⚪ سلسلة تعالوا نفكر ... 3 شبهات عظيمة يستخدمها الطاقين والرد الشرعي عليهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في هذا المقال، نستعرض معًا ثلاث شبهات عظيمة انتشرت بين ممارسي الطاقة والتنمية البشرية وتطوير الذات، والتي أثارت الكث

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
5 دقائق
0

ثلاث شبهات عظيمة يستخدمها مدربو الطاقة والرد الشرعي عليها

مقدمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.في هذا المقال، نستعرض معًا ثلاث شبهات عظيمة انتشرت بين ممارسي الطاقة والتنمية البشرية وتطوير الذات، والتي أثارت الكثير من التساؤلات والجدل بين أبنائنا وبناتنا. هذه الشبهات لم تقتصر على الجانب الديني فقط، بل امتدت إلى الأسئلة الوجودية، والمجتمعية، والأخلاقية، بل وحتى العلمية. لذلك، من المهم أن نناقشها من منظور شرعي وعلمي واضح، اعتمادًا على ما أقره الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وأقوال العلماء من أهل السنة والجماعة.

الشبهة الأولى: هل العبادات والدعاء والصدقة يمكن أن تغير الأقدار؟

انتشرت فكرة خاطئة بين بعض مدربي الطاقة والوعي مفادها أن العبادات والطاعات والدعاء والصدقة لا تغير من الأقدار التي كتبها الله تعالى للإنسان.في المقابل، نجد في السنة النبوية والقرآن الكريم ما يؤكد أن للدعاء والعبادات أثرًا في تغيير بعض الأقدار، ولكن لفهم ذلك يجب التمييز بين نوعين من القدر:

1. القدر المبرم (المطلق)

وهو ما كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ، وهذا لا يتغير ولا يتبدل أبدًا. كل ما كتب في اللوح المحفوظ من خير أو شر سيقع لا محالة، سواء دعا الإنسان أم لم يدعُ.

2. القدر المعلق

وهو ما كتبته الملائكة في صحفها، وجعل الله له أسبابًا قد تمنع وقوعه أو تجلبه، مثل الدعاء أو صلة الرحم أو البر بالوالدين.فعلى سبيل المثال:- قد يُكتب للعبد رزق معين، فإذا دعا الله زيد له في رزقه، وإن لم يدعُ نقص منه.- قد يُكتب له عمر معين، فإذا وصل رحمه وبر والديه زيد في عمره، وإن قطعها نقص منه.

قال تعالى:

"يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ"(الرعد: 39)

وفي الحديث الشريف:

"ولا يرد القدر إلا الدعاء"(رواه الترمذي)

إذًا، الدعاء والعبادات والصدقة لها أثر في تغيير القدر المعلق، أما القدر المبرم فلا يتغير.

الشبهة الثانية: إذا كان كل شيء مقدرًا، فما فائدة الدعاء والعمل؟

يقول بعضهم: إذا كان الله قد قدر الخير أو الشر لي، فما فائدة أن أدعو أو أعمل؟هذه الشبهة مبنية على فهم خاطئ لمفهوم القدر، حيث يظن البعض أن القدر كله نوع واحد، بينما هو في الحقيقة نوعان كما ذكرنا:

  • القدر المبرم: لا يتغير ولا يتبدل.
  • القدر المعلق: يتغير بالدعاء والعمل الصالح.

فالدعاء والعمل الصالح هما من الأسباب التي جعلها الله لتحقيق الخير ودفع الشر.فمن كتب الله له خيرًا معلقًا بالدعاء، لن يناله إلا إذا دعا.ومن كتب عليه شرًا معلقًا بالدعاء، لن يُصرف عنه إلا إذا دعا.

إذًا، الدعاء والعمل ليسا عبثًا، بل هما من الأسباب التي أمرنا الله بالأخذ بها، وهي جزء من الإيمان بالقضاء والقدر.

الشبهة الثالثة: هل يمكن معرفة الغيب أو جزء منه من خلال الطاقة أو التنجيم؟

يدعي بعض مدربي الطاقة والوعي أنه يمكن معرفة الغيب أو جزء منه من خلال الممارسات الطاقية، أو التنجيم، أو قراءة الخرائط الفلكية، أو التاروت، أو غيرها من الوسائل. بل ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، فزعموا أن "نور الله طاقة"، وأن "صفات الله طاقة"، وأن "القرآن طاقة"، وأن كل شيء في الدين طاقة!

هذه الادعاءات لا تستند إلى دليل شرعي أو علمي، لا من القرآن ولا من السنة ولا من أقوال العلماء، لا قديمًا ولا حديثًا.ومعرفة الغيب من الأمور التي اختص الله تعالى بها نفسه، فلا يجوز للإنسان أن يدعي معرفته أو يسعى لكشفه بعقله أو بأي وسيلة أخرى.

قال تعالى:

"قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ"(النمل: 65)

حدود العقل في مسائل الغيب

العقل البشري له حدود وطاقات خلقها الله له، ولا يمكنه إدراك الغيبيات التي أخفاها الله عن البشر.فالإيمان بالغيب أصل من أصول العقيدة الإسلامية، ويشمل الإيمان بالله، وصفاته، واليوم الآخر، والملائكة، والقدر، وغير ذلك من الأمور الغيبية.محاولة إدراك الغيب بالعقل أو بأي وسيلة أخرى تؤدي إلى الحيرة والضلال والشكوك، كما حدث مع من حاولوا استكشاف عالم الغيب بعقولهم فقط.

خلاصة

  • الدعاء والعبادات والصدقة: لها أثر في تغيير القدر المعلق، أما القدر المبرم فلا يتغير.
  • العمل والدعاء: هما من الأسباب التي أمرنا الله بالأخذ بها لتحقيق الخير ودفع الشر، ولا يتعارضان مع الإيمان بالقدر.
  • معرفة الغيب: أمر اختص الله به نفسه، ولا يجوز للإنسان أن يدعي معرفته أو يسعى لكشفه بالعقل أو بأي وسيلة أخرى، كالتنجيم أو الطاقة.
  • العقل البشري: له حدود، والإيمان بالغيب جزء من العقيدة، فلا ينبغي محاولة إدراك الغيبيات بالعقل وحده.

لنزاحم الباطل بالحق، ونحفظ أنفسنا وأبناءنا من الشبهات والضلالات، ولنعتمد على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله وأقوال العلماء الثقات.

نسأل الله أن يحفظنا ويحفظكم من كل سوء، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك