⚪ تعالوا نفكر .. عند سماع المقطع فيه تحذيرات أرجوا إتباعها ⛔
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً في قناة "سحر اليوغا والطاقة". في هذا المقال، سنواصل الحديث الذي بدأناه حول موضوع التأملات وم
التفكير في التأملات ومدارس الطاقة: تحذيرات هامة لكل أسرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً في قناة "سحر اليوغا والطاقة". في هذا المقال، سنواصل الحديث الذي بدأناه حول موضوع التأملات ومدارسها المختلفة، مع التركيز على التحذيرات الهامة التي يجب الانتباه لها، خاصة مع الانتشار المتزايد لهذه الممارسات بين الشباب والفتيات.
التأملات بين الحقيقة والوهم
في الفترة الأخيرة، انتشرت ممارسات التأمل بشكل واسع، خاصة تلك المستمدة من العقائد الهندوسية والبوذية، بالإضافة إلى مدارس الطاقة المختلفة. كثير من الناس يظنون أن التأمل هو مجرد وسيلة للاسترخاء أو علاج طبي، لكن الحقيقة أن هناك فرقاً كبيراً بين التأمل كممارسة روحية ذات جذور دينية وثنية، وبين الاسترخاء العادي أو حتى الاسترخاء الطبي الذي يتم تحت إشراف متخصصين معتمدين.
للأسف، هناك محاولات عديدة لتسويق التأملات على أنها علاج طبي أو طريقة علمية للتخلص من التوتر والصدمات النفسية. لكن حتى الآن، لا توجد أي هيئة طبية معترف بها عالمياً تصنف التأمل كعلاج طبي معتمد، وجميع الدراسات التي تدعم ذلك إما ضعيفة أو فردية، وغالباً ما يكون القائمون عليها من ممارسي التأمل أنفسهم.
التأملات في مدارس الطاقة: ما بين الحقيقة والتزييف
مدارس الطاقة، سواء الشرقية أو الغربية، تعتمد بشكل أساسي على التأمل كوسيلة للاتصال بما يسمونه "الكون" أو "المصدر" أو "أرواح الحكماء". هذه المفاهيم ليست من الإسلام في شيء، بل هي امتداد لممارسات روحية وثنية تعود إلى آلاف السنين. كما أن بعض المنجمين والخيميائيين يستخدمون التأمل كأداة في أعمالهم، مما يوضح ارتباطه الوثيق بممارسات الشعوذة والسحر في الشرق والغرب.
للأسف، هناك من يحاول أن يربط بين التأمل وتعاليم الإسلام، مدعياً أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء كانوا يمارسون التأمل. لكن الحقيقة أن ما كان يفعله النبي في غار حراء هو "التحنث" أي التعبد، وليس التأمل بمعناه الحالي القائم على إفراغ العقل والدخول في حالات ذهنية وروحية غريبة.
تحذيرات هامة: قصص واقعية ومخاطر محدقة
من المؤسف أن بعض المدربين والمدربات في مجال الطاقة يروجون لأنواع متعددة من التأملات، مثل تأمل الكونداليني، الشاكرات، التأمل الملائكي، التأمل الروحي، تأمل الثيتا، البرانا، الريكي، التأمل الكوني، التأمل الخيميائي، تأمل الأكاشا، التأمل التنفسي، تأملات التشاي كونج، المانترا التجاوزي، التأمل الارتقائي، تأملات الأثير والإسقاط النجمي، وغيرها الكثير.
هذه الممارسات ليست مجرد تمارين للاسترخاء، بل تحمل في طياتها مخاطر كبيرة على الصحة النفسية والعقلية. هناك حالات واقعية لفتيات في عمر الزهور تعرضن لمشاكل نفسية خطيرة بعد ممارسة بعض أنواع التأملات تحت إشراف مدربات طاقة، ووصل الأمر ببعضهن إلى حالات من الجمود العقلي والعجز عن التواصل مع الواقع، رغم محاولات العلاج والرقية الشرعية.
كيف يتم التلاعب بالمفاهيم؟
يتم الترويج لهذه التأملات على أنها جزء من "أسلوب حياة عصري" أو وسيلة لتحقيق "السلام الداخلي" و"التحرر من الصدمات" و"فتح الشاكرات". كما يتم ربطها بمفاهيم مثل الوعي، الكارما، والطفل الداخلي، في محاولة لجذب الشباب والفتيات الباحثين عن حلول لمشاكلهم النفسية أو الراغبين في تطوير ذواتهم.
الأخطر من ذلك هو محاولة بعض المدربين إقناع الناس بأن الصلاة في الإسلام ليست إلا نوعاً من التأمل، وأن بإمكان الإنسان الاستغناء عن الصلاة والاكتفاء بالتأمل كوسيلة للتواصل مع الله! وهذا تحريف واضح لتعاليم الدين الإسلامي، وتضليل خطير يجب الحذر منه.
نصيحة لكل أسرة وشاب وفتاة
أبناؤنا وبناتنا اليوم متعلمون وواعون، لكن هذا لا يمنع من أن يكونوا عرضة للتأثر بهذه الموجة من الدعايات المضللة. يجب علينا جميعاً أن نكون على وعي تام بحقيقة هذه الممارسات، وأن نميز بين الاسترخاء الصحي المأمون، وبين التأملات ذات الجذور الوثنية التي قد تفتح أبواباً خطيرة على النفس والعقل والدين.
لا تنخدعوا بالشعارات البراقة مثل "الوعي"، "التحرر من الصدمات"، أو "السلام الداخلي". ابحثوا دائماً عن المصادر الموثوقة، واستشيروا أهل العلم والمتخصصين قبل الإقدام على أي ممارسة جديدة، خاصة تلك التي تمس الجانب الروحي والعقائدي.
دعاء لحفظ أبنائنا وبناتنا
في الختام، نسأل الله أن يحفظ أبناءنا وبناتنا في كل مكان، وأن يقيهم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبت قلوبهم على دينه وطاعته، ويجمعهم دائماً على الخير والصلاح.
اللهم إنا نستودعك أولادنا في كل مكان، فاحفظهم بعينك التي لا تنام، واحمهم بركنك الذي لا يُرام، وبارك لهم في أعمارهم، وثبت قلوبهم على دينك، واجعل قلوبهم عامرة بذكرك وحبك، برحمتك يا أرحم الراحمين.
انشروا الوعي بين أبنائكم وبناتكم، وكونوا لهم سنداً ومرشداً في زمن كثرت فيه الفتن والشبهات.