⚪ سلسلة تعالوا نفكر .. هل اليوجا رياضة ؟؟
سلسلة تعالوا نفكر – قناة سحر اليوغا والطاقة في السنوات الأخيرة، انتشرت اليوغا بشكل واسع في العالم العربي، وأصبحت جزءاً من نمط الحياة العصري، حيث يُنظ
هل اليوغا رياضة؟ نظرة معمقة في جذور وفلسفة اليوغا
سلسلة تعالوا نفكر – قناة سحر اليوغا والطاقة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت اليوغا بشكل واسع في العالم العربي، وأصبحت جزءاً من نمط الحياة العصري، حيث يُنظر إليها كرياضة تساعد على الاسترخاء، التخلص من الضغوط، وزيادة المرونة الجسدية. لكن هل اليوغا فعلاً مجرد رياضة؟ أم أن لها أبعاداً أعمق تتجاوز الحركات الجسدية؟ في هذا المقال، سنستعرض أصل اليوغا، فلسفتها، علاقتها بالعقائد الشرقية، ونوضح الفروق بينها وبين التمارين الرياضية البحتة.
ما هي اليوغا؟
اليوغا كلمة سنسكريتية تعني "الاتحاد"، وهي تشير في الفلسفات الهندوسية والبوذية إلى اتحاد النفس الفردية مع الذات الكونية أو الإلهية (براهمان). اليوغا ليست مجرد تمارين استطالة أو استرخاء، بل هي نظام روحي وفلسفي متكامل نشأ قبل أكثر من 2500 سنة قبل الميلاد، ويضم مجموعة من الطقوس، الحركات، التنفس، الترانيم، والتأملات التي تهدف لتحقيق "الاستنارة" والاتحاد مع المطلق.
هل اليوغا رياضة أم طقس ديني؟
من الشائع بين الكثيرين ممارسة اليوغا في النوادي الرياضية أو المنازل بهدف تحسين الصحة أو الاسترخاء، دون الانتباه إلى جذورها الدينية. لكن الحقيقة أن اليوغا، كما يؤكد كبار معلميها في الهند، ليست رياضة بالمعنى المعروف، بل هي طقس روحي يهدف للوصول إلى حالة الاتحاد مع الإله براهمان أو مع الكواكب والطاقات الكونية.
الحركات الجسدية (الأسنات) في اليوغا ليست عشوائية، بل كل حركة مرتبطة بكوكب أو إله معين في الفلسفة الهندوسية أو البوذية. حتى الترانيم مثل "أوم" أو "سها" تعتبر تعويذات لاستحضار أرواح أو طاقات معينة حسب المعتقدات الشرقية.
كيف تم تسويق اليوغا كرياضة؟
انتقلت اليوغا من الشرق إلى الغرب في القرن التاسع عشر، وجرى إعادة تقديمها كرياضة أو علاج نفسي أو وسيلة للاسترخاء، بعيداً عن جذورها الدينية. تم تزيين مراكز اليوغا بالشموع، العطور، الموسيقى الهادئة، والديكور العصري لجذب الناس، مع التركيز على الفوائد الصحية والنفسية مثل تخفيف التوتر، تحسين المزاج، زيادة المرونة، أو حتى فقدان الوزن.
لكن في الحقيقة، كما يؤكد الكثير من معلمي اليوغا الأصليين، لا يمكن فصل الحركات الجسدية عن فلسفتها الروحية. فكل وضعية أو حركة في اليوغا هي في الأصل شكل من أشكال التعبد أو التحية لإله أو كوكب معين.
مخاطر ممارسة اليوغا دون وعي
الكثير من الممارسين العرب يعتقدون أنهم يأخذون من اليوغا ما ينفعهم ويتركون ما يضرهم، لكنهم يجهلون أن مجرد ممارسة الحركات أو الترانيم قد يكون مدخلاً لتبني مفاهيم عقدية غريبة عن دينهم وثقافتهم. فمع الاستمرار في الممارسة، قد يبدأ الشخص بتقبل أفكار مثل الكارما، التناسخ، الاتحاد مع المطلق، أو حتى التواصل مع "الأوصياء" أو الأرواح، كما حدث مع بعض الممارسات اللواتي شاركن تجاربهن.
كما أن بعض مراكز اليوغا تروج لممارسات أخرى مثل الصيام الروحي الهندوسي، استخدام البخور، الأحجار الكريمة، أو حتى الاستعانة بالوسطاء الروحيين، وكلها ممارسات لها جذور وثنية أو سحرية.
الفرق بين الاسترخاء الطبيعي واليوغا
من المهم التمييز بين الاسترخاء الطبيعي الذي يمارسه الإنسان بالفطرة (كالجلوس أمام البحر، التأمل في الطبيعة، أو حتى تمارين الاستطالة الرياضية)، وبين اليوغا التي هي نظام روحي متكامل. الاسترخاء الطبيعي لا يرتبط بأي طقوس دينية أو فلسفات عقدية، بينما اليوغا قائمة على فلسفات وأهداف روحية واضحة.
البدائل الصحية لليوغا
لمن يبحث عن تمارين لتحسين المرونة أو الاسترخاء دون الدخول في شبهات عقدية أو فلسفية، هناك العديد من الرياضات البديلة مثل البيلاتس، تمارين الإطالة الرياضية، أو حتى المشي والتأمل في الطبيعة. هذه التمارين تحقق نفس الفوائد الجسدية والنفسية دون أي ارتباطات دينية أو طقوسية.
لماذا لا يمكن "أسلمة" اليوغا؟
يحاول بعض المدربين العرب "أسلمة" اليوغا بإزالة الترانيم أو استبدالها بكلمات عربية أو إسلامية، لكن هذا لا يغير من حقيقة أن أصل الحركات والفلسفات التي تقوم عليها اليوغا وثني. لا يمكن فصل النية عن المعتقد، كما لا يمكن فصل الصليب عن المسيحية أو الصلاة عن الإسلام. ممارسة طقس ديني وثني مع تغيير بعض التفاصيل لا يجعله متوافقاً مع الدين الإسلامي.
شهادات وتجارب شخصية
شارك بعض الممارسين تجاربهم مع اليوغا والتأمل، حيث بدأت رحلتهم بالبحث عن الاسترخاء أو السلام الداخلي، لكنهم مع الوقت دخلوا في عوالم غريبة من التواصل مع أرواح أو سماع أصوات، مما سبب لهم اضطرابات نفسية وروحية. هذه التجارب تؤكد خطورة الانزلاق في ممارسات روحية غير مألوفة.
خلاصة القول
اليوغا ليست مجرد رياضة أو تمارين استطالة، بل هي نظام روحي وفلسفي متكامل ذو جذور وثنية، يهدف لتحقيق الاتحاد مع الإله أو الكواكب حسب المعتقدات الشرقية. لا يمكن فصل الحركات الجسدية عن فلسفتها العقدية، وأي محاولة لتقديمها كرياضة بحتة هي خداع للذات.
لذلك، ينصح بالابتعاد عن ممارستها، خاصة لمن يحرص على سلامة عقيدته وصحته النفسية والجسدية، واللجوء إلى بدائل رياضية آمنة وخالية من الشبهات.
نصيحة للمسلمين والعرب في الغرب
إذا كنت تعيش في مجتمع غربي حيث تنتشر اليوغا بشكل كبير، احرص على تثقيف نفسك وأبنائك حول حقيقتها، ولا تنخدع بالمظاهر العصرية أو الدعاية التي تقدمها كرياضة أو علاج نفسي. ديننا غني بالبدائل الصحية والروحية التي تحقق السعادة والسكينة دون الحاجة لممارسات دخيلة.
حفظكم الله من كل سوء، ودمتم بخير وسلامة.
**لمزيد من المعلومات حول تمارين الاسترخاء والتنفس الصحي، يمكنكم متابعة القناة أو زيارة قوائم التشغيل الخاصة بتمارين الاسترخاء البديلة.*