🔵 سلم هاوكينز ( الجزء الأول ) تعريف عام + الرد والتفصيل بشبهاته العظيمة

مقدمة في السنوات الأخيرة، انتشر في العالم العربي مفهوم "مدارس الوعي" و"مدربي الطاقة"، وأصبح كثير من الناس يتداولون مصطلحات مثل "رفع الترددات"، "الوعي

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
7 دقائق
0

سلم هاوكينز: نقد علمي وشرعي لمفهوم الوعي الكوني (الجزء الأول)

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشر في العالم العربي مفهوم "مدارس الوعي" و"مدربي الطاقة"، وأصبح كثير من الناس يتداولون مصطلحات مثل "رفع الترددات"، "الوعي الروحي"، و"سلم هاوكينز". فما هو هذا السلم؟ وما حقيقة الأفكار التي يروج لها؟ وهل فعلاً تساعد على التطور الإنساني والنجاح أم تحمل في طياتها شبهات عقدية وفكرية خطيرة؟ في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل أصل فكرة سلم هاوكينز، ونحلل مصادرها، ونوضح أهم الشبهات التي بنيت عليها، مع نقد علمي وشرعي مبسط يناسب جميع القراء.

ما هو سلم هاوكينز؟

سلم هاوكينز هو مفهوم وضعه ديفيد هاوكينز، وهو طبيب نفسي أمريكي وفيلسوف معاصر، صاغ فيه تصوراً لمستويات الوعي البشري، حيث يبدأ السلم من أدنى درجات المشاعر السلبية مثل العار والخوف، ويتدرج إلى أعلى المستويات مثل الحب والتنوير والسلام الداخلي، واضعاً لكل مستوى "تردد طاقي" خاص به. يدعي هاوكينز أن الإنسان يمكنه أن يرتقي في هذا السلم عبر ممارسات روحية وتأملية، ليصل في النهاية إلى حالة "الوعي المطلق" أو "التنوير".

مصادر سلم هاوكينز: بين الغنوصية والبوذية والهندوسية

عند دراسة خلفية ديفيد هاوكينز الفكرية، نجد أنه تأثر بشكل كبير بالمدارس الباطنية الغنوصية، والقبالة اليهودية، والفلسفات الهندوسية والبوذية. هذه المدارس تشترك في فكرة أن الإنسان يمكنه أن يصل إلى حالة إلهية أو "وحدة وجود" مع الكون عبر التأمل والممارسات الروحية، متجاوزاً بذلك الأديان السماوية والشرائع الإلهية.

هاوكينز لم يكتفِ بتبني هذه الأفكار، بل قام بتسويقها في قالب جديد تحت مسمى "الوعي الروحي"، وربطها بمفاهيم التنمية الذاتية الحديثة، ليجعلها أكثر جاذبية للأجيال الجديدة، خصوصاً في المجتمعات التي تبحث عن حلول سريعة للمشكلات النفسية والاجتماعية.

هل سلم هاوكينز علمي أم فلسفي؟

رغم أن بعض مدربي الوعي يروجون لسلم هاوكينز على أنه علمي أو حتى مرتبط بعلم النفس الحديث، إلا أن الحقيقة أن هذا السلم لا يستند إلى أي أساس علمي تجريبي. بل هو مزيج من الفلسفات الشرقية القديمة والتأملات الشخصية لديفيد هاوكينز نفسه، مع كثير من الإسقاطات الميتافيزيقية والروحانية التي لا يمكن إثباتها أو قياسها علمياً.

أخطر شبهات سلم هاوكينز

1.استبدال العقيدة الدينية بمفهوم "الوعي الكوني"

أخطر ما في سلم هاوكينز أنه يروج لفكرة أن "الوعي" هو الإله، وأن الإنسان يمكنه أن يصبح إلهاً أو يتحد مع الإله عبر الارتقاء في سلم الوعي، متجاوزاً بذلك فكرة الخالق الواحد الأحد. بل ويضع رموزاً دينية مثل المسيح، بوذا، كريشنا، ولاو تزو على رأس السلم كمصادر للتنوير، في حين يغيب اسم الله عز وجل تماماً عن قمة السلم.

2.تبرير التحرر من القيم والأخلاق

يعتبر هاوكينز أن مشاعر العار والخزي والذنب هي مشاعر سلبية يجب التحرر منها، حتى لو كان مصدرها الموروث الديني أو الأخلاقي أو العادات الاجتماعية. ويدعو إلى إعادة النظر في كل القيم الدينية والاجتماعية، وأخذ ما يراه الفرد مناسباً فقط من الدين، مثل الرحمة والتسامح، وترك بقية التعاليم التي قد تسبب له "العار" أو "الخوف". وبهذا يفتح الباب أمام كل فرد ليضع لنفسه ديناً خاصاً حسب هواه.

3.تشجيع التمرد على الأسرة والمجتمع

يدعو سلم هاوكينز إلى وضع "حدود شخصية" صارمة حتى مع الأهل، والتمرد على القيود الأسرية والدينية والاجتماعية تحت ذريعة التحرر من مشاعر العار والخوف. ويشجع على اتخاذ قرارات جريئة حتى لو كانت ضد الموروث الديني أو الأخلاقي، مما يؤدي إلى تفكيك الأسرة والمجتمع.

4.ترويج ممارسات وثنية باسم "الامتنان" و"التأمل"

يركز هاوكينز على ممارسات مثل الامتنان والتأمل، ويربطها بمفاهيم الطاقة والشاكرات والكواكب، ويعتبرها بوابة للاتصال بالكيانات الروحية أو "المعلمين الروحانيين" الذين هم في الحقيقة رموز وثنية أو شياطين حسب المفهوم الإسلامي. ويشجع على التواصل مع هذه الكيانات للوصول إلى التنوير، بدلاً من التقرب إلى الله عبر العبادات المشروعة.

5.إلغاء مفهوم الذنب والتوبة

في سلم هاوكينز، لا وجود حقيقي لمفهوم الذنب والتوبة كما هو في الأديان السماوية، بل يعتبر هذه المشاعر عائقاً أمام النمو الروحي، ويدعو إلى تقبل النفس بكل أخطائها وعيوبها دون لوم أو محاسبة، بعكس ما يأمر به الإسلام من محاسبة النفس والتوبة والرجوع إلى الله.

سلم هاوكينز والمرأة: دعوة للتحرر من القيم

من أخطر ما يروج له سلم هاوكينز في موضوع المرأة، أنه يعتبر الحياء والشرف من مشاعر العار التي يجب التحرر منها، ويربط تمكين المرأة بتحدي الأعراف الاجتماعية والدينية، والخروج عن الأدوار التقليدية مثل الأمومة والطاعة للأسرة، ويدعو إلى حرية جنسية مطلقة دون قيود دينية أو اجتماعية، معتبراً أن أي قيد من هذه القيود هو مشاعر متدنية يجب التخلص منها.

علاقة سلم هاوكينز بالماسونية والعصر الجديد

عند مقارنة مفاهيم سلم هاوكينز مع فلسفات المنظمات السرية مثل الماسونية وحركة العصر الجديد (New Age)، نجد تشابهاً كبيراً في المصطلحات والأهداف: الدعوة إلى عبادة الكون، تاليه النفس، هدم الأديان، الاعتماد على الميتافيزيقيا، وترويج الروحانية الشاملة التي تتجاوز كل الأديان.

كيف يتسلل سلم هاوكينز إلى حياتنا؟

غالباً ما يدخل هذا الفكر إلى مجتمعاتنا من خلال دورات التنمية الذاتية، أو عبر مدربي الطاقة والوعي الذين يخفون الأبعاد العقدية الخطيرة خلف شعارات براقة مثل "رفع الوعي"، "الطاقة الإيجابية"، "الحب غير المشروط"، "تحقيق السلام الداخلي". وقد لا يدرك كثير من المتابعين أن هذه المفاهيم تحمل في طياتها دعوة صريحة إلى دين جديد يتعارض مع التوحيد الخالص.

نقد علمي وشرعي لمفهوم سلم هاوكينز

  • من الناحية العلمية: لا يوجد أي دليل تجريبي أو دراسة علمية محكمة تثبت صحة سلم هاوكينز أو وجود ترددات طاقية للمشاعر، وكل ما يقال عن ذلك هو مجرد افتراضات فلسفية لا يمكن قياسها أو اختبارها.
  • من الناحية الشرعية: يتعارض سلم هاوكينز مع أصول العقيدة الإسلامية في التوحيد، ويخالف تعاليم القرآن والسنة في مفهوم الذنب والتوبة، ويدعو إلى اتباع الأهواء بدلاً من الالتزام بالشرع، ويشجع على ممارسات وثنية محرمة.

خلاصة

سلم هاوكينز ليس علماً ولا تنمية ذاتية حقيقية، بل هو فلسفة باطنية وثنية مغلفة بمصطلحات براقة، تهدف إلى هدم العقيدة والأخلاق، وتفكيك الأسرة والمجتمع، وإخراج الإنسان من دائرة العبودية لله إلى عبودية النفس والكون والشيطان. على كل مسلم ومسلمة أن يكونوا على وعي بهذه الشبهات، وألا ينخدعوا بالشعارات الرنانة التي يروج لها بعض المدربين والدورات المنتشرة.

في الجزء الثانيسنتناول بإذن الله الأعراض النفسية والجسدية التي قد تظهر على من يتبع سلم هاوكينز، ونقدم الرد الشرعي والعلمي المفصل على هذه الشبهات، مع نصائح عملية لحماية أنفسنا وأبنائنا من هذه الأفكار الهدامة.

شارك المقال مع من تحب، وساهم في نشر الوعي الصحيح.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك