تحذير من علوم الطاقة الزائفة: تجارب واقعية ونصائح هامة لحماية عقيدتك وأسرتك
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الدورات والبرامج التي تدّعي تقديم حلول سحرية للسعادة، النجاح، وجذب الرزق والعلاقات المثالية، تحت مسميات مثل "الوع
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الدورات والبرامج التي تدّعي تقديم حلول سحرية للسعادة، النجاح، وجذب الرزق والعلاقات المثالية، تحت مسميات مثل "الوعي"، "الطاقة"، "قانون الجذب"، و"الأكسس بارز". ورغم الإغراءات التي تقدمها هذه الدورات، إلا أن تجارب الكثيرين كشفت عن مخاطرها الكبيرة على العقيدة، العلاقات الأسرية، والصحة النفسية والاجتماعية.
في هذا المقال، نستعرض تجارب حقيقية لأشخاص خاضوا هذه الدورات، ونحلل الأفكار التي تروجها، ونقدم نصائح هامة لكل من يبحث عن التوازن والسعادة الحقيقية من منظور إسلامي أصيل.
تجربة مع دورة "الأكسس بارز": صدمة في القيم والعقيدة
تروي إحدى الأخوات تجربتها مع مدربة "الأكسس بارز"، حيث حضرت دورة مكثفة في منزل المدربة من الصباح حتى المغرب. كانت المدربة تطرح أفكارًا غريبة على مسامعها، مثل:
- عدم الدعاء لله: حيث قالت المدربة إن الإنسان "كائن غير محدود" ولا يحتاج لأن يدعو الله، بل عليه الاعتماد على نفسه فقط. حتى في أبسط الأمور، كغسل فنجان القهوة، يجب أن يعتمد الإنسان على ذاته، لا على الله.
- عدم الحكم على الأفعال غير الأخلاقية: حذرت المدربة من إطلاق أي حكم حتى على من يرتكب أفعالًا محرمة، مثل الرقص في الشارع، بل يجب "تقبل" كل شيء وعدم التمييز بين الحلال والحرام.
- التحرر من المعتقدات الدينية: أكدت المدربة أنه لا يمكن للإنسان أن يصل إلى "الوعي" الحقيقي إلا إذا تحرر من كل المعتقدات الدينية، بل واعتبرت أن الالتزام بالدين عائق أمام التطور الشخصي.
تقول صاحبة التجربة: "ذهلت من هذه الأفكار ورفضت الاستمرار في الدورة. لم أستطع تقبل أن يُطلب مني التخلي عن أساسيات ديني، أو أن أعتبر الحلال والحرام أمورًا نسبية".
خطر تدمير العلاقات الأسرية
أحد أخطر ما تروج له هذه الدورات هو التشكيك في أهمية الأسرة، وخاصة بر الوالدين، بل وتبرير العقوق تحت مسمى "التحرر من الطاقة السلبية". يتم تصوير الأهل كمصدر للمشاكل النفسية، ويُشجع المتدربون على قطع العلاقات أو تقليل التواصل مع الأهل بحجة "الاستحقاق" و"رفع الوعي".
تعلق إحدى المشاركات: "كيف يمكن لمدربة أن تبرر عقوق الوالدين أو خيانة الزوج؟! هذه أمور حرمها الله ورسوله، ولا يمكن لأي علم أو دورة أن تبررها أو تحللها".
وهم "قانون الجذب" وتجاهل القضاء والقدر
تنتشر أيضًا فكرة أن الإنسان قادر على "جذب" كل ما يريد بمجرد التفكير الإيجابي أو كتابة قائمة بالأمنيات، متجاهلين تمامًا مفهوم القضاء والقدر، والرزق المكتوب، ودور الدعاء والرضا بقسمة الله.
تروي إحدى الأخوات: "كتبت قائمة بمواصفات شريك الحياة كما نصحني أحد مدربي الطاقة، ثم اكتشفت بعد فترة أنني أطلب أشياء ليست في نفسي أصلًا! فقررت أن أغير نفسي أولًا، وأدعو الله بصدق، والحمد لله رزقني الله بزوج صالح دون أي تقنيات طاقة أو خزعبلات".
العزلة والأنانية: نتائج حتمية لأفكار الطاقة
تؤدي هذه الدورات غالبًا إلى تعزيز الفردية المفرطة والأنانية، حيث يُطلب من الشخص أن يضع نفسه فوق الجميع، ويقيس علاقاته بمقدار ما يحصل عليه من "طاقة إيجابية" فقط، دون مراعاة للرحمة أو التضحية أو الصبر، وهي قيم أساسية في ديننا الحنيف.
يقول أحد المشاركين: "هذه الأفكار تجعل الإنسان منعزلًا عن أسرته ومجتمعه، مستعدًا لتقبل أي توجه أو تيار غريب، لأنه فقد مرجعيته الدينية والأخلاقية".
نقد علمي وشرعي لأفكار الطاقة
- غياب الأساس العلمي: لا يوجد أي جهاز أو مقياس حقيقي لما يسمونه "طاقة الأنوثة" أو "الاستحقاق". كلها مصطلحات وهمية تُقاس بالمشاعر والخيال فقط.
- تعارض مع الشريعة: كثير من الأفكار المطروحة تناقض صريح القرآن والسنة، مثل إنكار الحجاب أو الصلاة أو السنة النبوية، أو تبرير المحرمات.
- خطر على الصحة النفسية: الاعتماد على "التنظيفات الطاقية" بدل مواجهة المشكلات أو اللجوء للعلاج النفسي المتخصص يؤدي إلى تراكم الأزمات وزيادة الاضطرابات النفسية.
بر الوالدين: خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه
أكد جميع المشاركين في الحوار أن بر الوالدين من أعظم القيم الإسلامية، وأن أي محاولة للتقليل من شأن الوالدين أو تبرير العقوق هي انحراف خطير عن الفطرة والدين.
قال أحدهم: "مهما كان الوالدان قاسيين أو مخطئين، يبقى برهما واجبًا، والصبر عليهما أجر عظيم. لا تسمح لأي مدرب أو مدربة أن يشككك في ذلك".
نصائح عملية لحماية نفسك وأسرتك
- تمسك بدينك: لا تقبل أي فكرة أو دورة أو مدرب يشككك في ثوابت دينك أو يدعوك للتخلي عن العبادات أو القيم الأخلاقية.
- استشر أهل العلم: إذا واجهتك مشكلة نفسية أو اجتماعية، الجأ إلى المتخصصين الموثوقين، ولا تعتمد على دورات مشبوهة أو شهادات وهمية.
- احذر من العزلة: حافظ على علاقاتك الأسرية والاجتماعية، ولا تنجرف وراء دعوات "التحرر" التي تؤدي إلى القطيعة والأنانية.
- اعلم أن الرزق والنصيب بيد الله: لا تنخدع بوهم "قانون الجذب"، فكل شيء بقضاء وقدر، والدعاء والعمل الصالح هما السبيل الحقيقي للبركة والتوفيق.
- راقب مصادر معلوماتك: لا تأخذ دينك أو نصائح حياتك من أشخاص غير مؤهلين أو من أصحاب الدورات السريعة، بل من العلماء والمتخصصين الموثوقين.
الخلاصة
علوم الطاقة الزائفة ليست مجرد خرافات، بل هي خطر حقيقي على العقيدة، الأسرة، والمجتمع. لا تدع بريق الشعارات الجذابة يخدعك، فالسعادة الحقيقية والتوازن النفسي والروحي لا يتحققان إلا بالتمسك بدين الله، وبر الوالدين، والرضا بقضاء الله، والعمل الصالح.
احمِ نفسك وأسرتك، وكن واعيًا لكل ما يُعرض عليك من أفكار ودورات، فليس كل ما يلمع ذهبًا.
https://www.youtube.com/watch?v=D0KVC0jDFTE