كيف يستغل مدربو الطاقة بناتنا لجمع الأموال بحجة "رفع الاستحقاق": الحقيقة الكاملة

في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة مدربي الطاقة الذين يدّعون قدرتهم على تغيير حياة الناس ورفع "استحقاقهم" المالي والعاطفي مقابل مبالغ مالية أو دعم مادي عبر منصات التواصل الاجتماعي. وللأسف، أصبحت هذه الظاهرة تستهدف بشكل خاص الفتيات والسيدات الباحثات عن التغيير أو الدعم النفسي، لتتحول إلى وسيلة لجمع الأموال بطرق غير مباشرة ومقنّعة.

في هذا المقال، نسلط الضوء على الأساليب التي يستخدمها بعض مدربي الطاقة في استغلال متابعاتهم، ونكشف حقيقة ما يحدث خلف الكواليس.

أساليب ملتوية لجمع الأموال

يبدأ الأمر غالبًا بطلبات بسيطة تبدو بريئة، مثل "ادعموا الفيديو"، أو "اكتبوا تعليقًا"، أو "اضغطوا على صندوق الهدايا". قد يُطلب منك جمع نقاط أو عملات افتراضية من خلال التفاعل مع المحتوى أو مشاهدة البث المباشر. ثم يتم تشجيعك على تحويل هذه العملات إلى هدايا رقمية ترسل لصاحب القناة أو المدربة.

يتم تقديم هذه الطلبات بأسلوب عفوي وودود، وكأنها مشاركة جماعية أو لعبة بين الأصدقاء. ولكن في الواقع، هذه الهدايا الرقمية يتم تحويلها لاحقًا إلى أموال حقيقية يستفيد منها صاحب القناة.

كيف تتم العملية؟

• جمع العملات الافتراضية:يُطلب من المتابعات جمع عملات افتراضية من خلال التفاعل مع الفيديوهات أو البث المباشر. أحيانًا يتم شرح خطوات معقدة للوصول إلى "صندوق الهدايا" أو "الدولاب" الذي يحتوي على هذه العملات.
• إرسال الهدايا:بعد جمع العملات، يتم تشجيع المتابعين على إرسالها لصاحب القناة بحجة دعم المحتوى أو "رفع الاستحقاق". يتم إضفاء طابع روحي أو نفسي على العملية، وكأن إرسال الهدايا سيجلب البركة أو الطاقة الإيجابية.
• تحويل العملات إلى أموال:في النهاية، يقوم صاحب القناة بتحويل هذه العملات إلى أموال حقيقية عبر منصات التواصل الاجتماعي، دون تقديم أي قيمة حقيقية للمشاركين سوى كلمات تشجيعية أو رسائل عامة.

التلاعب بالمشاعر والاحتياج النفسي

يعتمد مدربو الطاقة في كثير من الأحيان على التلاعب بالمشاعر، خاصة لدى الفتيات والسيدات اللواتي يبحثن عن الدعم النفسي أو التغيير في حياتهن. يتم إيهامهن بأن الدعم المادي أو إرسال الهدايا هو جزء من عملية "رفع الاستحقاق" أو جذب الطاقة الإيجابية، بينما في الواقع الهدف الأساسي هو جمع الأموال.

أمثلة من الواقع

في أحد الفيديوهات المنتشرة على قناة "سحر اليوغا والطاقة"، يتم شرح خطوات مفصلة لكيفية إرسال العملات والهدايا لصاحبة القناة. وتُستخدم عبارات مثل:- "ادعموا الفيديوهات، إذا جمعتوا خمس نقاط تقدروا تضعوهم بالفيديو."- "ادخلي على الصندوق واضغطي عليه حتى تفتحيه وتحصلي على عملة."- "اكتبي تعليقًا، وإذا ظهر لك صندوق الهدايا اضغطي عليه وأرسلي العملات."

كل هذه الخطوات تُقدّم وكأنها جزء من تجربة روحية أو دعم معنوي، بينما هي في الحقيقة وسائل لجمع الأموال.

كيف نحمي أنفسنا؟

• الوعي:يجب أن ندرك أن الدعم الحقيقي لا يكون دائمًا ماديًا، وأن الكثير من مدربي الطاقة يستغلون الاحتياج النفسي لجمع الأموال.
• التحقق من القيمة:قبل إرسال أي دعم مادي أو رقمي، اسأل نفسك: ما القيمة الحقيقية التي سأحصل عليها؟ وهل هذا الدعم سيعود عليّ بفائدة حقيقية؟
• عدم الانسياق وراء العواطف:لا تدع العبارات العاطفية أو الروحانية تدفعك لاتخاذ قرارات مالية غير مدروسة.
• نشر التوعية:شارك هذه المعلومات مع صديقاتك وأفراد عائلتك، خاصة من ينجذبون لمثل هذه القنوات أو البرامج.

الخلاصة

مدربو الطاقة الذين يطلبون الدعم المادي بحجة "رفع الاستحقاق" أو "جذب الطاقة الإيجابية" يستغلون مشاعر واحتياجات المتابعين، خاصة الفتيات والسيدات. من المهم أن نكون واعين لهذه الأساليب، وألا نسمح لأحد باستغلالنا عاطفيًا أو ماديًا تحت أي مسمى. الدعم الحقيقي ينبع من الداخل، ولا يحتاج إلى صناديق هدايا أو عملات افتراضية.

فلنكن أكثر وعيًا، ولنحمي أنفسنا وأحباءنا من هذه الأساليب الملتوية.