⚪ تعالوا نفكر .. الجريمة الكبرى طاقة الأطفال

في عصر تتسارع فيه التغيرات الفكرية والاجتماعية، تظهر بين الحين والآخر تيارات وممارسات جديدة تدّعي أنها تفتح آفاق الوعي وتحقق الشفاء النفسي والجسدي، خا

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
3 دقائق
0

الجريمة الكبرى: استغلال طاقة الأطفال بين الحقيقة والخطر

مقدمة

في عصر تتسارع فيه التغيرات الفكرية والاجتماعية، تظهر بين الحين والآخر تيارات وممارسات جديدة تدّعي أنها تفتح آفاق الوعي وتحقق الشفاء النفسي والجسدي، خاصة للأطفال. لكن خلف هذه الشعارات البراقة، قد تختبئ مخاطر جسيمة تهدد العقيدة والصحة النفسية للأطفال. في هذا المقال، نسلط الضوء على ما يُسمى "مدارس الطاقة" و"منهج العصر الجديد" وتأثيرها الخطير على الأطفال، كما نناقش كيف يمكن للأسرة أن تحمي أبناءها من هذه الممارسات.

ما هي مدارس الطاقة ومنهج العصر الجديد؟

مدارس الطاقة ومنهج العصر الجديد هي تيارات فكرية وممارسات تعتمد على مفاهيم مستوردة من ثقافات وفلسفات شرقية وغربية، مثل التأمل، اليوغا، الريكي، وأكسس بارز. تدّعي هذه المدارس أنها تساعد على تطوير الوعي، الشفاء الذاتي، وتحسين القدرات الذهنية والجسدية. لكنها في الحقيقة تقوم على أفكار فلسفية ودينية تتعارض مع العقيدة الإسلامية، مثل وحدة الوجود، وتناسخ الأرواح، والاعتقاد بأن الإنسان يمتلك قوى خارقة تمكنه من التحكم في الكون.

استهداف الأطفال والمراهقين

يركز منهج العصر الجديد على فئتين أساسيتين:

  • المراهقون: من سن 14 إلى 30 سنة، حيث يسهل التأثير على أفكارهم وتوجهاتهم.
  • الأطفال: من سن 6 أو 7 سنوات حتى 13 سنة، وهم الأكثر عرضة للتأثر، خاصة عندما يتم تقديم هذه الممارسات في صورة ألعاب أو جلسات استرخاء وتأمل.

كيف يتم استدراج الأطفال؟

  • جلسات تأمل ويوغا للأطفال: يتم فيها تعليم الأطفال تقنيات يقال إنها تساعدهم على الاسترخاء أو التركيز، لكنها في الحقيقة قد تتضمن طقوسًا أو رموزًا روحية غريبة.
  • فتح "بوابات" أو "العين الثالثة": يُزعم أن هذه الممارسات تفتح أمام الطفل عوالم أخرى أو قدرات خارقة، لكنها في حقيقتها تعرض الطفل لمفاهيم سحرية وروحية خطيرة.
  • جلسات الريكي وأكسس بارز: يُروّج لها على أنها وسائل للشفاء، لكنها في جوهرها تعتمد على معتقدات باطلة وترديد تعاويذ أو طقوس ذات أصول غير شرعية.

مخاطر هذه الممارسات على الأطفال

  • تشويه العقيدة والفطرة: يتم تلقين الأطفال أفكارًا مثل وحدة الوجود، وأن الإنسان جزء من الإله، وأن الكون مسخّر بالكامل له، مما يزعزع ثوابت العقيدة الإسلامية.
  • إلغاء مفهوم الصح والخطأ: يُعلّم الطفل أن كل شيء نسبي، وأنه لا يوجد حلال أو حرام، وأن جميع المعتقدات متساوية، مما يؤدي إلى ضياع الهوية الدينية والأخلاقية.
  • تعريض الطفل لمفاهيم سحرية: بعض الممارسات تتضمن ترديد تعاويذ أو طقوس يُزعم أنها تفتح "بوابات" لعوالم أخرى، مما يعرض الطفل لمخاطر نفسية وروحية.
  • استغلال الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة: يتم استهداف الأطفال المصابين بالتوحد أو الاضطرابات السلوكية، بزعم أن هذه الممارسات ستشفيهم، بينما في الحقيقة يتم استغلال معاناة الأهل لتحقيق مكاسب مادية.

كيف يتم خداع الأمهات؟

للأسف، بعض الأمهات يقعن ضحية لهذه الدعايات، إما بسبب جهلهن بحقيقة هذه الممارسات، أو بسبب بحثهن عن حلول لمشاكل أطفالهن (مثل فرط الحركة أو التأخر الدراسي). وقد تلجأ بعض المدربات إلى تعليم الأمهات رموزًا أو تعاويذ لممارستها على أطفالهن، دون إدراك خطورة ذلك.

فلسفة العصر الجديد وخطرها

من أخطر الأفكار التي يتم زرعها في عقول الأطفال:

  • وحدة الوجود: الاعتقاد بأن الإنسان جزء من الإله، وأن كل ما في الكون مسخر له.
  • إلغاء الحدود بين الأديان والمعتقدات: تعليم الطفل أن كل الأديان والمعتقدات متساوية، وأنه لا يوجد صواب أو خطأ مطلق.
  • تناسخ الأرواح: الاعتقاد بأن الإنسان يعيش عدة حيوات، وأن الأمراض أو المعاناة نتيجة لأخطاء في حياة سابقة، وهو ما يتعارض مع العقيدة الإسلامية.

استغلال الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

يعتبر الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة هدفًا سهلًا لهذه الممارسات، حيث يُقال للأهل إن سبب معاناة الطفل هو "كارما" من حياة سابقة، وأن عليه أن يعاني ليطهر نفسه. كما يتم استغلال يأس الأهل لتحقيق أرباح مادية من خلال جلسات علاجية مطولة لا تحقق أي نتائج حقيقية.

كيف نحمي أطفالنا؟

  • التوعية: يجب على الأهل والمعلمين توعية الأطفال بخطورة هذه الممارسات، وشرح الفرق بين العلاج الحقيقي والدجل.
  • الرجوع للعلاج الشرعي: في حالة معاناة الطفل من مشاكل نفسية أو صحية، يُنصح باللجوء إلى الرقية الشرعية والدعاء، وعدم الانجرار وراء مدربي الطاقة والدجالين.
  • المتابعة المستمرة: يجب مراقبة ما يتعرض له الأطفال من محتوى على الإنترنت أو في المدارس، والتأكد من عدم تعرضهم لأي من هذه الممارسات.
  • التمسك بالعقيدة: غرس القيم الدينية الصحيحة في نفوس الأطفال منذ الصغر، وتعليمهم التمييز بين الحق والباطل.

خاتمة

إن ما يحدث اليوم من استغلال لبراءة الأطفال تحت مسمى "الطاقة" أو "الوعي" هو جريمة كبرى لا تغتفر. يجب على كل أسرة أن تكون واعية ومدركة لما يُحاك لأبنائها من مخاطر فكرية وروحية. فحماية الأطفال مسؤولية عظيمة، تبدأ من البيت وتستمر في المدرسة والمجتمع. لنحافظ على فطرة أبنائنا ونمنع عنهم كل ما يهدد عقيدتهم وصحتهم النفسية.

حفظ الله أبناءنا من كل سوء، وهدانا جميعًا لما فيه الخير والصلاح.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك