(تحذير البث 🔞) الأستاذ / أبو فيصل: هكذا دمروا وحرضوا النسويات الطاقيات بناتنا بإسم قانون الإستحقاق

في السنوات الأخيرة، انتشرت موجة جديدة من المفاهيم والدورات التدريبية التي تحمل شعارات براقة مثل "قانون الاستحقاق" و"الوعي الطاقي" و"تطوير الذات". هذه

س
سحر اليوقا و الطاقة
ديسمبر 16,2025
4 دقائق
0

كيف دمرت "النسوية الطاقية" بناتنا باسم قانون الاستحقاق؟

في السنوات الأخيرة، انتشرت موجة جديدة من المفاهيم والدورات التدريبية التي تحمل شعارات براقة مثل "قانون الاستحقاق" و"الوعي الطاقي" و"تطوير الذات". هذه الموجة، التي يقودها مدربون ومدربات من خلفيات متنوعة، لم تقتصر آثارها على الجانب الشخصي فقط، بل تجاوزت ذلك لتضرب في عمق الأسرة والمجتمع، خاصة بين الفتيات والشباب في المجتمعات العربية والإسلامية.

في هذا المقال، نسلط الضوء على خطورة هذه الظاهرة، ونكشف كيف تم استغلالها لتفكيك الأسرة، وزعزعة القيم، وتدمير العلاقات، وذلك من خلال قراءة تحليلية لواحدة من الحوارات المؤثرة التي تناولت هذا الملف الحساس.

ما هو قانون الاستحقاق؟

قانون الاستحقاق هو أحد المفاهيم التي انتشرت ضمن مدارس "الوعي الطاقي" و"التنمية البشرية". يقوم هذا القانون على فكرة أن الإنسان "يستحق كل شيء"، وأن الكون مسخر لتحقيق رغباته وأهدافه، وأنه لا يجب أن يقبل بأقل مما يريد. في الظاهر، قد يبدو هذا الكلام محفزًا وإيجابيًا، لكنه في الحقيقة يحمل في طياته الكثير من المخاطر عندما يُفسر ويُطبق بشكل متطرف ومنفصل عن القيم الدينية والاجتماعية.

كيف بدأ الترويج لقانون الاستحقاق؟

انتشرت الدورات التدريبية التي تروج لهذه الأفكار في العالم العربي، سواء عبر الإنترنت أو حضورياً، حيث يتم تعليم الفتيات (وأحياناً الشباب) أنهم يستحقون الأفضل دائمًا، وأن عليهم التمرد على الواقع، وعدم القبول بأي شيء لا يتناغم مع "طاقتهم".

بل وصل الأمر إلى تنظيم دورات غريبة مثل "التخاطب مع الكينونات" (أي مع الشياطين)، والتي تُقام أحيانًا تحت مسميات براقة في مدن عربية كبرى، وتستهدف فتياتنا وشبابنا تحت شعار التطوير والتحرر.

كيف تُستخدم هذه المفاهيم لتدمير الأسرة؟

تكمن خطورة هذه الدورات والمفاهيم في أنها لا تكتفي بتحفيز الفرد على تطوير ذاته، بل تدفعه للتمرد على أسرته ومجتمعه ودينه، وتغرس فيه أفكارًا مثل:

  • أنتِ تستحقين الأفضل دائمًا: حتى لو كان ذلك على حساب زوجك أو والديك أو مجتمعك.
  • الكون مسخر لكِ: فلا تقبلي بأي شيء أقل من طموحاتك، حتى لو كان ذلك يعني هدم أسرتك أو التخلي عن أطفالك.
  • العلاقات الأسرية مصدر للطاقة السلبية: ويجب التحرر منها لتحقيق "الاستحقاق" الكامل.
  • التمرد على الواقع هو الحل: ويشمل ذلك التمرد على الزوج، أو الطلاق، أو حتى الهجرة وترك الأهل والبلد.
  • النية أهم من الفعل: حتى لو ارتكبتِ خطأً شرعيًا أو أخلاقيًا، فطالما نيتكِ "نقية" فلا مشكلة!

هذه المفاهيم يتم تكرارها وتأكيدها عبر دورات، وورش عمل، وتوكيدات يومية، حتى تترسخ في عقل الفتاة أو الشاب، فيبدأ في النظر إلى أسرته ومجتمعه كعقبة أمام تحقيق ذاته.

النتائج الكارثية لتطبيق قانون الاستحقاق بشكل متطرف

  • تفكك الأسرة: ارتفعت حالات الطلاق بشكل ملحوظ بين الممارسات لهذه الدورات، حيث يتم إقناعهن أن الطلاق هو بداية "الترقي الروحي"، وأن الزوج هو مجرد طاقة سلبية تعيق تطورهن.
  • التمرد على القيم الدينية والأخلاقية: يتم تبرير العلاقات المحرمة، بل والدعوة إليها أحيانًا، تحت شعار "استحقاق التجربة" أو "التحرر الجنسي".
  • ضعف الانتماء للوطن والمجتمع: يتم إقناع الفتيات أن بلدهن وبيئتهن الأسرية لا تتناغم مع طاقتهن، فيدفعن إلى الهجرة أو العزلة أو حتى القطيعة مع الأهل.
  • احتقار الرجل والأسرة: تُزرع في عقول الفتيات أفكار سلبية عن الأب، والأخ، والزوج، وتُقدم قائمة "خيالية" لمواصفات الشريك المثالي الذي لا يوجد إلا في الأحلام.
  • تدهور الحالة النفسية والمالية: تعيش الفتاة في حالة دائمة من عدم الرضا، وتبحث عن السعادة في الدورات والإنفاق المفرط دون تحقيق أي استقرار حقيقي.

كيف يتم التلاعب النفسي بالفتيات؟

يستخدم مدربو ومدربات الوعي الطاقي أساليب نفسية معقدة، منها:

  • البرمجة اللغوية العصبية: لتغيير قناعات الفتاة تدريجيًا.
  • التكرار والتوكيدات: لجعل الأفكار الجديدة جزءًا من الهوية.
  • استغلال الأزمات النفسية والأسرية: حيث يتم استهداف الفتيات اللاتي يعانين من مشاكل أسرية أو نفسية.
  • التطبيع التدريجي: يبدأ الأمر بنصائح بسيطة، ثم يتطور إلى أفكار متطرفة مثل التحرر الجنسي أو الهجرة أو القطيعة مع الأهل.

لماذا تستهدف هذه الدورات المرأة تحديدًا؟

المرأة هي عماد الأسرة والمجتمع، فإذا تم تدمير قناعاتها وقيمها، ينهار البناء الأسري والاجتماعي بأكمله. ولهذا، تركز هذه الدورات على المرأة، وتدفعها للتمرد على كل ما يربطها بدينها وأهلها ووطنها، وتحويلها إلى فرد بلا هوية أو انتماء.

ما هو دور الأسرة والمجتمع في مواجهة هذه الظاهرة؟

  • الوعي والرقابة: يجب على الآباء والأمهات متابعة ما يتعلمه أبناؤهم وبناتهم، ومراقبة التحويلات المالية والمراسلات مع المدربين.
  • التبليغ والمساءلة القانونية: في حال اكتشاف نشاطات مشبوهة أو دورات تروج لأفكار هدامة، يجب التبليغ عنها للجهات المختصة.
  • الحوار المفتوح: من المهم فتح باب الحوار مع الأبناء والبنات، وتوضيح خطورة هذه الأفكار، وتقديم البدائل الإيجابية.
  • تعزيز القيم الدينية والاجتماعية: من خلال القدوة الحسنة، والتعليم الصحيح، والأنشطة الأسرية والاجتماعية البناءة.

خلاصة: هل قانون الاستحقاق مفيد أم مدمر؟

ليس كل ما يلمع ذهبًا. فبينما قد يبدو قانون الاستحقاق محفزًا على تطوير الذات، إلا أن تطبيقه بشكل متطرف ومنفصل عن القيم الدينية والأخلاقية يؤدي إلى نتائج كارثية على الفرد والأسرة والمجتمع.

الحل ليس في التمرد على الأسرة والدين والمجتمع، بل في تحقيق التوازن بين الطموح الشخصي والالتزام بالقيم والثوابت. فالسعادة الحقيقية لا تأتي من الانفصال عن الجذور، بل من العمل على تطوير الذات ضمن إطار من المسؤولية والانتماء.

رسالة أخيرة

يا آباء وأمهات، يا أزواج وزوجات، انتبهوا لما يُبث في عقول أبنائكم وبناتكم. لا تستهينوا بخطورة هذه الدورات والمفاهيم المستوردة التي قد تبدو بريئة في ظاهرها، لكنها تحمل في طياتها بذور التدمير للأسرة والمجتمع والدين.

كونوا يقظين، وكونوا سندًا لأبنائكم وبناتكم، وواجهوا هذه الموجة بالحكمة والعلم والحوار.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك