🔵 شاهد : البيض ممارسة رصود القمر داخل مدارس الطاقة ( ماذا يعلمون أبنائنا ) وكيف يسحرونهم المدربين
في السنوات الأخيرة، انتشرت بعض الممارسات الغريبة في مدارس الطاقة والوعي، خاصة تلك التي تتعلق بمراحل القمر واكتماله. من أبرز هذه الممارسات استخدام البي
البيض وسحر القمر في مدارس الطاقة: ماذا يتعلم أبناؤنا؟
في السنوات الأخيرة، انتشرت بعض الممارسات الغريبة في مدارس الطاقة والوعي، خاصة تلك التي تتعلق بمراحل القمر واكتماله. من أبرز هذه الممارسات استخدام البيض كوسيلة لما يُسمى "سحر التقمير". في هذا المقال، نسلط الضوء على هذه الظواهر، ونوضح مخاطرها، ونستعرض الرأي الشرعي والعلمي حولها، لنحمي أبناءنا من الوقوع في براثن الخرافة والشعوذة.
ما هو سحر البيض في مدارس الطاقة؟
يُعتبر البيض من أهم الأدوات التي تُستخدم في طقوس سحرية داخل بعض مدارس الطاقة، حيث يُقدم كقربان أو يُستخدم في طقوس تنظيف الشاكرات (مراكز الطاقة في الجسم حسب معتقداتهم). يقوم المدربون بتوجيه الطلاب إلى وضع البيض في أماكن مختلفة مثل الحمام، أو كسره على الباب، أو وضعه تحت شجرة، أو حتى كسره على الرأس، معتقدين أن ذلك يجلب الطاقة الإيجابية أو يطرد السلبية.
الغريب أن هناك تفضيلاً للبيض البلدي على المستورد، بزعم أن له فاعلية أكبر في هذه الطقوس. ويُقال إن هذه الممارسات خطيرة جدًا، إذ يُعتقد أن البيض يُستخدم كقربان للشياطين، ليُعين الساحر على إفساد أحوال أهل المنزل والتسلط عليهم.
أنواع سحر البيض وأهدافه المزعومة
تتنوع استخدامات البيض في هذه الطقوس، ومنها:
- سحر البيض الفاسد: يُستخدم للتفريق بين الزوجين أو لإحداث الخراب في المنزل.
- سحر البيضة لإثارة الشحناء والشجار: يهدف إلى زيادة النزاعات بين أفراد الأسرة.
- سحر البيضة لتعطيل الزواج أو التجارة: يُزعم أنه يوقف أحوال أهل المنزل أو يعطل الخطبة والزواج.
- سحر البيضة للمحبة أو التهييج: يُقال إنه يُستخدم لجلب المحبة أو إثارة المشاعر.
- سحر البيضة للربط والتحيير والتدمير والمرض: يهدف إلى ربط الأشخاص، أو تحييرهم، أو إصابتهم بالأمراض.
من الأعراض التي يزعمون أنها تظهر على المنزل أو أفراده بعد هذه الطقوس: ضيق الصدر، كثرة الوساوس، رؤية الخيالات، النسيان الشديد، افتعال المشاكل بدون أسباب واضحة، زيادة النفور بين الزوجين، أمراض مفاجئة، خسائر متتالية، وفشل دراسي متزامن.
شحن الطعام بطاقة القمر
من الممارسات الأخرى التي انتشرت في بعض مدارس الطاقة، شحن الطعام بطاقة القمر. حيث يُطلب من المتدربين تعريض الطعام لضوء القمر، ثم تناوله أو وضعه في أماكن معينة مثل الحمام أو تحت الشجر، بزعم أن ذلك يجلب طاقة إيجابية أو يحقق أمنيات معينة. ويُعتبر هذا النوع من الطقوس امتدادًا لمعتقدات وثنية قديمة، لكنها تُقدم اليوم بلباس "علمي" أو "روحي".
الرأي الشرعي في التنجيم وسحر القمر
استعرض أحد العلماء رأي الشيخ صالح الفوزان في هذه الممارسات، مؤكدًا أن التنجيم والاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية (مثل ربط الأحداث بظهور النجوم أو اكتمال القمر) أمر محرم في الشريعة الإسلامية، بل ويُعد من الشرك بالله.
أنواع علم النجوم في الشريعة:
- علم التأثير (المحرم):وهو الاعتقاد بأن النجوم والكواكب تؤثر في الحوادث الأرضية، مثل جلب السعادة أو الشقاء أو المرض أو الرزق. هذا شرك وكفر بالله.
- علم التسيير (الجائز):وهو استخدام النجوم لمعرفة الاتجاهات أو حساب المواقيت (مثل مواقيت الصلاة أو الزراعة)، وهذا جائز لأنه لا يتضمن اعتقادًا باطنيًا أو شركيًا.
قال تعالى:
"وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلًا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب"(الإسراء: 12)
وأكد النبي ﷺ أن المطر وغيره من الأحداث الكونية إنما هي بقدرة الله وحده، وليس بسبب النجوم أو الكواكب.
تحذير لأولياء الأمور والطلاب
من المهم أن نعي جميعًا أن هذه الممارسات ليست سوى خرافات وثنية، يُراد تمريرها باسم الدين أو العلم. للأسف، يتم استهداف أبنائنا وبناتنا بهذه الأفكار، ويتم الترويج لها على أنها طرق لجلب الطاقة أو تحقيق النجاح والسعادة.
يجب علينا كأولياء أمور ومربين أن نحصن أبناءنا بالعلم الصحيح، ونوضح لهم أن كل ما يحدث في الكون هو بإرادة الله وحده، وأن اللجوء إلى مثل هذه الطقوس لا يجلب إلا الضرر والضلال.
الخلاصة
لقد تناولنا في هذا المقال ظاهرة سحر البيض وممارسات شحن الطعام بطاقة القمر في مدارس الطاقة، وبيّنا خطورتها من الناحية الشرعية والعقلية. ووضحنا أن هذه المعتقدات ما هي إلا امتداد لموروثات وثنية قديمة، تم تغليفها اليوم بلباس العلم أو الروحانية.
دعوتنا أن نعود جميعًا إلى نور التوحيد والعلم الصحيح، وأن نحذر أبناءنا من الوقوع في براثن الشعوذة والخرافة، وأن نكون قدوة في التمسك بالعقيدة السليمة والفكر المستنير.
نسأل الله أن ينير طريق أبنائنا وبناتنا، وأن يحفظهم من كل سوء، وأن يوفقنا جميعًا للعلم النافع والعمل الصالح.