🔵 إستضافة : للمرة الأولى في مساحة ببرنامج تويتر X

نقاش علمي وشرعي حول مفاهيم الطاقة والتنجيم في المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم مثل "علم الطاقة" و"التنجيم" و"قانون الجذب" في المجت

س
سحر اليوقا و الطاقة
أكتوبر 30,2025
6 دقائق
0

هل التنجيم والطاقة سحر؟

نقاش علمي وشرعي حول مفاهيم الطاقة والتنجيم في المجتمعات العربية

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم مثل "علم الطاقة" و"التنجيم" و"قانون الجذب" في المجتمعات العربية بشكل ملفت، وأصبحت موضوع نقاش واسع على منصات التواصل الاجتماعي. في إحدى مساحات تويتر X، اجتمع عدد من المختصين والمهتمين لمناقشة سؤال مهم:هل التنجيم والطاقة سحر؟وهل لهذه المفاهيم أساس علمي أو شرعي أم أنها مجرد خرافات قد تضر بالعقيدة والمجتمع؟

في هذا المقال، نستعرض أهم محاور هذا النقاش، ونوضح الفروق بين الطاقة الفيزيائية والطاقة الروحية، ونبين الموقف الشرعي والعلمي من التنجيم والطاقة، مع ذكر بعض التجارب الشخصية والمفاهيم المغلوطة المنتشرة.

ما هو "علم الطاقة"؟

يعرّف بعض الممارسين "علم الطاقة" بأنه شعور داخلي أو قوة روحية تؤثر على الإنسان والبيئة من حوله. يتحدثون عن طاقة داخلية وخارجية، ويعتقدون أن الأفكار والمشاعر يمكن أن تؤثر على الواقع، وأن الإنسان يستطيع "رفع تردداته" لجذب ما يريد من الكون.

لكن عند التدقيق، نجد أن مفهوم الطاقة في العلم التجريبي يختلف كليًا عن هذا التصور. فالطاقة فيزيائيًا هي القدرة على بذل شغل أو إحداث تغيير، مثل الطاقة الحركية أو الكهرومغناطيسية، وهي مقاسة ومحددة بقوانين علمية واضحة. أما "الطاقة الروحية" أو "النورانية" فهي مصطلحات لا وجود لها في العلوم التجريبية، ولا توجد دراسات علمية محكمة تثبت وجودها أو تأثيرها.

التنجيم والابراج: بين العلم والخرافة

التنجيم هو الاعتقاد بأن مواقع الكواكب والنجوم تؤثر على مصير الإنسان وحياته. ويشمل ذلك قراءة الأبراج، وقراءة الكف والفنجان، وغيرها من الممارسات التي تدعي معرفة الغيب أو التنبؤ بالمستقبل.

علميًا، لا يوجد أي دليل على أن مواقع الكواكب أو النجوم تؤثر على صفات الإنسان أو أحداث حياته. الدراسات الحديثة تؤكد أن التنجيم لا يتعدى كونه خرافة، وأن الاختلافات بين الأشخاص لا يمكن ربطها بتاريخ ميلادهم أو مواقع الكواكب لحظة ولادتهم.

شرعيًا، جاء في الحديث الصحيح:

"من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر"وهذا يدل على أن التنجيم محرم، وأنه قد يصل إلى الشرك إذا اعتقد الإنسان أن النجوم والكواكب تنفع أو تضر من دون الله.

خلط المفاهيم: الطاقة، التنجيم، والسحر

أحد الإشكالات الكبرى في هذا المجال هو خلط المفاهيم بين الطاقة الفيزيائية (المعترف بها علميًا) والطاقة الروحية أو "الشاكرات" القادمة من فلسفات شرقية. كذلك، يتم الخلط بين التنجيم (الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية) وبين علم الفلك الحقيقي الذي يدرس حركة الأجرام السماوية دون ربطها بمصائر البشر.

كما أن بعض الممارسين يحاولون "أسلمة" هذه المفاهيم عبر الاستدلال بآيات قرآنية مثل:

"والسماء ذات البروج"ويفسرونها بأن الله أقسم بالبروج، أي الأبراج الفلكية، وهذا غير صحيح من الناحية التفسيرية. فالمفسرون ذكروا أن البروج هي منازل الشمس والقمر، وليست لها علاقة بتأثيرها على مصائر البشر.

هل الطاقة والتنجيم سحر؟

من خلال النقاشات، اتضح أن هناك خلطًا بين الحدس، والتوقعات المبنية على الخبرة، وبين ادعاء معرفة الغيب أو التأثير على الواقع بطرق غير مشروعة. فالسحر، كما هو معروف شرعًا، هو الاستعانة بالجن أو الشياطين لإحداث ضرر أو نفع، وهو محرم قطعًا.

أما التنجيم والطاقة (بمفهومها الروحي)، فهي غالبًا ما تتداخل مع السحر والشعوذة، خاصة إذا ادعى الممارس معرفة الغيب أو التأثير في الأقدار. وقد أكد العلماء أن من يذهب إلى العرافين والمنجمين ويصدقهم، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

تجارب شخصية ومغالطات شائعة

شارك بعض الحضور تجاربهم مع التنجيم والطاقة، وأكدوا أن كثيرًا من الممارسات تعتمد على الإيحاء النفسي أو "الصدفة"، وأن بعض الناس يصدقونها بسبب رغبتهم في معرفة المستقبل أو حل مشكلاتهم بسرعة. كما أشاروا إلى مغالطة "التصديق الانتقائي"، حيث يتذكر الإنسان فقط الحالات التي صدقت فيها التوقعات وينسى الحالات التي لم تصدق.

ومن المغالطات المنتشرة أيضًا ربط التفاؤل أو الحديث الإيجابي بجلب الحظ أو تغيير القدر، في حين أن الإسلام يحث على التفاؤل وحسن الظن بالله، لكن دون الاعتقاد بأن الكلمات وحدها تغير الأقدار.

الموقف الشرعي والعلمي

  • شرعيًا:التنجيم والسحر وادعاء معرفة الغيب من الكبائر التي تخرج الإنسان من دائرة التوحيد إذا اعتقد أن غير الله ينفع أو يضر. أما التفاؤل والدعاء والأخذ بالأسباب فهي من تعاليم الإسلام، لكن لا يجوز ربطها بمفاهيم الطاقة أو الترددات الكونية.
  • علميًا:لا يوجد أي دليل علمي يثبت وجود "طاقة روحية" أو تأثير الكواكب على مصائر البشر. جميع الدراسات المحكمة في الفيزياء والطب النفسي تصنف هذه الممارسات ضمن "العلوم الزائفة" أو الخرافات.

جذور فلسفية وتاريخية

أشار بعض المتخصصين إلى أن جذور هذه الممارسات تعود إلى فلسفات وثنية قديمة مثل الغنوصية، والهرمسية، والبوذية، والهندوسية، والكبالة اليهودية. وقد تم دمجها في العصر الحديث ضمن ما يسمى "حركة العصر الجديد" أو "الماسونية الروحية"، وتهدف إلى نشر الإلحاد الروحي وخلط العقائد.

نصائح وتحذيرات

  • احذر من الخلط بين العلم والدجل:ليس كل ما يقال عنه "علم" هو علم حقيقي. ابحث عن المصادر العلمية المحكمة، ولا تنخدع بالدورات أو المدربين الذين يبيعون الأوهام.
  • تمسك بتوحيد الله:لا تجعل حاجتك للراحة النفسية أو الفضول تقودك إلى ممارسات تناقض عقيدتك.
  • تعامل مع مشاعرك وأفكارك بطريقة صحية:التفاؤل والأمل والدعاء كلها وسائل شرعية لتحسين حياتك، لكن لا تربطها بمفاهيم الطاقة أو التنجيم.
  • ابتعد عن العرافين والمنجمين:حتى لو كان الأمر من باب التسلية أو الفضول، فقد يؤدي ذلك إلى التعلق بهم أو تصديقهم، وهو أمر خطير على العقيدة.

الخلاصة

التنجيم والطاقة بمفاهيمها الروحية المنتشرة اليوم ليست علومًا حقيقية، بل هي ممارسات ذات جذور وثنية أو شعوذة، وقد تؤدي إلى الشرك أو الكفر إذا اعتقد الإنسان بتأثيرها في الغيب أو الأقدار. الإسلام يدعو إلى التوكل على الله، والأخذ بالأسباب المشروعة، وعدم التعلق بالمخلوقات أو الأوهام.

حافظ على عقيدتك، وكن واعيًا في اختيار مصادر معرفتك، ولا تجعل حاجتك للراحة أو الفضول تقودك إلى ما يضر دينك ودنياك.

مصادر إضافية للقراءة

  • كتاب "التنجيم وأثره في العقيدة"
  • مقال: لماذا لا يوجد دليل علمي على الطاقة الروحية؟ (Nature Journal)
  • فتوى اللجنة الدائمة في حكم التنجيم والأبراج

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك