خطر مدربي الطاقة: شهادات حية عن استغلال الفتيات في العالم العربي

في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة مدربي الطاقة واليوغا بشكل ملحوظ في العالم العربي، خاصة بين الشباب والفتيات الباحثين عن التطوير الذاتي والراحة النفسية. لكن خلف هذه الظاهرة الإيجابية ظاهريًا، بدأت تظهر قصص صادمة عن استغلال بعض المدربين لهذه الثقة وتحويلها إلى وسيلة للإيقاع بالفتيات في شِباك الاستغلال والدعارة، كما يروي أحد شهود العيان في لبنان.

قصة حقيقية من بيروت: البحث عن زوجة ضائعة

يروي شاهد العيان أنه اضطر للسفر إلى لبنان بعد أن فقد الاتصال بزوجته، التي كانت تمارس تدريبات الطاقة هناك. من خلال تتبع موقع شريحة الهاتف، اكتشف أنها داخل كنيسة في بيروت، فذهب إلى هناك في حالة من القلق والخوف الشديدين على مصيرها. وصل به الأمر إلى التفكير في اقتحام الكنيسة لإنقاذها، بعد أن شعر أنها في خطر حقيقي.

لكن المفاجأة كانت أن الفتاة التي تم تحديد موقعها لم تكن زوجته، بل فتاة أخرى من الكويت، ضاعت هي الأخرى في متاهة الاستغلال. هذه الفتاة، كما يصفها، من أسرة محترمة وميسورة الحال، لكنها أصبحت ضحية مدرب طاقة لبناني استدرجها من بلدها إلى بيروت، حيث فقدت كل شيء.

كيف يتم الاستدراج؟

بحسب الشهادة، فإن مدربي الطاقة يستغلون ثقة الفتيات ورغبتهن في التطوير الذاتي، ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لجذبهن. يتم استدراج الفتيات من دول عدة مثل الكويت، المغرب، ليبيا، والسعودية، إلى لبنان، حيث يتم استغلالهن في أنشطة غير أخلاقية، غالبًا بمساعدة زوجات وأقارب المدربين أنفسهم.

يقول الشاهد:

"هذا المدرب وزوجته وأخوه يعملون معًا على استدراج الفتيات، ثم إدخالهن إلى عالم الدعارة. الأمر ليس مقتصرًا على مدرب واحد، بل هناك مدربات أيضًا يقمن بنفس الدور في الخليج والعراق وغيرها."

الأساليب المستخدمة: بين السحر النفسي وخداع الصورة

يشير الشاهد إلى أن بعض المدربين يستخدمون أساليب نفسية متقدمة، بل وحتى ما يشبه السحر، لإقناع الفتيات وتهيئتهن نفسيًا للانصياع. من بين هذه الأساليب استخدام الصور والتأثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم استغلال الفتيات نفسيًا وجسديًا تحت غطاء "تنمية الطاقة" أو "التنوير الروحي".

ويضيف:

"زوجتي كانت متعلمة للقرآن وملتزمة، لكنهم عرفوا كيف يخترقونها نفسيًا. الأمر ليس مجرد تدريب طاقة، بل هو منهج متكامل لاستدراج الفتيات واستغلالهن."

النتائج المدمرة: ضياع الفتيات وتدمير الأسر

القصص التي يرويها الشاهد مؤلمة للغاية، حيث فقدت العديد من الفتيات مستقبلهن، وبعضهن لا يمكنهن العودة إلى أسرهن بسبب ما تعرضن له. يصف حالة فتاة كويتية كانت تعيش في رفاهية وأمان، لكنها انتهت إلى الضياع والتنقل من فندق إلى آخر، بلا أمل في العودة.

يقول:

"99% من النساء يتمنين حياة هذه الفتاة، لكنها اليوم ضاعت للأبد. حتى لو عادت، قد تواجه عقابًا قاسيًا من أهلها بسبب ما تعرضت له."

تحذير للأهل والمجتمع

يؤكد الشاهد أن الخطر لا يقتصر على لبنان فقط، بل هناك مدربون ومدربات في الخليج والعراق يمارسون نفس الأساليب. ويشدد على ضرورة وعي الأسر بخطورة ترك بناتهم ينجرفن وراء هذه الدورات والورشات المشبوهة، خاصة تلك التي تتحدث عن "الطاقة الجنسية" و"تنظيف الأرحام" وغيرها من المفاهيم الغريبة على مجتمعاتنا.

ويختم بقوله:

"أنتم لا تحاربون أشخاصًا فقط، بل تحاربون منهجًا كاملًا ومنظمة تستهدف بناتنا وأسرنا. الحماية الحقيقية تأتي من التربية السليمة، والتحصين الديني، والوعي المجتمعي."

الدروس المستفادة

• ضرورة الرقابة الأسرية:يجب على الأهل متابعة نشاطات أبنائهم وبناتهم على الإنترنت، ومعرفة نوعية الدورات والأنشطة التي يشاركون بها.
• التحصين الديني والفكري:التربية على القيم الدينية والأخلاقية تظل الحصن الأول ضد هذه المخاطر.
• عدم الانسياق وراء الشعارات البراقة:ليس كل من يدعي "تنمية الطاقة" أو "التنوير الروحي" صادقًا أو مؤهلًا، فبعضهم يهدف للاستغلال المادي أو الأخلاقي.
• الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه:في حال الشك بوجود استغلال أو إساءة، يجب التواصل مع الجهات المختصة فورًا لحماية الضحايا ومنع تكرار الحوادث.

خلاصة

انتشار مدربي الطاقة بشكل غير منضبط في العالم العربي أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًا لبعض الفتيات والأسر. خلف الشعارات الجذابة، قد تختبئ شبكات استغلال تستهدف الفتيات من مختلف الدول. الحذر والوعي هما خط الدفاع الأول، وعلى المجتمع التعاون لحماية أبنائه من هذه المخاطر.

اللهم استر أعراضنا واحفظ بنات المسلمين.