اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تعزيز العقيدة السليمة في قلوب الأبناء: دروس من تجربة واقعية

في عالمنا اليوم، ومع كثرة المؤثرات والمصادر المختلفة للمعلومات، أصبح من الضروري على كل أسرة أن تعزز في أبنائها العقيدة الصحيحة وتحصنهم بالعلم النافع،

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في عالمنا اليوم، ومع كثرة المؤثرات والمصادر المختلفة للمعلومات، أصبح من الضروري على كل أسرة أن تعزز في أبنائها العقيدة الصحيحة وتحصنهم بالعلم النافع، خاصة مع انتشار بعض الأفكار والممارسات التي قد تضعف الإيمان أو تشتت الفطرة السليمة. نستعرض في هذا المقال تجربة واقعية لفتاة صغيرة واجهت بعض هذه التحديات، وكيف كان للقرآن الكريم والتربية الصالحة الدور الأكبر في حفظها وتوجيهها.

أهمية الاستماع الواعي والتمييز بين الحق والباطل

تحكي إحدى الأمهات أن جدتها كانت تستمع إلى شيخ عبر أحد البثوث، وكان يقول كلاماً غريباً عن الصلاة والإيمان، مثل أن الصلاة مجرد حركات لا فائدة منها إذا لم يكن هناك إيمان في القلب، وأن للوالدين دوراً محدوداً بلا أهمية كبيرة. شعرت الفتاة الصغيرة بالريبة من هذه الأقوال، وسألت جدتها عنها، لكنها لم تجد عندها الجواب الكافي، فبدأت تتساءل: كيف يمكن أن تكون الصلاة بلا فائدة ونحن نصلي لله بإيمان؟ وكيف لا يكون للوالدين مكانة عظيمة في ديننا؟

إن هذا الموقف يوضح أهمية أن يكون لدى الأبناء القدرة على التمييز بين ما يسمعونه، وألا يقبلوا كل ما يقال لهم دون تمحيص أو سؤال. كما يُظهر ضرورة وجود شخص بالغ واعٍ يوجههم ويجيب عن أسئلتهم، ويثبتهم على العقيدة الصحيحة.

دور القرآن الكريم في حماية الأبناء

تقول الفتاة: "أنا أحفظ القرآن الكريم، وأقرأ المعوذات وآية الكرسي وآخر آيات البقرة باستمرار، وأشعر أن الله يحفظني ببركة كتابه". هنا يتجلى أثر حفظ القرآن الكريم في حماية القلب والعقل من الشبهات، وفي غرس الإيمان العميق الذي يجعل الطفل قادراً على رفض ما يخالف العقيدة.

وقد أثنت الأم على ابنتها، واعتبرتها قدوة لأبنائها، وأكدت أنها ستسمع هذا التسجيل لأولادها ليقتدوا بها ويتعلموا أهمية العقيدة الصحيحة والتمسك بالدين.

التحذير من الممارسات الدخيلة

ذكرت الفتاة موقفاً آخر من المدرسة، حيث لاحظت بعض الطالبات يلبسن أساور ويعتقدن أنها تمنحهن قوة أو حماية. استغربت الفتاة من هذا الاعتقاد، وتدخلت المعلمة بحكمة، وأوضحت للطالبات أن هذه الممارسات لا تفيد بل قد تدخل في الشرك بالله. هذا الموقف يبين أهمية وجود معلمين مخلصين يوجهون الأبناء ويحذرونهم من الانسياق وراء الخرافات أو المعتقدات الباطلة.

الصحبة الصالحة وأثرها على الفطرة

من الجوانب المهمة التي ظهرت في الحوار، أثر الصحبة الصالحة على ثبات الفطرة السليمة. عندما يكون لدى الطفل أصدقاء أو أقارب صالحون، فإنهم يتناصحون ويذكر بعضهم بعضاً إذا وقع أحدهم في خطأ أو زلة. فالصحبة الطيبة تعين على التمسك بالدين، وتمنع الانجراف وراء الأفكار المنحرفة.

نصيحة العلماء: الحذر من سماع أهل الباطل

وجه أحد المشايخ نصيحة واضحة: إذا تبين أن شخصاً يتكلم في آيات الله بغير علم أو يفسرها بمعانٍ باطلة، فلا يجوز الاستماع إليه، لا للكبير ولا للصغير، حتى لو كان الإنسان حافظاً للقرآن. فقد أمر الله الصحابة، وهم أعلم الناس، بعدم الجلوس مع من يخوضون في آيات الله بغير حق. بل يجب أن نأخذ العلم من العلماء الثقات الذين يتبعون سنة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

أهمية غرس القرآن في قلوب الأبناء

ختمت الأم نصيحتها بأن على كل أسرة أن تحرص على تعليم أبنائها القرآن الكريم، لا مجرد حفظه، بل غرس معانيه في قلوبهم وسلوكهم وأخلاقهم. فالقرآن نور وسعادة وحفظ من الله، وهو سبب للنجاة في الدنيا والآخرة. كما ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه"، و"خيركم من تعلم القرآن وعلمه".

خلاصة وتوصيات

  • راقبوا ما يسمعه الأبناء: لا تتركوا أبناءكم يستمعون لأي مصدر دون رقابة أو توجيه.
  • علموا أبناءكم التمييز: علموهم أن يسألوا ويبحثوا عن الدليل، وألا يقبلوا كل ما يسمعونه دون تمحيص.
  • ازرعوا القرآن في قلوبهم: اجعلوا القرآن جزءاً من حياتهم اليومية، في أخلاقهم وكلامهم وأفعالهم.
  • احذروا من الممارسات الدخيلة: وجهوهم لرفض كل ما يخالف العقيدة من خرافات أو معتقدات باطلة.
  • اختاروا لهم الصحبة الصالحة: فالرفقة الطيبة تحفظ الفطرة وتعين على الثبات.

في الختام، إن تمسكنا بالقرآن والسنة، وتربيتنا لأبنائنا على العقيدة الصحيحة، هو الحصن المنيع في مواجهة كل ما يهدد إيمانهم وفطرتهم. نسأل الله أن يحفظ أبناءنا وبناتنا، ويثبتهم على الحق، ويجعلهم من المدافعين عن دينه.

https://www.youtube.com/watch?v=V_6lu8ApRx8

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك