اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

رحلتي من مدربة وعي إلى التوبة: تجربة شخصية في البحث عن الذات والعودة إلى الطريق الصحيح

في عالمنا اليوم، يزداد الإقبال على مجالات التنمية الذاتية والوعي والطاقة، وتنتشر الدورات التدريبية وورش العمل التي تعد المشاركين بتحقيق التوازن والسعا

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في عالمنا اليوم، يزداد الإقبال على مجالات التنمية الذاتية والوعي والطاقة، وتنتشر الدورات التدريبية وورش العمل التي تعد المشاركين بتحقيق التوازن والسعادة والنجاح. كنت واحدة من هؤلاء الذين انجذبوا لهذا المجال، بل وتحولت إلى مدربة فيه، حتى وجدت نفسي في نهاية المطاف أعيد النظر في كل شيء وأعود إلى نقطة البداية، إلى الإيمان والصلاة والسكينة الحقيقية. أشارككم هنا قصتي بكل تفاصيلها، لعلها تكون عبرة أو دعوة للتأمل.

البداية: البحث عن النظام والتنمية الذاتية

بدأت رحلتي في عام 2017، حين كنت أبحث عن تنظيم وقتي وحياتي. كنت أشعر بالفوضى الداخلية، رغم محافظتي على الصلاة وقراءة القرآن والذكر. التحقت بدورات في التنمية البشرية، وبدأت أتعلم عن إدارة الوقت وتنظيمه، وكانت هذه المواضيع رائجة حينها. وجدت في هذه الدورات بعض الفائدة، لكنني سرعان ما انجذبت إلى مواضيع أعمق تتعلق بالوعي والطاقة.

الانجذاب إلى دورات الطاقة والشاكرات

خلال إحدى الدورات، نصحتني المدربة بالانضمام إلى دورة عن الشاكرات، وأخبرتني أن لدي طاقة روحانية قوية. لم أكن أعرف شيئًا عن هذا المجال، لكن فضولي دفعني لتجربة الدورة التي استمرت خمسة أيام. أثناء الدورة، حدثت لي تجارب غريبة، منها رؤى وأحداث شعرت أنها تتنبأ بالمستقبل، مثل وفاة والدتي رحمها الله، والتي حدثت بالفعل بعد أشهر قليلة. دخلت بعدها في دوامة من الشعور بالذنب والاكتئاب، وبدأت أتساءل عن مدى توافق هذه الممارسات مع ديني.

الانخراط العميق في مجال الطاقة

رغم الشكوك، استمريت في حضور الدورات وورش العمل، وتعمقت في تقنيات الطاقة والتنظيفات والتأملات. أصبحت أضع نوايا معينة وألاحظ تحققها بسرعة، مما زاد من إيماني بهذا المجال. بدأت أقدم برامج ودورات مجانية، ثم مدفوعة، ولاحظت إقبالًا كبيرًا من الناس. لكن مع الوقت، بدأت أشعر بتعب شديد بعد كل دورة، وأصبحت أعتمد بشكل كامل على تقنيات الطاقة، مبتعدة تدريجيًا عن الصلاة والقرآن والعبادات.

التأثيرات السلبية والابتعاد عن الدين

مع مرور الوقت، لاحظت أن علاقتي بالدين بدأت تضعف. الصلاة أصبحت ثقيلة علي، والقرآن لم أعد أستطيع ختمه كما كنت في السابق، حتى في رمضان. أصبحت أكرر عبارات من مجال الطاقة بدل الذكر، وابتعدت عن العبادات تدريجيًا. لاحظت أيضًا تغيرات سلوكية سلبية، مثل العصبية الشديدة والانغلاق على نفسي، وشعرت أنني أعيش في عزلة عن عائلتي ومحيطي.

محاولات العودة والتخبط بين القناعة والشك

رغم كل ما وصلت إليه، لم أكن مرتاحة داخليًا. بدأت أتابع قنوات تنتقد مجال الطاقة، مثل "قناة قرار إزالة" و"قناة السبيل"، لكنني كنت مترددة بين القناعة والشك. كلما حاولت الابتعاد عن المجال، كانت تأتيني عروض ودعوات للعودة، وألاحظ زيادة في الأموال عند العودة، مما زاد من حيرتي.

اللحظة الفاصلة: التوبة والعودة إلى الله

في أحد الأيام، شاهدت بثًا مباشرًا على قناة "سحر اليوغا"، وكان حديث الأخت عن الذكر والصلاة بمثابة صدمة أيقظتني من غفلتي. شعرت أن هذه هي الإشارة التي كنت أبحث عنها، وقررت التوبة النهائية والابتعاد عن كل ما يربطني بالمجال السابق. تخلصت من جميع الكتب والدورات والأوراق المتعلقة بالطاقة، وأعلنت توبتي لله سبحانه وتعالى.

التحديات بعد التوبة

لم تكن العودة سهلة. شعرت بثقل كبير في جسدي، وصعوبة في العودة للصلاة والعبادات. لكنني تمسكت بالدعاء والاستغفار، وطلبت من الله الثبات والهداية. وجدت دعمًا كبيرًا من أخواتي وإخواني الذين مروا بتجارب مشابهة، وأدركت أن الله يحب التوابين ويهدي من يشاء إلى النور بعد الظلمات.

دروس مستفادة ونصائح للمقبلين على هذا المجال

  • لا تبحث عن السكينة في غير مواضعها: السعادة والتوازن الحقيقيان في القرب من الله، وليس في تقنيات الطاقة أو التأملات المستوردة من ثقافات أخرى.
  • احذر من الانسياق وراء كل جديد: ليس كل ما يروج له في التنمية الذاتية والوعي يتوافق مع ديننا وقيمنا.
  • الصلاة والقرآن هما الملاذ الحقيقي: مهما ابتعدنا، يبقى الرجوع إلى الصلاة والقرآن هو الطريق للطمأنينة والسكينة.
  • اطلب الدعم ولا تخجل من العودة: التوبة باب مفتوح، والدعم متوفر من إخوة وأخوات مروا بنفس التجربة.
  • تخلص من كل ما يربطك بالماضي: الكتب، الدورات، الأدوات، وكل ما يذكرك بالمجال الذي ابتعدت عنه، تخلص منه نهائيًا.

ختامًا

هذه تجربتي بكل صدق ووضوح. عشت سنوات أبحث عن ذاتي في مجالات الوعي والطاقة، واعتقدت أنني وجدت الطريق، لكنني اكتشفت في النهاية أن السكينة الحقيقية في القرب من الله. التوبة ليست نهاية، بل بداية جديدة لحياة أفضل وأقرب إلى الله. أسأل الله لي ولكم الثبات والهداية، وأن ينير قلوبنا بنوره ويثبتنا على الحق.

إذا كنت تمر بتجربة مشابهة، لا تتردد في العودة، فباب الله مفتوح دائمًا، والسكينة الحقيقية في القرب منه.

https://www.youtube.com/watch?v=ohezNWCrXSA

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك