⚪ ( تعالوا نفكر ) مدربين الطاقة يعترفوا نعم نتعامل مع الشياطين ونستعين بالجن

في السنوات الأخيرة، انتشرت مدارس ودورات "الطاقة" و"العلاج بالطاقة" في العالم العربي، وأصبح لها مدربون ومتابعون كثر. يدّعي هؤلاء المدربون أنهم يملكون أ

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
7 دقائق

مدربي الطاقة والاعتراف بالتعامل مع الشياطين: حقيقة أم خرافة؟

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت مدارس ودورات "الطاقة" و"العلاج بالطاقة" في العالم العربي، وأصبح لها مدربون ومتابعون كثر. يدّعي هؤلاء المدربون أنهم يملكون أسرارًا وعلومًا تمكن الإنسان من تحقيق الراحة النفسية، الشفاء، وزيادة الوعي، من خلال تقنيات مثل الريكي، التأمل، التخاطر، وغيرها. لكن خلف هذه الشعارات البراقة، تثار تساؤلات خطيرة حول حقيقة هذه المدارس، وطرقها، وما إذا كانت فعلاً تستند إلى علوم حقيقية أم إلى ممارسات مشبوهة تتعلق بالسحر والاستعانة بالجن والشياطين.

في هذا المقال، نستعرض أهم ما جاء في حلقة قناة "سحر اليوغا والطاقة" حول اعترافات بعض مدربي الطاقة بتعاملهم مع الشياطين، ونحلل كيف يتم تسويق هذه الأفكار وترويجها، وما أثرها على المجتمع والأسرة.

حقيقة مدارس الطاقة: بين الشعارات والواقع

يؤكد كثير من المنتقدين أن مدارس الطاقة لا تقوم على علوم حقيقية، بل تعتمد على طقوس غامضة، وتقديم قرابين، وطاعة لكيانات غير مرئية. يروج المدربون لمفاهيم مثل "الكينونات"، "الطاقات"، "المرشدين الروحيين"، ويصفونها بأنها أرواح جميلة ترفع الوعي وتحقق الاحتياجات، بل ويشجعون المتدربين على التواصل معها وطلب المساعدة منها.

لكن عند التدقيق في تصريحات بعض المدربين، نجد اعترافات صريحة بأن هذه "الكينونات" ليست سوى شياطين أو جن، وأن جلسات الطاقة ما هي إلا جلسات لتحضير الشياطين والتواصل معهم.

كيف يتم تحضير الشياطين في جلسات الطاقة؟

يشرح بعض المدربين خطوات "اللعب مع الكينونات"، حيث يُطلب من المتدرب أن يسأل عن الطاقات المحيطة به، ويدعو الكينونات للمساهمة في حياته، ويستخدم أدوات وطقوس معينة لجذبها. يُقال للمتدرب ألا يقاوم، بل يفتح نفسه لهذه الطاقات، ويطلب من كل الكينونات غير المساهمة أن تغادر.

هذه الطقوس، بحسب الشرح، ليست سوى تحضير للشياطين والدعوة لهم للدخول إلى حياة الإنسان، تحت مسمى "طاقات" أو "كينونات".

تسويق الشياطين باسم الطاقة والوعي

يحاول المدربون تزيين صورة الجن والشياطين، فيصفونهم بأنهم "طاقات إيجابية" أو "أرواح جميلة"، ويحثون المتدربين على التحرر من الخوف المزروع فيهم تجاه هذه الكائنات، بل ويعتبرون أن الخوف من الجن والشياطين هو مجرد "موروث قديم" أو "وعي منخفض" يجب التخلص منه.

بل ويذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، فيدعون أن أسلافنا كان لديهم عقود مع الجن، وأن التواصل مع هذه الكينونات أمر طبيعي وجميل، وأنه يجب علينا أن نكون منفتحين على هذه التجارب.

هل الكينونات ملائكة أم شياطين؟

من أخطر ما يروج له بعض مدربي الطاقة هو الخلط بين الكينونات والملائكة، فيقولون إن الكينونات قد تكون ملائكة، أرواحًا، مرشدين روحيين، أو حتى أرواح الأموات من أهلنا. هذا الخلط الخطير يتعارض مع العقيدة الإسلامية، التي تؤكد أن الروح من أمر الله، وأن التواصل مع الأرواح أو استحضارها هو من أعمال السحر والشعوذة.

كما يدّعي بعضهم أن بإمكانهم توجيه الأرواح العالقة، ومساعدتها على الانتقال إلى عالم آخر، وهو ما يخالف تمامًا ما ورد في القرآن والسنة عن حياة البرزخ.

أثر هذه الممارسات على الصحة النفسية والاجتماعية

يدعي المدربون أن التواصل مع الكينونات والشياطين يحسن الصحة النفسية والجسدية، ويجلب المال، ويساعد في العلاقات. لكن الواقع، كما يذكر كثير من الضحايا، أن هذه الممارسات تؤدي إلى العزلة، الخوف، الأوهام، الأرق، تدهور العلاقات الأسرية والاجتماعية، بل وقد تصل إلى المس الشيطاني والأمراض النفسية والجسدية.

كيف يتم استدراج الشباب والفتيات لدورات التخاطب مع الكينونات؟

يتم الترويج لدورات التخاطب مع الكينونات على أنها وسيلة لزيادة الوعي وتحقيق الإنجازات، ويُعرض قصص نجاح مزعومة لأشخاص "ملتزمين" حققوا نتائج مذهلة بعد حضور هذه الدورات. يُقال لهم إنهم سيصبحون أكثر وعيًا، وأقرب إلى الكون، وستتحقق أمنياتهم بسرعة، بل وسيعيشون "السحر الحقيقي" على الأرض.

كل هذا ليس سوى تسويق خادع لجذب المزيد من الضحايا، خاصة من الفتيات والشباب الباحثين عن النجاح والسعادة.

هل هناك فرق بين مدربي الطاقة الأجانب والمسلمين؟

يحاول بعض المدافعين عن هذه الدورات التمييز بين المدربين الأجانب والمسلمين، بحجة أن المسلمين "يخافون الله" ولا يمارسون السحر أو الشعوذة. لكن الواقع أن كثيرًا من المدربين المسلمين يروجون لنفس الأفكار والممارسات، ويستخدمون نفس المصطلحات (المرشدين الروحيين، كينونات النور، الملائكة، إلخ)، بل ويخلطون بين الدين وهذه الطقوس، مما يزيد من خطورة الأمر.

التحصين والتدرع الطاقي: هل هو حماية أم استدراج؟

يُروج في هذه الدورات لمفهوم "التحصين الطاقي" أو "التدرع الطاقي"، ويُقال للمتدرب إنه يمكنه حماية نفسه من الشياطين باستخدام طقوس وأدعية خاصة، أو حتى عبر دورات خاصة تعلمه كيف "يتحصن". لكن في الحقيقة، هذه ليست سوى وسائل لاستدراج المزيد من الأشخاص للانخراط في هذه الممارسات، بل وربما استبدال التحصين الشرعي (الأذكار، القرآن) بطقوس شركية خطيرة.

التحذير من انتشار هذه الممارسات في المجتمعات العربية والإسلامية

مع تزايد انتشار هذه الدورات والممارسات، يزداد الخطر على الشباب والأسر والمجتمع ككل. إذ يتم فتح أبواب التعامل مع الشياطين تحت مسميات براقة، ويُستدرج الأبناء والبنات إلى عالم الشعوذة والدجل، بعيدًا عن الدين والعقل والعلم الحقيقي.

من هنا تأتي أهمية التوعية والتحذير، وضرورة تدخل الأسر والمجتمع والدولة لحماية الأجيال القادمة من هذه الأفكار والممارسات الخطيرة.

الخلاصة: كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟

  • التوعية: يجب أن نوضح لأبنائنا وبناتنا حقيقة هذه الدورات والمدارس، وأنها ليست علومًا حقيقية، بل ممارسات خطيرة تتعلق بالسحر والشعوذة.
  • الرجوع إلى الدين: التحصين الحقيقي يكون بالتمسك بالقرآن والسنة، والأذكار الشرعية، والابتعاد عن كل ما يخالف العقيدة.
  • المتابعة الأسرية: يجب على الأهل متابعة أبنائهم، ومعرفة ما يتابعونه على الإنترنت، وما الدورات التي يحضرونها.
  • دور الدولة: من المهم أن تستمر الدول في تجريم هذه الممارسات، ومنع انتشارها في المجتمع، وحماية الأجيال القادمة من خطرها.

دعوة للتفكير

في النهاية، علينا أن نفكر بعقل ووعي، وألا ننجرف خلف كل جديد أو غريب دون تمحيص. فليس كل ما يُسمى "علمًا" هو علم حقيقي، وليس كل ما يُروج له في الإعلام أو الإنترنت مفيد أو آمن. فلنحافظ على ديننا، وعقولنا، وأسرنا، ولنحذر من كل ما يهدد سلامة مجتمعاتنا.

اللهم احفظنا وأبناءنا من كل شر، واهدنا إلى صراطك المستقيم.

**لمزيد من الحلقات والمقالات التوعوية، تابعوا سلسلة "تعالوا نفكر".*

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك