سلسلة جحر العقرب: الحلقة الأولى

بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة

مقدمة

في ظل الانتشار الواسع لممارسات الطاقة والوعي والتأمل في العالم العربي، تبرز الحاجة الماسة لتوعية المجتمعات حول حقيقة هذه الممارسات، ومدى توافقها مع الدين والعلم والمنطق. من هنا، جاءت فكرة سلسلة "جحر العقرب" لتسليط الضوء على أكثر المواضيع إثارة للجدل في هذا المجال، وعرضها على خبراء ومختصين لديهم خبرة طويلة في ممارسات الطاقة، بهدف بناء وعي مجتمعي حقيقي.

أهداف سلسلة "جحر العقرب"

تهدف هذه السلسلة إلى ما يلي:

• توعية الأفراد والمجتمعاتبخطورة بعض الممارسات المرتبطة بالطاقة والوعي، والتي لم يقرها دين أو علم أو عقل.
• عرض الأفكار والشبهاتالمنتشرة في حسابات مدربي الطاقة والوعي، وتحليلها بشكل علمي وشرعي ومنطقي.
• مناقشة هذه الموادمع فريق من الخبراء والمختصين، الذين كانوا سابقاً من الممارسين أو المدربين في هذا المجال، إلى جانب باحثين وأطباء وطلاب علم شرعي.
• تقديم الفكر مقابل الفكر، بعيداً عن التجريح الشخصي أو التشهير بالمدربين، بل بنقاش الأفكار نفسها وتفنيدها بالحجة والدليل.

منهجية الحوار في السلسلة

تتميز السلسلة بطريقة حوارية تفاعلية، حيث يتم عرض المواد المثيرة للجدل على فريق الخبراء، ويتم فتح المجال للنقاش الحر بينهم دون ترتيب أو أدوار محددة، تماماً كما لو كانوا في صالون فكري. الهدف هو إثراء الحوار وتبادل وجهات النظر المختلفة، مع التأكيد على احترام الجميع وعدم توجيه أي إساءة شخصية.

لماذا هذه السلسلة الآن؟

في ظل تجريم وتعطيل ممارسات الطاقة والعلاج بها في بعض الدول العربية، أصبح من الواجب على من كانوا سابقاً في هذا المجال أن يشاركوا في توعية المجتمع، وتوضيح المخاطر الفكرية والدينية والعلمية لهذه الممارسات. كثير من المدربين يروجون لأفكار أو فلسفات قد تكون خاطئة أو حتى خطيرة على الفرد والمجتمع، أحياناً عن جهل وأحياناً عن قصد، وهنا تأتي أهمية كشف هذه الشبهات وتوضيحها للناس.

عرض أول مادة للنقاش: "الريكي الإسلامي"

ملخص الفكرة المطروحة

طرحت إحدى المواد فكرة ما يسمى بـ"الريكي الإسلامي"، حيث يدعي بعض الممارسين أنهم لا يستخدمون رموز الريكي التقليدية، بل يستبدلونها بآيات قرآنية أو أسماء الله الحسنى، ويزعمون أن العلاج بهذه الطريقة مستمد من الدين الإسلامي.

نقاش الخبراء حول الفكرة

1.الخلط بين الدين والممارسات الوافدة

أكد الخبراء أن أي ممارسة تتعلق بالشرع أو القرآن أو السنة أو أسماء الله الحسنى يجب أن يكون لها أصل شرعي واضح، ولا يجوز الابتداع فيها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". وعليه، فإن تحويل رموز الريكي إلى آيات أو أسماء الله الحسنى لا يجعلها ممارسة إسلامية، بل هو نوع من الخداع والتدليس على الناس.

2.لا يوجد شيء اسمه "ريكي إسلامي"

أشار الخبراء إلى أن الريكي هو نظام وضعه ميكاو أوسوي، ولا يوجد ما يسمى "ريكي إسلامي". استبدال الرموز بآيات أو أسماء لا يغير من حقيقة أن أصل الممارسة دخيل وغامض، وتحويل الآيات إلى طلاسم أو رموز هو تحريف مرفوض شرعاً وعقلاً.

3.استغلال مشاعر الأمان الديني

لاحظ الخبراء أن بعض المدربين يستخدمون عبارات مثل "أنا مسلم وأعتمد على القرآن والسنة" لجذب العملاء وإشعارهم بالأمان، بينما في الحقيقة يتم تمرير مفاهيم دخيلة تحت غطاء ديني. كما يتم تحميل العميل مسؤولية نجاح أو فشل الجلسة، بإيهامه أن الإيمان بالمعالج هو سبب الشفاء، مما يوقعه في الشعور بالذنب والإحباط.

4.التحصين والمخاطر النفسية

ناقش الفريق كيف أن بعض العملاء يتم إقناعهم بالتخلي عن التحصين الشرعي بحجة أن المعالج مسلم ويستخدم القرآن، مما يعرضهم لمخاطر نفسية وروحية، حيث قد يشعرون بتحسن مؤقت هو في الحقيقة مجرد إيحاء نفسي، وليس شفاءً حقيقياً.

الدروس المستفادة

• ضرورة التثبت من أي ممارسة تُنسب للدين: لا يجوز الخلط بين الدين والممارسات الوافدة دون دليل شرعي واضح.
• الحذر من الشعارات الدينية الزائفة: ليس كل من استخدم آية أو اسماً من أسماء الله في ممارسة علاجية يكون على حق.
• أهمية بناء الوعي النقدي: يجب على الأفراد والمجتمعات أن يتحققوا من أصل أي ممارسة قبل تبنيها، وأن يسألوا عن الدليل الشرعي والعلمي لها.
• دور الخبراء والمختصين: من المهم أن يشارك من لديهم خبرة سابقة في هذه المجالات في توعية المجتمع، وتصحيح المفاهيم المغلوطة.

خاتمة

سلسلة "جحر العقرب" هي دعوة مفتوحة للحوار والنقاش العلمي والشرعي حول ممارسات الطاقة والوعي، بعيداً عن التجريح الشخصي أو التشهير، بهدف بناء وعي حقيقي يحمي الأفراد والمجتمعات من الوقوع في الشبهات والمخاطر الفكرية والدينية. ترقبوا الحلقات القادمة لمزيد من التحليل والنقاش حول أبرز القضايا المثارة في هذا المجال.

تابعونا على قناة سحر اليوغا والطاقة للمزيد من الحلقات والنقاشات الهادفة.