🔵 ساكورا + أمل با حطاب : ماذا أفعل بعد نجاتي من الطاقة ؟
تجربة شخصية ونصائح عملية للتعافي من ممارسات الطاقة تنتشر في السنوات الأخيرة ممارسات ما يسمى بـ"علوم الطاقة" و"العلاج بالطاقة" بين الشباب والفتيات في
ماذا أفعل بعد نجاتي من الطاقة؟
تجربة شخصية ونصائح عملية للتعافي من ممارسات الطاقة
مقدمة
تنتشر في السنوات الأخيرة ممارسات ما يسمى بـ"علوم الطاقة" و"العلاج بالطاقة" بين الشباب والفتيات في المجتمعات العربية. كثيرون دخلوا هذا المجال بحثًا عن التطوير الذاتي أو الشفاء أو حتى الفضول، لكن بعضهم اكتشف لاحقًا حجم الخطر العقدي والنفسي والصحي الذي يترتب على الاستمرار في هذه المسارات.
في هذا المقال، أشارك معكم تجربتي الشخصية بعد خروجي من دوامة الطاقة، وأقدم نصائح عملية لكل من قرر أو تفكر في ترك هذا الطريق، مستفيدة من خبرات وتجارب حقيقية، بالإضافة إلى تعليقات ونقاشات من قناة "سحر اليوغا والطاقة".
أول خطوة: اقطع علاقتك بمجموعات الطاقة
من أهم أسباب الانتكاسة بعد الخروج من الطاقة هو البقاء على تواصل مع الصديقات أو المجموعات التي تمارس هذه الأمور. في البداية قد تشعرين برغبة في النقاش أو حتى الدفاع عن قرارك، لكن مع الوقت ستجدين أن استمرار التواصل يعيدك للشكوك، ويضعف عزيمتك، وربما يجرّك للعودة من جديد.
- نصيحة:لا تترددي في قطع العلاقات أو حتى حظر (بلوك) من يؤثر عليك سلبًا، حتى لو كان من أقرب الناس إليك. احترام الذات والإيمان أهم من المجاملات.
لا تصدقي دعاوى العلاج بالطاقة
كثير من الممارسات المنتشرة مثل "جلسات الثيتا" أو "العلاج عن بعد" أو "تنظيف الشاكرات" ما هي إلا أوهام أو حتى شركيات. لا أحد يستطيع علاج مرضاك أو تغيير قدرك إلا الله عز وجل. لا تنخدعي بمن يدعون القدرة على الشفاء أو جذب الرزق أو تغيير الواقع عبر الطاقة.
- نصيحة:إذا مرض أحد من أهلك، الجئي إلى الله بالدعاء، واتبعي الأسباب الشرعية والطبية، ولا تعلقي قلبك بممارسات مشبوهة.
انتبهي من التشكيك والجدل
عندما تخرجين من عالم الطاقة، قد تواجهين من يشكك فيك أو يسخر من قرارك، أو يحاول إقناعك بأنك "تخسرين شيئًا عظيمًا". لا تضيعي وقتك في النقاشات العقيمة. كلما زاد يقينك بالله، كلما ثبتتِ أكثر.
- نصيحة:لا تحاولي إثبات نفسك أمام من لا يريد الحقيقة. اهتمي بنفسك، وركزي على تعافي قلبك وعقلك.
التعامل مع أعراض ما بعد الخروج
قد تظهر عليك أعراض نفسية أو جسدية بعد ترك الطاقة، مثل القلق، الخوف، أو حتى بعض المشاكل الصحية. هذا أمر طبيعي، وقد يكون بسبب الفراغ أو أثر الممارسات السابقة، أو حتى استدراج من الشيطان ليعيدك لما كنت عليه.
- نصيحة:
- قومي بالفحوصات الطبية الشاملة (دم، فيتامينات، وظائف الجسم).
- اهتمي بالرُقية الشرعية، وداومي على الأذكار.
- لا تراقبي الشفاء بشكل مفرط، ولا تجعلي القلق يسيطر عليك.
- اشغلي نفسك بأنشطة مفيدة: دراسة، عمل، رياضة، هوايات.
تخلصي من كل ما يربطك بالطاقة
تخلصي من كل الأدوات والكتب والأحجار والدفاتر التي استخدمتيها في ممارسات الطاقة. حتى متابعة الحسابات أو القنوات أو المجموعات القديمة يجب أن تتوقف، لأن بقائها يذكرك بالماضي ويضعف عزيمتك.
- نصيحة:
- احذفي المتابعات (Unfollow) واعملي حظر (Block) لكل الحسابات المرتبطة بالطاقة.
- تخلصي من الأحجار والدفاتر والأدوات فورًا.
لا تتركي نفسك للفراغ
من أكبر أسباب الانتكاسة هو الفراغ بعد ترك الطاقة، خاصة إذا كنتِ معتادة على قضاء وقتك في الجلسات أو النقاشات. الفراغ يولد الحنين للماضي، ويجعلك تفكرين في العودة.
- نصيحة:
- املئي وقتك بأنشطة جديدة: تعلمي مهارة، شاركي في عمل تطوعي، اهتمي بأسرتك.
- إذا شعرتِ بالحاجة للعودة، استعيني بالله، واذكريه، وابتعدي عن الوحدة.
لا تراقبي "إنجازاتك" السابقة
قد تتذكرين ما كنتِ تعتبرينه "إنجازات" في عالم الطاقة، أو تشعرين بالحنين لممارسات معينة. تذكري أن كل ذلك كان وهمًا أو استدراجًا شيطانيًا، وليس نجاحًا حقيقيًا.
- نصيحة:
- لا تفتحي باب الذكريات، ولا تسمحي لأحد أن يمدحك على ممارساتك القديمة.
- اعلمي أن البركة والخير الحقيقي في القرب من الله، وليس في "الطاقة" أو "الجذب".
لا تعيبي على من وقع في هذه الممارسات
من وقع في هذه الممارسات ليس بالضرورة سيئ النية، بل قد يكون ضحية جهل أو بحث عن الراحة أو التطوير. لا تعيبي عليهم، وبدلًا من ذلك ادعي لهم بالهداية والثبات.
- نصيحة:
- احمدي الله على نعمة الهداية.
- لا تسخري من أصحاب الديانات أو المذاهب الأخرى، فكلنا معرضون للفتنة.
كيف تتعاملين مع الوساوس بعد الخروج؟
قد تراودك وساوس مثل: "ربما الله غاضب علي"، أو "ربما لن أُشفى إلا بالطاقة"، أو "أنا كنت في مرتبة عالية والآن سقطت". هذه كلها وساوس شيطانية.
- نصيحة:
- استعيني بالله، وأكثري من الاستغفار والدعاء.
- جَددي نيتك، وراجعي إيمانك بالله وبرحمته.
- لا تراقبي النتائج، بل ثقي أن الله سيعوضك خيرًا.
أهمية الصحبة الصالحة والدعم الأسري
وجود صديقات صالحات أو دعم من الأسرة يساعد كثيرًا في الثبات بعد الخروج من الطاقة. إذا لم تجدي من يفهمك، الجئي إلى أهل العلم الثقات أو المنتديات الموثوقة.
- نصيحة:
- لا تترددي في طلب الدعم من أهلك أو صديقاتك الصالحات.
- إذا لم تجدي من يفهمك، توجهي لله بالدعاء، وابحثي عن مجموعات دعم موثوقة.
احذري من العودة حتى لو بدافع "الرد" أو "التوعية"
بعض الخارجين من الطاقة يعودون للمجموعات أو القنوات القديمة بحجة "الرد عليهم" أو "التوعية". هذا خطر كبير خاصة في البدايات، لأن العودة للبيئة القديمة قد تضعفك وتعيدك تدريجيًا.
- نصيحة:
- لا تعودي للمجموعات القديمة مهما كانت الأسباب، على الأقل في السنة الأولى.
- ركزي على تعافيك الشخصي أولًا.
لا تغتري بإنجازات أو نجاحات بعض الممارسين
قد تلاحظين أن بعض من يمارسون الطاقة يبدون ناجحين أو سعداء أو يحققون مكاسب. لا تنخدعي، فالكثير منهم يعانون نفسيًا أو صحيًا، وبعضهم يتعاطى أدوية، أو يعاني من مشاكل خفية.
- نصيحة:
- النجاح الحقيقي هو في رضا الله وراحة القلب، وليس في المظاهر أو المال.
خطر الخرائط الفلكية والأبراج
من أخطر الأبواب التي دخلت على المسلمين هي قراءة الخرائط الفلكية والأبراج والتنجيم. هذه الأمور تدخل الخوف والرعب والوساوس في النفوس، وهي من أعمال الكهانة والشرك.
- نصيحة:
- لا تعلقي حياتك أو قراراتك على الأبراج أو الخرائط أو التنجيم.
- تذكري أن الغيب لا يعلمه إلا الله، وأن الرسول ﷺ نفسه لم يكن يعلم الغيب.
التزود بالعلم الشرعي والعبادات
كلما اقتربتِ من العلم الشرعي الصحيح، كلما زاد ثباتك وراحتك النفسية. مجالس الذكر والعلم تزيد القلب قوة ونورًا، وتعينك على تجاوز آثار الماضي.
- نصيحة:
- احرصي على حضور دروس العلم، ومجالس الذكر.
- داومي على قراءة القرآن وتدبره، وراجعي التفاسير الموثوقة.
استمري في طريق الاستقامة
طريق الاستقامة جميل ومريح، ويمنحك سعادة ورضا لا تجديه في أي ممارسة أخرى. كلما اقتربتِ من الله، كلما زاد فرحك وطمأنينتك.
- نصيحة:
- لا تلتفتي للانتقادات أو الاستهزاءات.
- ثقي أن الله سيعوضك خيرًا عن كل ما فقدتيه.
خلاصة ونصائح أخيرة
- اقطعي علاقتك بكل ما يربطك بالطاقة.
- اشغلي وقتك بأنشطة مفيدة، ولا تتركي نفسك للفراغ.
- لا تراقبي الشفاء أو التعافي بشكل مفرط.
- احرصي على الصحبة الصالحة والدعم الأسري.
- تخلصي من كل الأدوات والكتب والأحجار المرتبطة بالطاقة.
- لا تعودي للمجموعات أو القنوات القديمة حتى لو بدافع الرد أو التوعية.
- احرصي على العلم الشرعي ومجالس الذكر.
- ثقي بالله، واطلبي منه الثبات والهداية.
كلمة أخيرة
الخروج من عالم الطاقة ليس نهاية الطريق، بل هو بداية جديدة لحياة أكثر صفاءً وطمأنينة. لا تستسلمي للوساوس أو ضغوط المحيطين، واعملي على بناء نفسك من جديد بقوة الإيمان والعلم والعمل الصالح.
أسأل الله أن يثبتكِ ويعوضكِ خيرًا، ويجعل ما مررتِ به سببًا في رفعتك وسعادتك في الدنيا والآخرة.
بقلم: إحدى الناجيات من ممارسات الطاقة، مع تعليقات الأستاذة أمل باحطاب وقناة سحر اليوغا والطاقة.
```