⚪ تعالوا نفكر ... الدين الماسوني الجديد ( كيف يبرمجوك ) مدربين الوعي والطاقة
في السنوات الأخيرة، انتشرت في العالم العربي والإسلامي موجة جديدة من الدورات والبرامج التي تحمل شعارات مثل "الوعي"، "الطاقة"، و"التأمل". هذه الموجة، ال
الدين الماسوني الجديد: كيف يبرمجون عقولنا باسم الوعي والطاقة؟
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت في العالم العربي والإسلامي موجة جديدة من الدورات والبرامج التي تحمل شعارات مثل "الوعي"، "الطاقة"، و"التأمل". هذه الموجة، التي يقودها مدربون من أبناء وبنات مجتمعاتنا، تحمل في طياتها أفكارًا وممارسات قد تبدو للوهلة الأولى بريئة أو حتى مفيدة، لكنها في حقيقتها تحمل مشروعًا خطيرًا يهدد الموروث الديني والثقافي، ويعمل على إعادة تشكيل القيم والمعتقدات، وصولًا إلى ما يمكن تسميته "الدين الماسوني الجديد".
في هذا المقال، سنستعرض كيف يتم الترويج لهذا "الدين الجديد"، وما هي خطوات برمجة العقول التي يتبعها المدربون، ولماذا يجب أن نكون على وعي وحذر من هذه الظاهرة.
ما هو "الدين الماسوني الجديد"؟
الدين الماسوني الجديد ليس دينًا رسميًا أو طقسًا محددًا، بل هو منظومة فكرية تتسلل عبر ما يُعرف بـ"العصر الجديد" (New Age)، وتستهدف بشكل خاص تحطيم الموروث الديني، ليس فقط في المجتمعات العربية والإسلامية، بل حتى في المجتمعات الغربية والهندية والبوذية وغيرها. الهدف النهائي هو إنهاء الأديان السماوية وكل المعتقدات التقليدية، للوصول إلى ما يسمونه "مرحلة التنوير" أو "رحلة المسيح الدجال" حسب بعض التفسيرات.
خطوات برمجة العقول: كيف يتم نسف الموروث الديني؟
1.نسف الموروث الديني
أولى الخطوات تبدأ بإقناع المتلقي بأن "الموروث" ليس فقط العادات والتقاليد، بل يشمل المعتقد الديني نفسه. يتم التركيز على أهمية التحرر من القيود، ويُدعى الفرد إلى التحرر من التشريعات والحدود الدينية، خاصة في الإسلام. يتم ربط التحرر من الدين بارتفاع الوعي والوصول إلى الاستنارة.
2.التشكيك في مصادر التشريع
بعد أن يعتاد الفرد على الجرأة في التعامل مع الدين، يبدأ المدربون في التشكيك بالرسول ﷺ، وتصويره كمجرد مبلغ فقط، ثم ينتقلون إلى التشكيك بالصحابة والعلماء، واتهامهم بنشر الخرافة والتخلف. هذا يتم عبر تكرار الرسائل الذهنية، والربط البصري والسمعي خلال الدورات والورش.
3.التلاعب بتفسير القرآن
يبدأ المدربون في انتقاء ما يناسبهم من التشريعات القرآنية، وترك ما لا يناسبهم. ثم ينتقلون إلى مرحلة أخطر: التأويل الباطني للقرآن، حيث يُفسر كل شخص الآيات والتشريعات حسب هواه، بحجة أن "القرآن حمّال أوجه"، فيأخذون منه ما يريدون ويفسرونه بما يتوافق مع رغباتهم الشخصية.
4.استبدال العبادات
يتم استبدال العبادات الحقيقية بممارسات أخرى تحت مسمى "البدل". فمثلًا، تُستبدل الصلاة بالتأمل، ويُقال إن التأمل ساعة خير من عبادة ستين عامًا! هذه الخطوة لا تأتي إلا بعد أن يطمئن المدرب أن المتلقي أصبح "دُمية" لا يفكر، فيبدأ في تفريغ العبادات من معناها، حتى يصبح الفرد لا دينيًا دون أن يشعر.
5.التشكيك في القرآن نفسه
الخطوة الأخيرة هي التشكيك في صحة القرآن الكريم ذاته، وطرح أسئلة مثل: "أين النسخة الحقيقية للقرآن؟" أو الادعاء أن النسخ الحالية محرفة. وهكذا، يتحول الفرد تدريجيًا إلى الإلحاد أو اللادينية، وتضيع منه كل معالم العبادة والالتزام.
أمثلة واقعية من دورات الوعي والطاقة
- التقليل من أهمية الصلاة:يروج بعض المدربين أن الصلاة ليست مهمة، وأن العمل الصالح أهم، أو أن الصلاة مجرد عادة اجتماعية وليست عبادة توقيفية.
- استبدال الصلاة بالتأمل:بعضهم يعلن صراحة أنه استبدل الصلاة بالتأمل، ويشجع الآخرين على ذلك.
- تحويل الكعبة إلى رمز طاقي:يتم تفريغ بيت الله الحرام من قدسيته وتحويله إلى شكل هندسي طاقي، وربطه بمفاهيم الطاقة والزوايا.
- طقوس دينية غريبة:بعض المدربين يمارسون طقوسًا داخل منازلهم، ويستخدمون تماثيل وأدوات مستوردة من الهند أو الصين، ويعتبرونها جزءًا من ممارساتهم الروحية.
خطورة هذا الفكر على الأجيال الجديدة
هذه الممارسات لا تقتصر على الأفراد فقط، بل تستهدف إعداد جيل جديد من أبنائنا وبناتنا ليكونوا بلا هوية دينية واضحة، ويصبحوا عرضة لأي فكر أو طقس غريب. إذا لم ننتبه ونراقب أبناءنا وبناتنا، فقد نجد في المستقبل صفوف الصلاة وقد تحولت إلى طقوس غريبة لا علاقة لها بالإسلام أو بأي دين سماوي.
كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟
- الرقابة الأسرية:يجب أن يكون هناك وعي ومتابعة لما يتعلمه الأبناء وما يشاهدونه على الإنترنت أو في الدورات.
- التحقق من مصادر العلم:ليس كل من يضع حجابًا أو لحية ويتحدث باسم الله هو عالم أو مدرب موثوق.
- التمسك بالموروث الديني الصحيح:يجب العودة إلى العلماء الثقات والتمسك بالقرآن والسنة الصحيحة.
- الانتباه للتغيرات السلوكية:أي تغير في السلوك أو الكلام أو وجود أدوات غريبة في المنزل يجب أن يكون محل انتباه.
خاتمة
الدين الماسوني الجديد ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل هو مشروع فكري خطير يستهدف هدم الأديان والمعتقدات من الداخل، عبر بوابة الوعي والطاقة والتأمل. علينا جميعًا أن نكون على وعي وحذر، وأن نحمي أبناءنا ومجتمعاتنا من هذا الفكر المتطرف، وأن نعود إلى أصول ديننا وموروثنا الأصيل.
نسأل الله السلامة والحماية لنا ولأبنائنا ولمجتمعاتنا جميعًا.