سحر اليوغا والطاقة: تجربة شخصية وتأملات حول أثرها على العقيدة الإسلامية
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من المفاهيم والممارسات المرتبطة بما يُعرف بـ"الطاقة الكونية"، الشاكرات، الريكي، والبرانا هيلينج، وغيرها من تقنيات ال
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من المفاهيم والممارسات المرتبطة بما يُعرف بـ"الطاقة الكونية"، الشاكرات، الريكي، والبرانا هيلينج، وغيرها من تقنيات العلاج بالطاقة، في المجتمعات العربية والإسلامية. كثيرون يتساءلون عن مدى توافق هذه المفاهيم مع العقيدة الإسلامية، وتأثيرها على العبادات، بل وحتى على الصحة النفسية والروحية للفرد. في هذا المقال، أشارككم تجربة شخصية مع هذه الممارسات، وأسلط الضوء على بعض المخاطر التي قد لا ينتبه إليها الكثيرون.
بداية القصة: لحظة ضعف وبحث عن الشفاء
قبل أربع سنوات، مررت بظروف صعبة للغاية بعد وفاة والدي رحمه الله. وجدت نفسي في حالة من الحزن الشديد والاكتئاب، وفي تلك اللحظات الصعبة، عرض عليّ بعض الأصدقاء – وهم أشخاص أعرفهم جيدًا – تجربة جلسات من "البرانا هيلينج" وتنظيف الشاكرات، بحجة أنها تساعد على تحسين الطاقة والهالة المحيطة بالجسم.
بدافع الفضول، بدأت أبحث عن هذه المواضيع على الإنترنت، لكنني وجدت أن المعلومات متضاربة وكثيرة، ما جعلني أشعر بالضياع. من هنا، قررت أن أجرب بنفسي، فحضرت ثلاث أو أربع جلسات من الريكي وأنواع أخرى من العلاج بالطاقة، خاصة في الأوقات التي كنت أشعر فيها بالضيق، إلى جانب محافظتي على صلاتي.
النتائج: لا فائدة... بل أضرار
للأسف، لم أجد أي فائدة من هذه الجلسات، بل على العكس، بعد أول جلسة "برانا"، شعرت بارتفاع في ضغط الدم، وما زلت حتى اليوم أتناول أدوية الضغط. لا أستطيع الجزم إن كان السبب هو هذه الممارسات أو مجرد صدفة، لكن الأكيد أنني لم أجد فيها أي علاج نفسي أو روحي حقيقي.
التأثير على العقيدة والعبادة
الأخطر من ذلك، هو التأثير على عقيدتي وصلاتي. بعض الأشخاص حاولوا إقناعي بأن التأمل الذي كان يقوم به النبي محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء يشبه جلسات التأمل الحديثة، وأنه كان يفتح آفاق الروح ويتواصل مع الكون. هذه الأفكار أثرت عليّ كثيرًا، خاصة مع ضعف معرفتي الدينية في ذلك الوقت.
لكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ أنني أخلط بين مفاهيم الطاقة وبين العبادة. أصبحت أثناء الصلاة أقول لنفسي: "الآن سأشحن طاقة إيجابية وأتخلص من الطاقة السلبية"، وأتخيل أن هناك حبلًا من النور يصلني بالسماء. شعرت تدريجيًا أنني أبتعد عن جوهر الصلاة الحقيقي وعن السنة النبوية، وبدأت أستفيق لنفسي وأدرك أنني أسير في طريق خاطئ.
العودة إلى الطريق الصحيح
بفضل الله، بدأت أتابع بعض البثوث والبرامج التي تشرح الفرق بين التأمل في الإسلام والتأمل في الممارسات الشرقية. أدركت أن التأمل في الإسلام هو تدبر وتفكر بعين مفتوحة، وليس جلسات استحضار طاقة أو شحن هالات. كما فهمت أن هذه الممارسات قد تدخل في دائرة الشرك بالله، لأنها تعتمد على قوى غير واضحة المصدر، وتخالف التوحيد الخالص الذي يدعو إليه الإسلام.
نصيحة من القلب
أريد أن أوجه نصيحة صادقة لكل من يفكر في تجربة هذه الممارسات أو ينجذب إليها: ابتعدوا عنها، فهي قد تزرع في عقولكم أفكارًا خاطئة، وتؤثر على عقيدتكم وصلاتكم، بل وربما تسبب لكم مشاكل نفسية أو صحية. كل شيء بيد الله وحده، والشفاء الحقيقي يأتي من التوكل عليه، والالتزام بالعبادات الصحيحة.
انتشار الظاهرة وخطرها على المجتمع
لاحظت أن هذه الممارسات تنتشر بشكل مقلق في الأردن والدول العربية، مع افتتاح مراكز وجلسات يوغا وعلاج بالطاقة مقابل مبالغ طائلة، ويقع في فخها المؤمن وغير المؤمن على حد سواء. للأسف، يتم ربطها أحيانًا بآيات من القرآن أو مفاهيم إسلامية بشكل غير صحيح، مما يزيد من خطورتها.
ختامًا
أدعو الجميع إلى زيادة الوعي بهذه القضايا، وعدم الانجراف وراء أي موضة أو ممارسة دون التأكد من توافقها مع ديننا الحنيف. الشفاء النفسي والروحي الحقيقي يبدأ من الإيمان بالله، والرجوع إلى القرآن والسنة، وليس من خلال طقوس مستوردة قد تضر أكثر مما تنفع.
جزاكم الله خيرًا، وأتمنى أن يكون في هذه الكلمات فائدة لكل من يقرأها.
https://www.youtube.com/watch?v=8vcE0dU-k-8