اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

رحلتي مع تطوير الذات بين الحقيقة والوهم: تجربة شخصية ونقاش علمي

في عالمنا اليوم، أصبح الحديث عن تطوير الذات والتنمية البشرية شائعًا للغاية، حيث تنتشر الدورات والكتب والمحتوى الرقمي الذي يعدنا بتغيير حياتنا وتحقيق ا

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في عالمنا اليوم، أصبح الحديث عن تطوير الذات والتنمية البشرية شائعًا للغاية، حيث تنتشر الدورات والكتب والمحتوى الرقمي الذي يعدنا بتغيير حياتنا وتحقيق النجاح والسعادة. لكن وسط هذا الزخم، قد يجد الكثيرون أنفسهم في حيرة بين ما هو علمي ونافع، وما هو مجرد وهم أو خرافة. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع هذا العالم، وأسلط الضوء على أهم النقاط التي ناقشها متخصصون في المجال، لنساعد كل باحث عن التغيير الحقيقي أن يميز بين الحق والباطل.

البداية: فضول ورغبة في التغيير

كنت دائمًا إنسانة ملتزمة دينيًا، محافظة على صلاتي وذكري، وواعية لما يدور حولي. ومع ذلك، مررت بظروف صعبة جعلتني أبحث عن حلول لمشاكلي الشخصية. بدأت رحلتي بدخول عالم التاروت، ليس بدافع الإيمان به، بل بدافع الفضول والرغبة في معرفة ما يحدث في حياتي. كنت أستمع لما يقال وأحاول أن أجد فيه منطقًا، رغم أن عقيدتي كانت تمنعني من تصديق الكثير.

مع الوقت، وجدت نفسي أتعرف على مفاهيم مثل "توأم الروح" و"توأم الشعلة" وغيرها من المصطلحات الغريبة. لم أكن أتوغل في هذه المواضيع، بل كنت أكتفي بالاستماع ومحاولة الفهم. لكن الفضول دفعني أكثر، حتى وجدت نفسي أتعرف على عالم التأمل، ثم انتقلت إلى دورات "الماستر كوتش" أو التدريب على تطوير الذات.

نقطة التحول: البحث عن العلم الحقيقي

في البداية، شدني عالم الكوتشينج والتنمية الذاتية، خاصة أنني أحببت فكرة تغيير السلوكيات السلبية وتحسين الذات. حضرت جزءًا من دورة "ماستر كوتش"، ووجدت أن الحديث يدور حول تطوير الذات والتخلص من بعض السلوكيات، دون التطرق المباشر لعالم الطاقة أو المفاهيم الخارجة عن المألوف.

لكن مع الوقت، بدأت ألاحظ وجود خلط بين تطوير الذات الحقيقي وبعض الأفكار المستوردة من "عصر الطاقة" أو "العصر الجديد"، والتي قد تتعارض مع عقيدتنا أو تكون مجرد خرافات لا أساس لها من الصحة. بدأت أتابع قنوات متخصصة تناقش هذه القضايا بموضوعية، ووجدت نفسي أطرح سؤالًا مهمًا: إذا لم يكن مجال تطوير الذات هو الحل لتغيير السلوكيات، فأين أجد الحلول الحقيقية؟

التمييز بين العلم والوهم

من خلال متابعتي لنقاشات المتخصصين، اتضح لي أن هناك خلطًا كبيرًا في سوق التدريب والتنمية البشرية. فهناك من يروج لأفكار غير علمية تحت مسمى تطوير الذات، مثل البرمجة اللغوية العصبية، طاقة الألوان، الشاكرات، الكارما، وتناسخ الأرواح، وغيرها من المفاهيم التي لا تستند إلى أي أساس علمي أو ديني.

على الجانب الآخر، هناك من يعتمد على علوم حقيقية مثل علم النفس، علم الاجتماع، والعلوم الإنسانية، ويقدم برامج تدريبية تهدف فعلاً إلى سد فجوات الأداء وتطوير السلوكيات بناءً على أسس علمية مجربة.

أحد المتخصصين أوضح أن كل ما هو جميل ونافع في التنمية البشرية ليس من اختراع هذا المجال، بل هو مأخوذ من علوم حقيقية مثل الموارد البشرية، علم النفس، والإدارة. أما ما يروج له تحت مسمى "الطاقة" أو "تعظيم الذات" دون أساس علمي، فهو مجرد بيع للوهم.

لماذا لا تعتمد الجامعات الغربية التنمية البشرية كعلم مستقل؟

سؤال مهم طرح في النقاش: إذا كانت التنمية البشرية علمًا حقيقيًا، لماذا لا تعتمدها الجامعات الغربية الكبرى مثل هارفارد كمنهج رسمي؟ الواقع أن هذه الجامعات تصنف التنمية البشرية ضمن العلوم الزائفة، لأنها غالبًا لا تقدم خططًا واضحة أو حلولاً عملية، بل تكتفي بتحفيز المشاعر دون علاج جذري للمشكلات.

نصائح للباحثين عن تطوير الذات الحقيقي

  • اعتمد على العلم: إذا كنت ترغب في تغيير سلوكياتك أو تحسين حياتك، فابحث عن متخصصين في علم النفس أو العلوم الاجتماعية، ولا تكتفِ بالدورات المنتشرة على الإنترنت دون التأكد من مصدرها.
  • احذر من الخلط بين الحق والباطل: كثير من المدربين يدمجون بين أفكار صحيحة وأخرى باطلة لجذب المتدربين، فكن واعيًا ولا تنخدع بالمظاهر أو الكلمات الرنانة.
  • الدين والعلم لا يتعارضان: التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، بالاستعانة بالله أولًا، ثم بالعلم الصحيح والعمل الجاد.
  • لا تلهث وراء الوهم: لا تصدق أن هناك طرقًا سحرية لتغيير حياتك أو جلب الرزق أو تحقيق الأمنيات دون جهد أو تخطيط.
  • اقرأ من مصادر موثوقة: هناك كتب وأبحاث علمية معتمدة في مجال علم النفس والاجتماع، ابحث عنها واقرأها، ولا تكتفِ بالمحتوى المنتشر على وسائل التواصل.

الختام: قلمي سلاحي للحق

كمعلمة وكاتبة، أدركت أن دوري ليس فقط في تطوير نفسي، بل في نقل الوعي الصحيح لمجتمعي. كل كلمة أكتبها يجب أن تكون سلاحًا للحق، وألا أروج إلا لما فيه نفع حقيقي للناس.

في النهاية، تطوير الذات رحلة مستمرة، لكنها لا تعني أن نصدق كل ما يقال أو ننجرف وراء كل جديد. فلنكن واعين، ولنطلب العلم من أهله، ولنميز بين الحقيقة والوهم حتى لا نضيع في متاهات لا نهاية لها.

هل لديك تجربة مشابهة أو سؤال حول تطوير الذات؟ شاركنا رأيك في التعليقات!

https://www.youtube.com/watch?v=Q6GgGZr2xSY

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك