⚪ ( تعالوا نفكر ) إبليس هوا الله ... هذه حقيقة مايؤمن به أكثر مدربين الطاقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في سلسلة "تعالوا نفكر". في هذه الحلقة نسلط الضوء على قضية خطيرة تتعلق ببعض الفلسفات المنتشرة اليوم بين مدر
إبليس هو الله؟ حقيقة خطيرة في فلسفات بعض مدربي الطاقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في سلسلة "تعالوا نفكر". في هذه الحلقة نسلط الضوء على قضية خطيرة تتعلق ببعض الفلسفات المنتشرة اليوم بين مدربي الطاقة، خاصة أولئك الذين يدّعون أنهم مسلمون. عنوان الحلقة قد يبدو صادماً:"إبليس هو الله"– والعياذ بالله – ولكن للأسف، هناك من يروج لمثل هذه الأفكار بين شبابنا وفتياتنا.
جذور الفلسفة الفاسدة
انتشرت في السنوات الأخيرة فلسفات غريبة بين مدربي الطاقة والوعي، حيث يُحاول البعض خلط المفاهيم الروحانية الشرقية مثل "الين واليانج" – التي تعود جذورها إلى الفلسفة البوذية والإلحادية – مع مفاهيم العقيدة الإسلامية. هؤلاء المدربون يروجون لفكرة أن الله سبحانه وتعالى يشمل الخير والشر، أو أن له جانباً سالباً وآخر موجباً، وأن إبليس ليس عدواً لله بل جزء من "الكلية الإلهية" – والعياذ بالله.
هذه الأفكار ليست فقط دخيلة على ثقافتنا وديننا، بل تتعارض بشكل صارخ مع التوحيد الخالص الذي يدعو إليه الإسلام، والذي يؤكد أن الله سبحانه وتعالى منزه عن أي نقص أو شر، وأنه خالق كل شيء، وإبليس ليس إلا مخلوقاً متمرداً على أمر الله.
كيف يبررون هذه الأفكار؟
يعتمد بعض المدربين على فلسفات شرقية مثل "الين واليانج"، حيث يُصوّرون الكون على أنه يتكون من قوتين متضادتين (سالب وموجب، نور وظلام)، ويحاولون إسقاط هذه الفكرة على الذات الإلهية – فيزعمون أن الله يشمل الخير والشر، وأن إبليس ليس عدواً لله بل جزء من "التكوين الكلي".
بل وصل الأمر ببعضهم إلى القول بأن "إبليس هو الله"، أو أن الإنسان الروحاني لا يكون ضد أحد، حتى الشياطين، بل يعتبرهم مرشدين روحانيين! ويُروجون لفكرة أن الشيطان يمكن أن يكون "مرشداً روحياً" للإنسان، وأنه لا يوجد صراع بين الخير والشر في الحقيقة، بل كل شيء جزء من "الكلية الإلهية".
خطورة هذه المفاهيم
هذه الفلسفات تمثل خطراً كبيراً على العقيدة، خاصة بين الشباب والفتيات الذين يبحثون عن تطوير الذات وتحقيق الأحلام. فبدلاً من التمسك بالعقيدة الصحيحة، يجد البعض أنفسهم ينجرفون وراء أفكار دخيلة تخلط بين الحق والباطل، وتدعو إلى التساهل مع الشيطان بل واعتباره "صديقاً" أو "مرشداً".
إن مثل هذه الأفكار لم يأتِ بها حتى كفار قريش، وهي تمثل انحرافاً خطيراً عن العقيدة الإسلامية. فالله سبحانه وتعالى واحد أحد، فرد صمد، منزه عن كل نقص أو شر، وإبليس عدوٌ لله وعدوٌ للإنسان.
لماذا تنتشر هذه الأفكار؟
يرجع انتشار هذه الفلسفات إلى عدة أسباب، منها:
- تأثر بعض المدربين بالفلسفات الشرقية والغربية، ومحاولة تسويقها على أنها علم وطاقة ووعي.
- انتشار دورات الطاقة والتنمية الذاتيةالتي تروج لمثل هذه المفاهيم تحت عناوين براقة مثل "تحقيق الأحلام" و"قوة الطاقة".
- غياب الوعي الديني الصحيحلدى بعض الشباب والفتيات، مما يجعلهم عرضة لتلقي أي فكرة جديدة دون تمحيص أو تدقيق.
مسؤوليتنا تجاه أنفسنا ومجتمعنا
من المهم أن نكون على وعي تام بمثل هذه الأفكار، وألا نسمح لأي شخص أن يزرع في عقولنا مفاهيم تتعارض مع ديننا وعقيدتنا. علينا أن نتأكد من مصادر العلم والمعرفة التي نأخذ منها، وألا نجعل من أي مدرب أو معلم قدوة لنا لمجرد شهرته أو قدرته على التأثير.
يجب أن نحصن أنفسنا وأبناءنا بالعلم الشرعي الصحيح، وأن نعود دائماً إلى القرآن الكريم والسنة النبوية لفهم حقيقة الكون والوجود، وألا ننخدع بالشعارات البراقة التي تخفي وراءها أفكاراً خطيرة.
كلمة أخيرة
هذه الحلقة كانت بمثابة جرس إنذار لكل من يهتم بمجال الطاقة والتنمية الذاتية. ليس كل ما يُطرح في هذا المجال صحيحاً أو نافعاً، وبعضه يحمل في طياته انحرافات خطيرة عن العقيدة. أسأل الله لي ولكم السلامة والحماية، وأن ينير بصيرتنا ويثبتنا على الحق.
نلتقي بإذن الله في حلقات قادمة من سلسلة "تعالوا نفكر". استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة