⚪ ( تعالوا نفكر ) لممارسين الطاقة والتأملات

في عالم اليوم، أصبح الاهتمام بالطاقة والتأملات موضوعًا شائعًا بين الكثيرين، سواء كانوا ممارسين أو مدربين أو حتى باحثين عن حلول لمشاكلهم اليومية. في هذ

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
6 دقائق
0

تعالوا نفكر: رسالة إلى ممارسي الطاقة والتأملات

مقدمة

في عالم اليوم، أصبح الاهتمام بالطاقة والتأملات موضوعًا شائعًا بين الكثيرين، سواء كانوا ممارسين أو مدربين أو حتى باحثين عن حلول لمشاكلهم اليومية. في هذا المقال، سنحاول أن نفكر معًا بلغة العقل والمنطق حول هذه الممارسات، ونسأل أنفسنا: ما هي النتائج الحقيقية التي حققناها بعد سنوات من الانخراط في هذه الدورات والتجارب؟ وهل فعلاً وجدنا ما كنا نبحث عنه؟

النضج العقلي وأسباب اللجوء لمجال الطاقة

كل إنسان يمر بمراحل من النضج العقلي، تتشكل من خلال الخبرات والتجارب والتعلم، وأحيانًا من خلال التقدم في العمر. كثير منا إذا تذكر مواقف معينة في الماضي، يتمنى لو أنه تصرف بطريقة مختلفة، وهذا دليل على تطور النضج مع الوقت.

عند الحديث عن ممارسات الطاقة، نجد أن أغلب من يدخلون هذا المجال لديهم أسباب مشروعة وإنسانية تمامًا:- مواجهة مشاكل عائلية أو اجتماعية- المرور بأزمات مالية أو صحية- البحث عن حل لمشكلة شخصية أو نفسية- الرغبة في تحسين الذات أو تحقيق أهداف معينة- الفضول أو التأثر بتجارب الآخرين

كل هذه الأسباب تدفع الإنسان للبحث عن حلول، وأحيانًا يجد في الطاقة والتأملات بابًا للأمل.

رحلة الممارس: من دورة إلى دورة

غالبًا ما يبدأ الممارس بمتابعة مدرب أو مدربة، أو حتى أشخاص يدّعون امتلاك قدرات خارقة. يبدأ بحضور الدورات المجانية على الإنترنت، ثم ينتقل إلى الدورات المدفوعة، ويشتري الأحجار الكريمة والبخور، ويطبق التوكيدات وجلسات التأمل والتنظيفات، ويقرأ عن الشاكرات والكارما والطفل الداخلي، ويجرب كل ما يُعرض عليه من تقنيات وقوانين.

كل ذلك يتطلب جهدًا ووقتًا ومالًا، ومع مرور الوقت يجد نفسه ينتقل من مدرب إلى آخر، ومن دورة إلى أخرى، ومن تقنية إلى تقنية، دون أن يصل إلى نتيجة واضحة أو تغيير ملموس في حياته.

النتائج: أين الثمار؟

السؤال الأهم هنا:ما هي النتيجة؟بعد كل هذه السنوات من الممارسة، وكل هذا الإنفاق المالي والجهد النفسي، ماذا تحقق بالفعل؟

عند سؤال عدد كبير من الممارسين، نجد أن النتيجة غالبًا ما تكون:لا شيءأو حتى نتائج عكسية!- مشاكل لم تُحل، بل ربما تعقّدت- عزلة عن المجتمع والأسرة- اضطرابات في النوم وأحلام مزعجة- فقدان الطمأنينة الروحية- تدهور في الصحة النفسية والجسدية- صرف أموال طائلة دون فائدة حقيقية

والسبب الأساسي هو أن هذه الممارسات ليست علمًا قائمًا على معادلات أو نتائج ثابتة، بل هي تجارب فردية لا يمكن تعميمها أو الاعتماد عليها كحلول علمية.

خداع الأوهام وتسويق الأحلام

الكثير من المدربين أو المروجين لهذه الممارسات يستغلون حاجات الناس وأحلامهم، فيبيعون لهم الأوهام تحت مسميات براقة مثل: جذب الشريك، طاقة المال، تنظيف الكارما، وغيرها.يتم استغلال العاطفة الدينية أحيانًا، أو الجهل ببعض الأمور الشرعية، ويُفتح الباب أمام مفاهيم غامضة مثل الكينونات والطاقات الخفية، حتى يصل الأمر بالبعض إلى الإلحاد الروحي أو فقدان الثقة بالدين والمجتمع.

وفي النهاية، يُلقى اللوم دائمًا على الممارس: "الخطأ في طاقتك السلبية"، "كارمة الأجداد"، "عليك المزيد من التنظيفات والتحررات"، وهكذا تستمر الدائرة بلا نهاية ولا نتيجة.

التأثيرات السلبية على الصحة والدين والمجتمع

ليس الأمر مجرد خسارة مالية أو وقت ضائع، بل يمتد ليؤثر على الصحة النفسية والجسدية، وعلى العلاقات الأسرية والاجتماعية، بل وأحيانًا على العقيدة والدين.- تزداد العزلة والانفصال عن الواقع- تتدهور العلاقات مع الأهل والمجتمع- يتأثر الالتزام الديني والروحاني- تظهر أعراض صحية غريبة أو اضطرابات نفسية- تزداد الشكوك والوساوس

كل ذلك نتيجة الانشغال بأوهام لا تحقق أي فائدة حقيقية، بل تفتح أبوابًا لمشاكل أكبر.

دعوة للتفكير وإعادة النظر

عزيزي الممارس أو الباحث عن الحلول،توقف لحظة وفكر بعقلك:- ما الذي تحقق فعلاً بعد كل هذه السنوات؟- هل أنت أقرب إلى السعادة والطمأنينة أم أبعد؟- هل تحسنت علاقاتك وصحتك أم ساءت؟- هل وجدت في هذه الممارسات ما كنت تبحث عنه؟

إذا كانت الإجابة لا، فلا تتردد في مراجعة نفسك، واستشارة أهل العلم والمتخصصين، وطلب المساعدة من الأطباء أو المختصين النفسيين عند الحاجة.

نصيحة ختامية

لا تدع أحدًا يضحك عليك أو يستغل حاجتك أو ضعفك.ابحث عن العلم الحقيقي، واستعن بالله أولاً وأخيرًا، وكن واعيًا في اختياراتك.تذكر أن السعادة والراحة لا تأتي من أوهام أو طقوس غامضة، بل من الإيمان والعمل الصالح والسعي الحقيقي لتحسين الذات.

أسأل الله أن يحفظكم جميعًا، وأن يرزقكم السعادة والطمأنينة، وأن يبعد عنكم كل شر.ولا تنسوا أن تراجعوا أنفسكم بين الحين والآخر، وتمنحوا عقولكم فرصة للتفكير والتأمل الحقيقي.

في أمان الله، وإلى لقاء قريب.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك