🔵 استشاري الطب النفسي الدكتور احمد يشرح هلاوس ومخاطرة التاروت

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات المرتبطة بالطاقة، الأبراج، والتاروت، خاصة بين فئة المراهقين والشباب. هذه الظواهر ليست مجرد تسلية أو فضو

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
4 دقائق
2

مخاطر التاروت والهلاوس: رؤية استشارية نفسية

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات المرتبطة بالطاقة، الأبراج، والتاروت، خاصة بين فئة المراهقين والشباب. هذه الظواهر ليست مجرد تسلية أو فضول، بل تحمل في طياتها مخاطر نفسية وفكرية ودينية قد لا يدركها الكثيرون. في هذا المقال، نستعرض رؤية الدكتور أحمد، استشاري الطب النفسي، حول هذه الظواهر، ونوضح أسباب انتشارها، تأثيراتها، وكيفية الوقاية منها.

لماذا تنتشر هذه الظواهر بين المراهقين؟

المراهقة مرحلة طبيعية يمر فيها الإنسان بحب الاستكشاف والرغبة في التجربة وإثبات الذات. يبحث المراهق عن كل ما هو جديد وغريب، وغالبًا ما ينجذب إلى الأمور الغامضة مثل قراءة الطالع، التاروت، أو علوم الطاقة. هذه الممارسات تلبّي رغبة المراهق في التميز والخروج عن المألوف، لكنها في نفس الوقت قد تكون مدخلًا لمخاطر أكبر.

الدكتور أحمد يؤكد أن الفراغ الفكري والعاطفي هو السبب الرئيسي وراء انتشار هذه الظواهر. فعندما يكون الشاب أو الفتاة بلا هدف واضح أو نشاطات مفيدة، يصبح أكثر عرضة لتبني أفكار أو ممارسات غير صحية، سواء كانت من باب التسلية أو الفضول.

وهم التاروت وخطورة الإدمان عليه

يصف الدكتور أحمد التاروت بأنه من أخطر الممارسات المنتشرة في العالم، حيث يقوم على بيع وهم الأمل للناس. يعتمد التاروت على إعطاء الشخص توقعات وأحلام حول المستقبل، مما يمنحه نشوة مؤقتة تشبه نشوة المخدرات. ومع تكرار هذه التجربة، يبدأ الشخص في الاعتماد النفسي عليها، ويصبح مدمنًا لسماع التوقعات وعيش الأمل الكاذب.

ومع مرور الوقت، يصطدم الإنسان بواقع أن هذه الوعود لم تتحقق، فيصاب بحالة من الإحباط أو حتى الاكتئاب الشديد. هنا يتحول التاروت من مجرد تسلية إلى مصدر لمعاناة نفسية حقيقية، وقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات في التفكير والسلوك.

التأثير النفسي والاجتماعي

يشير الدكتور أحمد إلى أن تكرار سماع الأفكار أو الممارسات الخاطئة، حتى لو كان الشخص رافضًا لها في البداية، قد يؤدي مع الوقت إلى اقتناع لا شعوري بها. فالعقل الباطن يتأثر بما يتعرض له باستمرار، وخاصة إذا استمر ذلك لفترة بين 21 إلى 90 يومًا. هذا ما يسمى بـ"الاحتلال الفكري"، حيث يصبح الشخص أسيرًا لأفكار دخيلة تسيطر على سلوكه وتوجهاته.

كذلك، يوضح الدكتور أن الإدمان ليس مرتبطًا فقط بالمواد المخدرة، بل قد يكون إدمانًا فكريًا أو سلوكيًا. أي عادة أو فكرة تتكرر وتسيطر على الشخص حتى يفقد القدرة على التحكم فيها تعتبر نوعًا من الإدمان، سواء كان ذلك في متابعة التاروت أو غيره من الممارسات.

العلاقة بين الشخصية والأبراج

من الأخطاء الشائعة ربط سمات الشخصية بالأبراج أو الطالع. يؤكد الدكتور أحمد أن علم النفس يدرس الشخصية بناءً على أسس علمية واضحة، وليس بناءً على تاريخ الميلاد أو البرج الفلكي. لكل إنسان شخصية فريدة تتشكل من عدة عوامل بيئية ووراثية وتربوية، ولا علاقة لها بالأبراج أو التوقعات.

كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟

  • الوعي والتثقيف:يجب على الأهل والمدارس نشر الوعي حول مخاطر هذه الممارسات، وتوضيح حقيقتها من الناحية العلمية والدينية.
  • شغل وقت الفراغ:ملء أوقات الشباب بأنشطة مفيدة، مثل الرياضة، القراءة، أو تعلم مهارات جديدة، يقلل من احتمالية انجذابهم لهذه الظواهر.
  • تعزيز الهوية الدينية والفكرية:التمسك بالقيم الدينية والأخلاقية، وفهم أن المستقبل بيد الله وحده، وليس بيد قارئ الطالع أو التاروت.
  • مقاطعة المروجين:عدم متابعة أو دعم من ينشرون هذه الأفكار، حتى لا يزداد تأثيرهم وانتشارهم.
  • الاستشارة عند الحاجة:في حال ظهور أعراض نفسية مثل القلق، الاكتئاب، أو الهلاوس، يجب استشارة مختص نفسي وعدم اللجوء إلى الحلول الوهمية.

الخلاصة

الطاقة، التاروت، والأبراج ليست مجرد وسائل للتسلية، بل قد تكون بوابة لمشكلات نفسية وفكرية ودينية خطيرة. مسؤوليتنا جميعًا – كأفراد وأسر ومجتمع – أن نواجه هذه الظواهر بالتوعية، الحوار، وتقديم البدائل الصحية والمفيدة. المستقبل لا يعلمه إلا الله، والسعادة الحقيقية تأتي من العمل، الإيمان، والعلاقات الإنسانية السليمة، وليس من التوقعات الوهمية أو الهلاوس الفكرية.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك