🔵 رسالة لممارس الطاقة والتأملات والوعي والتاروت والخرائط الفلكية والنورانية والتنمية البشرية
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من المفاهيم والممارسات المتعلقة بالطاقة، التأملات، الوعي، التاروت، والخرائط الفلكية، بالإضافة إلى التنمية البشرية. ه
رسالة هامة لممارسي الطاقة والتأملات والوعي والتاروت والتنمية البشرية
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من المفاهيم والممارسات المتعلقة بالطاقة، التأملات، الوعي، التاروت، والخرائط الفلكية، بالإضافة إلى التنمية البشرية. هذه المجالات أصبحت تجذب الكثير من الشباب والفتيات في العالم العربي، خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والبثوث المباشرة. لكن من المهم أن نقف وقفة تأمل ووعي أمام هذه الموجة، لنفهم أبعادها الدينية والاجتماعية والثقافية، ونحدد موقفنا منها على ضوء الشريعة الإسلامية.
مكانة الدين في مواجهة علوم الطاقة والوعي
إن أول وأهم ما يجب التأكيد عليه هو أن الدين الإسلامي هو المرجع الأول والأخير في تقييم أي فكرة أو ممارسة جديدة. لا يمكن لأي شخص أن ينكر أن الشرع هو الأساس في رفض أو قبول أي جزئية في مجالات الطاقة، الوعي، التأملات، التنجيم أو الكهانة. فالدين مقدم على العادات والمبادئ والتقاليد، ويجب أن نرسخ ذلك في أنفسنا وأبنائنا.
النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المؤيد بالوحي وروح القدس، لم يتجرد يوماً من حول الله وقوته. بل كان دائم الدعاء والتوكل على الله، يعلم الصحابة ذلك ويحثهم عليه. فكيف بنا نحن أن نستغني عن الله أو نظن أن لنا القدرة الكاملة على تحقيق ما نريد دون الاستعانة به؟ إن من أعظم الأدعية التي كان يرددها النبي:
"اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وتولنا فيمن وليت واهدنا فيمن هديت يا رب العالمين".
التوكل على الله هو جماع الإيمان كله، ولا إيمان حقيقي بدونه. أما من يسعى لنشر أفكار الطاقة والوعي بمعزل عن الدين، فهم في الحقيقة قد قطعوا صلتهم بالتوكل على الله، وابتعدوا عن كتابه وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم.
خطورة الاستغناء عن الله في مفاهيم الطاقة
من المؤسف أن بعض مروجي هذه العلوم يدعون أن اتخاذ القرار الشخصي أهم من طلب الخيرة من الله. وهذا مخالف تماماً لما علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم من أهمية الاستخارة واللجوء إلى الله في كل أمر.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستخارة:
"اللهم إني استخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وأسالك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب".
إن الاستغناء عن الله والاعتماد على ما يسمى "الطاقة الكونية" أو "القوانين الكونية" هو انحراف خطير عن العقيدة الصحيحة. فالله سبحانه وتعالى هو القادر على كل شيء، وهو الذي يستجيب الدعاء ويحقق الأمنيات، وليس ما يسمى "الكون" أو "العقل الباطن".
مفاهيم خاطئة حول الترددات والطاقة
من المفاهيم المنتشرة في هذه العلوم فكرة "الترددات" و"الجسد النجمي" و"العقل الباطن" و"الكون". يروج البعض أن الإنسان يتكون من عدة أجساد (الجسد المادي، الجسد النجمي، الجسد الأثيري...)، وأنه يمكنه من خلال إرسال ترددات معينة إلى الكون تحقيق أحلامه وأمانيه.
وفقاً لهذه النظريات، يُقال إن الإنسان يجمع ترددات حسب مشاعره وتأملاته، ويرسلها إلى "العقل الباطن"، الذي بدوره يرسلها إلى "الكون"، وإذا توافقت هذه الترددات مع "بصمة الكون"، يحقق الكون للإنسان ما يريد!وهنا تظهر خطورة هذا الفكر، حيث يتم تصوير الكون كأنه إله صغير يُستعان به، ويتم تجاهل الاستعانة بالله عز وجل.
في الحقيقة، هذه الأفكار لا تعدو كونها خزعبلات لا أساس لها من الصحة في ديننا. قال الله تعالى:
"أفرأيت من اتخذ إلهه هواه" (الجاثية: 23).فمن جعل عقله أو هواه أو الكون إلهاً من دون الله فقد ضل ضلالاً بعيداً.
الترددات في القرآن: المفهوم الصحيح
نعم، هناك ذكر للترددات في القرآن الكريم، ولكنها ليست كما يروج لها أهل الطاقة. فالله عز وجل يقول:
"إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون" (الأنفال: 2).
هذه هي الترددات الحقيقية: زيادة الإيمان، وجل القلوب، والتوكل على الله. أما ما عدا ذلك من مفاهيم مستوردة أو مبتدعة، فهي لا تمت للدين بصلة.
دور المجتمع والأسرة في مواجهة هذه الموجة
اليوم، نحن أمام تحدٍ كبير يواجه المجتمع العربي والإسلامي، حيث تُستهدف القيم الدينية والأسرية والثقافية، وخاصة المرأة، باعتبارها ميزان المجتمع. إذا اختلت المرأة، اختل المجتمع بأسره.
من هنا، يجب أن يكون هناك وعي جماعي وتكاتف بين جميع أفراد المجتمع، للدفاع عن الدين، والوطن، والأسرة، والقيم الأصيلة. ويجب أن نكون حذرين من كل ما يُروج له باسم التنمية البشرية أو الطاقة أو الوعي، إذا كان يتعارض مع ديننا الحنيف.
الخلاصة
- الدين هو المرجع الأول والأخيرفي تقييم أي فكرة أو ممارسة جديدة.
- التوكل على الله والاستعانة بههما أساس الإيمان، ولا يجوز الاستغناء عنهما بأي حال.
- مفاهيم الطاقة والترددات كما تروج لها بعض المدارسلا أصل لها في الإسلام، وبعضها يصل إلى حد الكفر والشرك بالله.
- المجتمع والأسرةهما خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الموجات الفكرية، ويجب ترسيخ القيم الدينية في أبنائنا.
- الوعي الحقيقيهو في معرفة الله، والاعتماد عليه، والسير على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فلنحذر جميعاً من الانسياق وراء هذه الموجات الفكرية، ولنجعل من ديننا حصناً منيعاً لنا ولأبنائنا.
اللهم صل وسلم على محمد، واهدنا لما تحب وترضى، وثبتنا على دينك يا رب العالمين.