اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تحذير من خطر الدجل والشعوذة والطاقة الزائفة: تجربة واقعية ودروس هامة

في عصرنا الحالي، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل وصول المعلومات إلى الجميع، سواء كانت صحيحة أو مغلوطة. ومن المؤسف أن بعض الأفكار وال

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في عصرنا الحالي، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل وصول المعلومات إلى الجميع، سواء كانت صحيحة أو مغلوطة. ومن المؤسف أن بعض الأفكار والممارسات الخاطئة بدأت تجد طريقها إلى بيوت المسلمين، تحت مسميات براقة مثل "علم الطاقة" أو "تطوير الذات"، وأحيانًا حتى تحت غطاء الدين. في هذا المقال، أشارككم تجربة واقعية مليئة بالدروس والعبر، لعلها تكون سببًا في توعية الآخرين وحمايتهم من الوقوع في نفس الفخاخ.

بداية القصة: ثقة في غير محلها

كنت أعيش في السعودية، ومع أنني لم أكن ملتزمة دينيًا بشكل كامل، إلا أنني كنت محاطة بعائلة متدينة وحافظة للقرآن. في أحد الأيام، واجهت مشكلة أسرية صعبة، فنصحني البعض بالاستعانة بشيخ معروف لدى العائلة. كان هذا الشيخ يظهر بمظهر المتدين، ملتحٍ، ويحمل مصحفًا، والجميع يثق به.

عندما حضر إلى منزلنا، لم يقرأ القرآن كما توقعت، بل بدأ يتمتم بكلمات غير مفهومة، ويستعرض خاتمًا في يده، ويدعي أن هناك "شيطانة" تقف عند باب الشقة. بل وصل به الأمر إلى أن عرض عليّ إيذاء من ظلمني مقابل طلب معين! عندها أدركت أنني أمام شخص دجال يمارس السحر والشعوذة باسم الدين، فحاولت مجاراته حتى غادر المنزل، ثم حذرت عائلتي منه، لكنهم لم يصدقوني.

انتشار الدجل تحت مسميات جديدة

للأسف، لم تتوقف تجربتي عند هذا الحد. مع استمرار مشاكلي الأسرية، بدأت أبحث عن حلول عبر الإنترنت، فظهرت لي فيديوهات ومحاضرات عن "علم الطاقة" و"تطوير الذات" لأشخاص مشهورين مثل دكتور أحمد عمارة وغيرهم. في البداية، انجذبت لكلامهم وبدأت أطبق بعض نصائحهم، مثل التأمل وتمارين التنفس، وكنت أظن أنني في طريق تطوير نفسي.

لكن، مع الوقت، بدأت ألاحظ أن كثيرًا من كلامهم غير منطقي، وبعضه يتعارض مع تعاليم الدين. كانوا يربطون آيات قرآنية بمفاهيم الطاقة، ويفسرون أسماء الله الحسنى بطريقة غريبة، ويتحدثون عن "الطفل الداخلي" و"الهالة" و"الاستحقاق" و"الأبراج" وغيرها من الأفكار المستوردة من ديانات وثقافات أخرى.

التأثير الخطير على المجتمع

الأخطر من ذلك أنني لم أكن وحدي من تأثرت بهذه الأفكار، بل نصحت بها الكثير من صديقاتي، وهن بدورهن نصحن أخريات. اكتشفت أن نسبة كبيرة من النساء، خاصة من يعانين من مشاكل أسرية أو نفسية، يقعن فريسة لهذه الدورات والاستشارات الزائفة، حتى أن بعض "الاستشاريات الأسريات" أصبحن يروجن لممارسات مثل تخيل الهالة، والتخاطر، واستحضار الأرواح، تحت اسم "العلاج الأسري"!

بل وصل الأمر إلى انتشار مقاطع على اليوتيوب وتيك توك تعلم المراهقين كيفية "استحضار الكيانات" و"فتح الشاكرات" و"التواصل مع الأرواح"، مع آلاف التعليقات من شباب وفتيات يطبقون هذه الطقوس دون وعي بخطورتها الدينية والنفسية.

لماذا نقع في الفخ؟

قد يتساءل البعض: كيف يقع شخص مثقف وقارئ ومطلع في مثل هذه الفخاخ؟ السبب ببساطة هو البحث عن حل سريع للمشاكل، وضعف الوعي الديني، والانبهار بالمظاهر والكلمات المنمقة. أضف إلى ذلك أن بعض هؤلاء الدجالين يخلطون كلامهم بآيات وأحاديث، مما يعطيهم مصداقية زائفة.

حتى في المسلسلات والأفلام، خاصة الآسيوية، نجد ترويجًا لمفاهيم مثل "حاصد الأرواح" و"النورانيين" و"القوى الخارقة"، مما يجعل هذه الأفكار تبدو مألوفة وطبيعية لدى الشباب والمراهقين.

الدروس المستفادة والتحذيرات

  • لا تثق بأي شخص لمجرد مظهره أو شهرته: ليس كل من لبس زي المشايخ أو تحدث باسم الدين صادقًا، وليس كل من يحمل لقب "دكتور" أو "كوتش" أو "استشاري" مؤهلًا لإعطائك النصيحة.
  • احذر من خلط الدين بالخرافة: إذا وجدت شخصًا يربط آيات القرآن أو أسماء الله الحسنى بمفاهيم الطاقة أو الأبراج أو الهالة، فاعلم أنه على خطأ، فديننا كامل لا يحتاج إلى إضافات من ثقافات أخرى.
  • انتبه لمحتوى وسائل التواصل: كثير من الفيديوهات المنتشرة تروج للدجل والشعوذة تحت مسمى الطاقة أو التطوير الذاتي، وتستهدف المراهقين والنساء بشكل خاص.
  • لا تتبع كل نصيحة دون تمحيص: حتى لو كانت من شخص مشهور أو موثوق، راجعها مع تعاليم دينك واسأل أهل العلم.
  • حافظ على أذكارك وصلاتك وقراءة القرآن: هذه هي الحصن الحقيقي من كل شر، وليس الأحجار الكريمة أو التمائم أو الطقوس الغريبة.
  • واجبنا التوعية: كل من عرف حقيقة هذه الأمور عليه أن ينصح غيره ويحذرهم، خاصة أبناءنا وبناتنا، فالمسؤولية أمام الله عظيمة.

كلمة أخيرة

أشارككم هذه التجربة ليس من باب الفضفضة، بل لأبرئ ذمتي أمام الله، ولعلها تكون سببًا في إنقاذ شخص واحد من الوقوع في براثن الدجل والشعوذة. فكلنا معرضون للخطأ، لكن الأهم أن نتعلم وننصح غيرنا.

احذروا من كل ما يخالف دينكم، ولا تغتروا بالمظاهر أو الشهرة أو العبارات الرنانة. ديننا كامل، وأي محاولة لإدخال أفكار دخيلة عليه هي باب من أبواب الفتنة والضلال. حفظ الله أبناءنا وبناتنا، ووقانا وإياكم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

إذا كانت لديك تجربة مشابهة أو رأي حول الموضوع، شاركنا في التعليقات لننشر الوعي بين الجميع.

https://www.youtube.com/watch?v=mF0QsKyvYg0

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك