ما هي مراحل ممارسة الطاقة؟

**دليل تعليمي لفهم رحلة الممارس في عالم الطاقة*

في عالم الطاقة والتأمل، يمر الممارسون بعدة مراحل نفسية وعقلية أثناء رحلتهم في تعلم وممارسة تقنيات الطاقة. فهم هذه المراحل يساعدك على معرفة موقعك في هذه الرحلة، وكيفية التعامل مع التحديات التي قد تواجهك. في هذا المقال، نستعرض معًا خمس مراحل رئيسية لممارسة الطاقة، بالإضافة إلى مرحلة محورية غالبًا ما يغفل عنها الكثيرون.

1. مرحلة التسليم

تُعتبر هذه المرحلة هي البداية الفعلية لدخول عالم الطاقة. في مرحلة التسليم، يُسلم الممارس نفسه بالكامل لتوجيهات المدرب، ويستجيب لكل ما يُطلب منه دون نقاش أو جدال. سواء كان ذلك في تنفيذ تمارين معينة، أو ترديد توكيدات، أو ممارسة التأمل، يكون الممارس حاضر الذهن ومستعدًا للانصياع.

غالبًا ما يدخل الممارس هذه المرحلة بحثًا عن علاج لآلام أو أمراض، أو رغبة في تحقيق أماني وأحلام لم يتمكن من تحقيقها بالطرق التقليدية. لذلك، يكون لديه دافع قوي لتجربة كل ما يُقال له، على أمل الوصول إلى النتائج المرجوة.

نصيحة:إذا كنت في بداية طريقك، اسأل نفسك: هل أنا في مرحلة التسليم؟ وهل أنا مستعد لتجربة كل ما هو جديد بثقة؟

2. مرحلة المقاومة

بعد فترة من التسليم، تبدأ الشكوك والأسئلة في الظهور. لماذا أفعل هذا؟ ما الدليل على فعالية هذه التمارين؟ أين دور الدعاء أو الإيمان بالله في هذه الممارسات؟ هل ما أفعله صحيح أم مجرد أوهام؟

هذه المرحلة طبيعية جدًا، بل هي من أهم المراحل. هنا يبرز دور المدرب الفعّال، الذي يجب أن يدعم الممارس ويأخذ بيده لتجاوز هذه الشكوك. إذا لم يتمكن المدرب من مساعدة الممارس في تجاوز المقاومة، قد يتوقف الأخير عن ممارسة الطاقة تمامًا.

تذكر:المقاومة ليست دليل فشل، بل علامة على أن عقلك بدأ يفكر ويحلل، وهو أمر صحي في رحلة التعلم.

3. مرحلة الإنكار (مرحلة محورية)

بين المقاومة والاستسلام، تظهر مرحلة مهمة جدًا وهي مرحلة الإنكار. في هذه المرحلة، يبدأ الممارس في رفض الأفكار الجديدة، ويشعر أن ما يسمعه أو يمارسه غير منطقي أو غير مقبول لعقيدته أو قناعاته.

يصف بعض المدربين هذه المرحلة بأنها "مرحلة الهداية والفضل والكرم"، حيث يحمي الله الإنسان من الوقوع في الأفكار أو الممارسات التي لا تتناسب مع فطرته أو دينه أو أخلاقه. هنا، يبدأ العقل في "هضم" الأفكار الجديدة، إما أن يقبلها ويبدأ في التفكير فيها بعمق، أو يرفضها تمامًا.

نصيحة:إذا وجدت نفسك غير قادر على تقبل بعض الأفكار، خذ وقتك وفكر جيدًا. مرحلة الإنكار لا تأتي إلا بالتفكير العميق، وهي فرصة لمراجعة الذات.

4. مرحلة الاستسلام

إذا تجاوز الممارس مرحلة المقاومة والإنكار، يدخل في مرحلة الاستسلام الكامل. هنا، يرفع الممارس يده ويقول: "أنا معك في كل شيء، أفعل ما يُطلب مني دون نقاش". يصبح الممارس منسجمًا مع الممارسات، ويؤديها بإخلاص وثقة.

لكن يجب الانتباه، فالاستسلام الكامل دون وعي أو تفكير قد يقود إلى مراحل أكثر خطورة.

5. مرحلة الضلال

في هذه المرحلة، يتحول الممارس إلى مدافع شرس عن الطاقة، ويبدأ في مهاجمة كل من يخالفه أو يشكك في الممارسات. يعتقد أن الطاقة هي كل شيء، ويغفل عن التفكير النقدي أو مراجعة القناعات. يصبح الممارس هنا "أعمى البصر والبصيرة"، ويدخل في حالة من التعصب الشديد.

هذه المرحلة خطيرة جدًا، لأنها تخرج الممارس عن الاعتدال، وتجعله غير قادر على رؤية الأمور بموضوعية.

6. مرحلة الاتباع

تُعتبر هذه المرحلة من أخطر المراحل، حيث يصبح الممارس تابعًا بشكل أعمى لكل ما يُقال له، ويدافع عن أفكاره وممارساته بضراوة دون أي تفكير أو مراجعة. حتى بعض المدربين الكبار قد لا يصلون إلى هذه المرحلة، لكنها تظل مرحلة يجب الحذر منها.

الخلاصة

رحلة ممارسة الطاقة ليست طريقًا مستقيمًا، بل هي مليئة بالتحديات النفسية والفكرية. من المهم أن تتعرف على هذه المراحل وتراقب نفسك في أي مرحلة أنت، حتى تتعامل مع مشاعرك وأفكارك بوعي واعتدال.

تذكر دائمًا:- التسليم بداية، والمقاومة صحية، والإنكار فرصة للتفكير.- الاستسلام يجب أن يكون واعيًا، وليس أعمى.- احذر من الضلال والاتباع الأعمى.- استعن بالله واطلب الهداية دائمًا، وفكر بعقلك وقلبك معًا.

**إذا كنت ممارسًا للطاقة أو مهتمًا بهذا المجال، شاركنا تجربتك: في أي مرحلة وجدت نفسك؟ وكيف تعاملت مع التحديات؟*