنى أن يستفيد منها كل من يقرأها، وألا يقع أحد في هذا الطريق المظلم. شكراً لأنكم استمعتم لي، وأسأل الله أن يحفظكم جميعاً.

خلاصة

علوم الطاقة والأكاشا ليست مجرد ممارسات بريئة، بل تحمل في طياتها مخاطر نفسية ودينية كبيرة. لا تنخدعوا بالمظاهر أو الكلمات المنمقة، وعودوا دائماً إلى مصادر دينكم الصحيحة، فذلك هو الطريق إلى السعادة الحقيقية والنجاة في الدنيا والآخرة.

https://www.youtube.com/watch?v=25kDcyQLe_8

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك