رسالة عاجلة إلى مسؤولي القطاع الخاص والجمعيات في المملكة العربية السعودية: مسؤولية التكريم والتحقق من المدربين

في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها المجتمع السعودي، يبرز دور القطاع الخاص والجمعيات، سواء كانت حكومية أو خيرية، في دعم وتنمية المجتمع من خلال تنظيم الفعاليات واستضافة المدربين والخبراء. إلا أن هناك قضية هامة تستحق الوقوف عندها بجدية ومسؤولية، وهي مسألة التحقق من هوية ومصداقية المدربين الذين يتم استضافتهم وتكريمهم في هذه الفعاليات.

أهمية التحقق من المدربين قبل التكريم

يتزايد في الآونة الأخيرة ظهور ما يُسمى بمدربي الطاقة أو مدربي الحياة، وبعضهم يدّعي امتلاك قدرات أو خبرات غير معترف بها علمياً أو دينياً. وقد يصل الأمر إلى استضافة أشخاص يمارسون أعمالاً مخالفة، بل ويُكرمون ويُمنحون الدروع التقديرية من شركات القطاع الخاص أو بعض الجمعيات، دون تدقيق في حقيقة ما يقدمونه أو خلفياتهم.

هذه الظاهرة تشكل خطراً كبيراً على المجتمع، إذ أن تكريم مثل هؤلاء الأشخاص يمنحهم شرعية وهمية ويزيد من انتشار أفكارهم وممارساتهم بين الناس، وخاصة بين الشباب والفتيات. فبدلاً من أن يكون التكريم حافزاً لذوي الكفاءة والخبرة الحقيقية، يتحول إلى وسيلة لدعم من يضرون بالمجتمع ويضللون الناس.

دعوة للمسؤولية: التحقق أولاً

من هنا تأتي المناشدة لكل مسؤول في القطاع الخاص أو في الجمعيات الخيرية والحكومية: اتقوا الله في المجتمع، وفي أبنائكم وبناتكم. قبل استضافة أي مدرب أو منح أي تكريم، تحققوا من حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، واطلعوا على ما ينشرونه ويعرفون به أنفسهم. هل هم فعلاً أصحاب علم وخبرة حقيقية، أم يدّعون ألقاباً مثل "مدرب طاقة" أو "مدرب ثيتا" أو غيرها من المسميات التي لا تستند إلى أساس علمي أو ديني؟

لا تجعلوا جهودكم في خدمة المجتمع تذهب سدى بسبب استضافة أشخاص غير مؤهلين أو منحهم الشرعية التي لا يستحقونها. هناك الكثير من أبنائنا وبناتنا من أصحاب الشهادات العلمية المرموقة، ممن درسوا سنوات طويلة في أرقى الجامعات العالمية، وهم الأولى بالتكريم والدعم. هؤلاء هم من يستحقون أن يكونوا قدوة للأجيال القادمة، وليس من يروجون للخرافات أو الممارسات غير المقبولة.

مسؤوليتنا جميعاً

إن مسؤولية الحفاظ على قيم المجتمع وسلامته تقع على عاتق الجميع. وكل من يدعم أو يروج لمثل هذه الفعاليات دون تحقق، قد يكون سبباً في انتشار الضرر، وقد يدور الزمان ليجد نفسه أو أحد أحبائه متأثراً بهذه الممارسات السلبية.

لذلك، نناشدكم جميعاً: لا تستضيفوا أو تكرموا أي شخص قبل التحقق من خلفيته ومحتواه، خاصة في الدورات أو الندوات أو الفعاليات التدريبية. المجتمع بأكمله يناشدكم أن تتحملوا هذه المسؤولية، وأن تحرصوا على تقديم النماذج الحقيقية التي تبني وتنهض بالمجتمع.

كلمة أخيرة

هذه رسالة محبة وعتاب، ودعوة للتحقق والتمحيص قبل منح أي تكريم أو استضافة. نسأل الله أن يحفظ مجتمعنا من كل شر، وأن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والصلاح.

معاً نبني مجتمعاً واعياً، يكرم أهله الحقيقيين، ويحصّن أبناءه من كل ما يضرهم.

https://www.youtube.com/watch?v=FxX4Hp8c9Ys