🔵 سلسلة جحر العقرب : الرد على شبهة ان العدل ليس من صفات الله

في الآونة الأخيرة، انتشرت بعض الشبهات التي تدّعي أن "العدل" ليس من صفات الله عز وجل، بل وتذهب إلى أبعد من ذلك بنفي أن يكون "العدل" من أسمائه الحسنى أو

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
5 دقائق
0

الرد على شبهة أن العدل ليس من صفات الله

في الآونة الأخيرة، انتشرت بعض الشبهات التي تدّعي أن "العدل" ليس من صفات الله عز وجل، بل وتذهب إلى أبعد من ذلك بنفي أن يكون "العدل" من أسمائه الحسنى أو حتى من صفاته العليا. في هذا المقال، سنناقش هذه الشبهة ونوضح الردود العلمية والمنهجية عليها، مع الاستعانة بأقوال العلماء المعتبرين، ونكشف الخلفيات الفكرية التي تقف وراء هذه المزاعم.

هل "العدل" من أسماء الله؟

يقول البعض إن الله سبحانه وتعالى لم يسمِّ نفسه "العدل" في القرآن الكريم، وأن كلمة "العدل" في القرآن تعني المساواة أو المعادلة، وليس المقصود بها الصفة الإلهية. ويستدلون بذلك على أن الله أمر البشر بالحكم بالعدل، لكن لم يرد اسم "العدل" ضمن أسمائه الحسنى.

الرد العلمي

صحيح أن اسم "العدل" لم يرد نصاً ضمن الأسماء التسعة والتسعين المشهورة، لكن هذا لا ينفي أن العدل صفة ثابتة لله عز وجل. بل إن القرآن والسنة مليئان بالنصوص التي تثبت أن الله يحكم بالعدل، وأنه لا يظلم أحداً مثقال ذرة. قال تعالى:

"فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره"(الزلزلة: 7-8)

وقال أيضاً:

"أليس الله بأحكم الحاكمين"(التين: 8)

وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي ﷺ:

"فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله؟"(رواه البخاري ومسلم)

إذًا، العدل صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى، حتى لو لم يكن اسماً من أسمائه الحسنى بالنص.

الفرق بين الأسماء والصفات

من المهم التفريق بين الأسماء والصفات. فليس كل صفة لله يجب أن تكون اسماً، وليس كل اسم يتضمن صفة واحدة فقط. فمثلاً، من أسماء الله "الحكم" و"القسط" و"الحق"، وكلها تدل على العدل المطلق لله عز وجل. أما "العدل" كاسم، فلم يرد نصاً، لكن صفة العدل ثابتة له سبحانه وتعالى.

لماذا يُنكر البعض صفة العدل عن الله؟

يرتبط إنكار صفة العدل عند الله بمحاولات بعض التيارات الفكرية والفلسفية، خاصة تلك المتأثرة بعقائد اليوغا والطاقة والكارما، لفصل القوانين الكونية عن الخالق سبحانه وتعالى. فهم يرون أن العدل قانون دنيوي مستقل عن الإله، وأن الجزاء والعقاب يتم عبر قوانين مثل الكارما، وليس عبر عدل إلهي يوم القيامة.

خطورة هذا الفكر

هذا الفكر يؤدي إلى نفي الحساب والجزاء في الآخرة، ونفي البعث والنشور، ويُدخل الناس في عقائد وثنية مثل تناسخ الأرواح. كما أنه يمهد لفكرة الاتحاد مع الله أو الحلول، بزعم أن الإنسان يمكن أن يكون عادلاً مثل الله، أو أن العدل صفة مشتركة بين الخالق والمخلوق، وهذا انحراف خطير عن العقيدة الإسلامية.

الرد على شبهة "أين عدل الله في المظلومين؟"

من الأسئلة التي يطرحها أصحاب هذه الشبهات: ماذا عن الأطفال المظلومين أو ضحايا الحروب والكوارث؟ ويجيبون بأن الكارما هي التي تحكم مصائرهم، وأنهم ليسوا مظلومين في الحقيقة، بل ينالون جزاء أفعال سابقة في حياة أخرى.

الرد الإسلامي

الإسلام يؤكد أن الله لا يظلم أحداً، وأن كل إنسان سيأخذ حقه يوم القيامة، وأن العدل الإلهي مطلق لا يتخلف. قال تعالى:

"ولا يظلم ربك أحداً"(الكهف: 49)

أما فكرة الكارما وتناسخ الأرواح فهي عقائد دخيلة لا أصل لها في الإسلام، وتتناقض مع مبدأ العدل الإلهي والجزاء في الآخرة.

أقوال العلماء في إثبات صفة العدل

استمعنا إلى كلام الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، حيث بيّن أن إنكار صفة من صفات الله إن كان عن جحود وتكذيب فهو كفر، وإن كان عن تأويل له مساغ فهو بدعة وضلال. وأكد أن صفات الله كلها صفات كمال، وأنه يجب إثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي ما نفاه عن نفسه.

كما أوضح الشيخ أن بعض الصفات لا تُطلق على الله إلا في سياق معين، مثل "المكر" أو "الخداع"، ولا توصف بها إلا في مقابلة من يستحقها، أما العدل فهو صفة مطلقة لله سبحانه وتعالى.

خلاصة القول

  • العدل صفة ثابتة لله عز وجل، حتى لو لم يكن من أسمائه بالنص.
  • إنكار صفة العدل عن الله انحراف خطير، يؤدي إلى نفي الحساب والجزاء ونشر عقائد دخيلة.
  • العدل الإلهي مطلق وكامل، ولا يظلم الله أحداً.
  • الواجب على المسلم إثبات ما أثبته الله لنفسه، ونفي ما نفاه، مع التسليم الكامل لله عز وجل.

نسأل الله أن يثبتنا على الحق، وأن يرزقنا الفهم الصحيح لعقيدتنا، وأن يبعد عنا الشبهات والضلالات.

"طريق السلامة والأدب مع الله أن نثبت لله ما أثبته لنفسه، سواء أدركته عقولنا أم لم تدركه، وأن ننفي ما نفاه الله عن نفسه، وأن نسكت عما سكت الله عنه."— الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك