تحذير من ممارسات خطيرة في مدارس الطاقة: دم الحيض وسحر القمر

في السنوات الأخيرة، انتشرت ظواهر غريبة وخطيرة في بعض مدارس الطاقة واليوغا، حيث يتم تعليم أبنائنا وبناتنا ممارسات تحمل طابعاً وثنياً وسحرياً تحت مسميات مثل "رفع مستوى الوعي" و"تحقيق الاستنارة" و"الاستفادة من روحانية القمر". من أخطر هذه الممارسات ما يسمى بـ"عهد الدم الخاص بالقمر"، والذي يشبه إلى حد بعيد طقوس عبدة الشيطان، ويعتمد على تقديم قرابين طاقية باستخدام دم الحيض.

ماذا يحدث داخل هذه المدارس؟

يتم الترويج لوصفات سرية يُطلب من الفتيات تنفيذها بسرية تامة، دون علم أحد من أسرهن. من هذه الطقوس استخدام قطعة قماش بيضاء تمتص دم الحيض، ثم تضاف إليها مواد مثل العسل والحرمل، مع إشعال شمعة حمراء وكتابة بعض الطلاسم أو النوايا على ورقة بيضاء. يقال للفتيات إن هذه الطقوس ستساعدهن على تحقيق أهدافهن أو جلب الطاقة الإيجابية من القمر.

هذه الممارسات ليست مجرد خرافات، بل هي طقوس سحرية خطيرة قد تؤثر على عقيدة وسلوك أبنائنا، وتفتح باباً للتعلق بالشعوذة والاعتقاد بقوى خارجة عن إرادة الله.

التنجيم وعلاقته بهذه الطقوس

يرتبط كثير من هذه الممارسات بمفاهيم التنجيم، حيث يُزعم أن للقمر والنجوم تأثيراً مباشراً على حياة الإنسان، وأن معرفة مواقع الكواكب يمكن أن تحدد الحظوظ، وتؤثر على الأحداث الأرضية مثل نزول المطر أو حدوث الأمراض. هذا النوع من الاعتقاد محرم في الشريعة الإسلامية، ويعد من الشرك بالله، لأن فيه نسباً للأحداث إلى غير الله تعالى.

أنواع علم النجوم

• علم التأثير (المحرم):وهو الاعتقاد بأن النجوم والكواكب تؤثر في الحوادث الأرضية، مثل القول بأن ولادة شخص في نجم معين تجلب له الحظ أو الشقاء. هذا النوع من التنجيم شرك أكبر وكفر بالله.
• علم التسيير (المباح):وهو استخدام النجوم لمعرفة الاتجاهات أو المواقيت، مثل تحديد أوقات الصلاة أو مواسم الزراعة. هذا جائز لأنه لا يتضمن اعتقاداً باطلاً.

قال تعالى:

"وجعلنا الليل والنهار آيتين... لتعلموا عدد السنين والحساب"(سورة الإسراء: 12)

التحذير من الشعوذة والتنجيم

لقد حذر علماء الإسلام من هذه الممارسات، وأكدوا أن النجوم لها ثلاث فوائد فقط:- زينة للسماء- رجوماً للشياطين- علامات يهتدى بها في البر والبحر

أما من يعتقد أن للنجوم تأثيراً في الحوادث أو الحظوظ فقد ضل وأشرك بالله. وقد ورد في الحديث القدسي:

"أما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب"

كيف نحمي أبناءنا؟

• التوعية:يجب على الآباء والأمهات توعية أبنائهم بخطورة هذه الممارسات، وبيان مخالفتها للعقيدة الصحيحة.
• المتابعة:متابعة ما يتلقاه الأبناء في المدارس والدورات التدريبية، وعدم التساهل مع أي نشاط مشبوه.
• الرجوع للعلماء:في حال الشك في أي ممارسة أو معلومة، يجب الرجوع إلى أهل العلم الموثوقين لسؤالهم عنها.

كلمة أخيرة

إن ما يُمارس اليوم باسم الطاقة والوعي واليوغا والتنجيم والتاروت، ما هو إلا إعادة إحياء للعقائد الوثنية القديمة، ومحاولة لتمريرها على أبنائنا باسم الدين أو العلم. علينا جميعاً أن نكون على وعي تام بهذه المخاطر، وأن نحصن أبناءنا بالعلم الصحيح والعقيدة السليمة.

نسأل الله أن ينير طريق أبنائنا وبناتنا، وأن يردهم إلى هدى الله، وأن يحفظهم من كل شر وسوء.

شاركوا هذا المقال مع من تحبون، وكونوا سبباً في حماية جيل المستقبل من الوقوع في براثن الشعوذة والخرافة.