⚪ ( تعالوا نفكر ) لممارسين اليوغا و التأملات و الطاقة
مرحبًا بكم في سلسلة "تعالوا نفكر" من قناة سحر اليوغا والطاقة. في هذه السلسلة، نناقش موضوعات هامة تهم ممارسي اليوغا، التأملات، والطاقة، ونسعى لفهم جذور
تعالوا نفكر: حقيقة اليوغا والتأمل من منظور ديني وثقافي
مرحبًا بكم في سلسلة "تعالوا نفكر" من قناة سحر اليوغا والطاقة. في هذه السلسلة، نناقش موضوعات هامة تهم ممارسي اليوغا، التأملات، والطاقة، ونسعى لفهم جذور هذه الممارسات بعيدًا عن التصورات السطحية أو الشائعة.
ما هي اليوغا؟ هل هي رياضة فقط؟
يعتقد الكثيرون أن اليوغا مجرد رياضة بدنية تساعد على الاسترخاء أو تخفيف ضغوط العمل، ويقول البعض: "نحن فقط نمارس الرياضة، فما المشكلة؟" لكن هل فعلاً اليوغا مجرد تمارين جسدية؟ أم أن لها أبعادًا أعمق من ذلك؟
لنفهم حقيقة اليوغا، علينا أن نعود إلى أصلها ومصدرها. اليوغا ليست مجرد رياضة كما يظن البعض، بل هي مفهوم فلسفي وروحي عميق في الديانة الهندوسية. الكلمة نفسها تعني "الاتحاد"، والمقصود بها الاتحاد مع الإله الأعلى في العقيدة الهندوسية، وهو "براهمان" – الخالق المطلق للكون والكائنات حسب معتقداتهم.
اليوغا في الفلسفة الهندوسية
توضح الكتب المقدسة الهندوسية، مثل كتاب "الفيداس"، أن اليوغا عبارة عن ممارسة روحية تهدف إلى تحقيق الاتحاد بين الروح الفردية (الأتمان) والروح الكونية (البراهمان). ويعتقد أتباع الهندوسية أن لكل إنسان "إله صغير" في داخله، وعندما تتوحد هذه الروح مع المطلق، يصبح الإنسان "إلهًا" حسب مفهومهم.
هذا المفهوم ليس رأيًا شخصيًا، بل هو ما تذكره المصادر الهندوسية والبوذية حول فلسفة اليوغا والغرض منها. اليوغا إذًا ليست مجرد تمارين بدنية، بل هي طقوس روحية متكاملة في الديانة الهندوسية.
دلالات الحركات والتأملات في اليوغا
كل حركة من حركات "الأساسانا" (وضعيات اليوغا) لها ارتباط بإله معين في المعتقد الهندوسي. على سبيل المثال، هناك وضعيات تحمل أسماء حيوانات أو عناصر الطبيعة، وكل واحدة منها ترمز لإله أو قوة روحية محددة. حتى حركات الأصابع (المودرا) التي يمارسها البعض أثناء التأمل، تُعد تعاويذ خاصة بكل إله.
أما التأمل العميق (السماداي)، فهو يهدف إلى التحرر من المعتقدات والانصهار في المطلق، ليذوب الجسد في الروح وتندمج مع الإله براهمان.
لماذا يجب أن نفكر؟
عندما نمارس اليوغا أو التأملات دون معرفة خلفياتها، قد نكون نكرر طقوسًا روحية لا نعي معناها أو أصولها. السؤال هنا: هل من الممكن فصل الجانب الجسدي عن الروحي في اليوغا؟ وهل من الصحيح أن نعتبرها رياضة فقط بينما مصدرها ومصمموها يصفونها بأنها عبادة وصلاة متكاملة؟
حتى الآن، لا يوجد مصدر أصلي من صانعي اليوغا يصفها بأنها رياضة فقط. كل المصادر الهندوسية والبوذية تؤكد أنها عبادة وطقس روحي.
موقفنا كمسلمين
لا أستطيع أن أفتي في مسألة الحلال والحرام، فهذا أمر يعود للعلماء والمختصين. لكن من المهم أن نعرف حقيقة ما نمارسه، ونسأل أنفسنا: هل ممارسة طقوس دينية لغير ديننا – حتى لو كانت في صورة تمارين – أمر مقبول؟ وهل يمكن تجزئة الممارسة وفصلها عن أصلها الروحي؟
دعوة للتفكير
في النهاية، الهدف من هذا المقال ليس الهجوم أو التحريض، بل دعوة للتفكير والبحث. لا تكتفِ بما يُقال لك، بل ارجع إلى المصادر الأصلية، واقرأ عن فلسفة اليوغا من كتبها ومؤسسيها. إذا وجدت فيها ما يتعارض مع معتقداتك، فالأمر بينك وبين الله.
تذكر:"أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ". لا تجعل الهوى أو التقليد يغلبك على التفكير والبحث عن الحقيقة.
في أمان الله، ودمتم بخير حتى نلتقي في حلقة جديدة من "تعالوا نفكر".