تحذير من ممارسات "الأكسس بارز": حقيقة المعتقدات والمخاطر الدينية
في السنوات الأخيرة، انتشرت بعض الممارسات الروحانية الجديدة تحت مسميات مختلفة، من أشهرها ما يُعرف بـ"الأكسس بارز". يدّعي مؤسسو هذه الطريقة أنها تفتح أب
في السنوات الأخيرة، انتشرت بعض الممارسات الروحانية الجديدة تحت مسميات مختلفة، من أشهرها ما يُعرف بـ"الأكسس بارز". يدّعي مؤسسو هذه الطريقة أنها تفتح أبوابًا للطاقة وتساعد الإنسان على تحقيق رغباته وتجاوز مشكلاته النفسية والاجتماعية. لكن ما حقيقة هذه الممارسات؟ وما مصدرها؟ وهل تتوافق مع تعاليم ديننا وقيمنا الأخلاقية؟
ما هو أصل الأكسس بارز؟
"الأكسس بارز" ليست مجرد تقنية للاسترخاء أو التأمل كما يروّج لها البعض، بل هي طائفة دينية قائمة بذاتها، لها معتقدات خاصة وممارسات غامضة. مؤسسها جاري دوجلاس يعترف صراحة بأن مصدر هذه الممارسات هو عملية استحضار لروح الساحر الروسي الشهير جريجوري راسبوتين، المعروف بتاريخه في السحر الأسود. في لقاءاته وفيديوهاته، يؤكد دوجلاس أن كل ما يقدمه في الأكسس بارز مستمد من هذا المصدر الروحاني.
ليس هذا فحسب، بل إن ابنته شانون أوهارا، وهي من أبرز المدربين في هذا المجال، تواصل السير على خطى والدها. فقد عقدت دورات تحت عنوان "التواصل مع الكينونات"، وتوضح بشكل صريح أن هذه الكينونات هي في حقيقتها الجن أو الأرواح، وتعلم المتدربين كيفية الحديث معهم واستخدام أدوات الأكسس بارز لهذا الغرض.
ممارسات غيبية تتعارض مع الدين
الكثير من المدربين في مجال الأكسس بارز يعتمدون على ما يُعرف بعلم الغيبيات أو علوم الجن، والتي تدخل ضمن نطاق العلوم الباطنية. يقومون بتعليم طرق للتواصل مع الجن وتسخيرهم لقضاء الحوائج، وهو أمر يتنافى تمامًا مع تعاليم الدين الإسلامي التي تحذر من التعامل مع الجن أو الاستعانة بهم في قضاء المصالح.
بل ويصل الأمر في بعض تصريحاتهم إلى الاستغناء عن الله عز وجل، حيث يقولون: "ما حاجتنا بالإله ولدينا الأكسس بارز"، في إشارة إلى أن الجن أو الكيانات التي يتواصلون معها يمكنها تحقيق رغباتهم ومعرفة ما يريدون. كما يعتمدون على أدوات مثل طرح الأسئلة للكون والتوكيدات، والتي في حقيقتها تعاويذ وتواصل مباشر مع الجن.
خطر البرمجة الفكرية والانحراف العقدي
يحذر بعض المجربين لهذه الممارسات من خطورتها على العقيدة والفكر. فغالبًا ما يبدأ المدربون بإخفاء الحقائق عن المتدربين الجدد، ولا يكشفون عن حقيقة التواصل مع الجن إلا بعد فترة من التدرج في المستويات. وبعد أن يتم برمجة الشخص فكريًا وعقائديًا، يبدأ في اكتشاف الحقيقة الصادمة بأن كل ما تعلمه قائم على السحر والشعوذة والتعامل مع الشياطين.
هذه الممارسات تهدف إلى هدم المعتقدات الدينية والقيم الأخلاقية، واستبدالها بانحلال عقدي وتحرر من القيود الدينية، خاصة من عبودية الله تعالى. ويظهر ذلك في اعتمادهم على توكيدات وتعاليم لا تمت للدين بصلة، بل تدعو إلى التحرر من كل الضوابط الشرعية.
النصيحة والتحذير
من واقع التجربة والمعرفة، أنصح كل من يفكر في دخول مثل هذه الممارسات أو تجربتها أن يبتعد عنها تمامًا. الفرق كبير بين من يبدأ يومه بالدعاء والتضرع إلى الله، وبين من يعتمد على توكيدات وتعاليم مستمدة من مصادر مشبوهة. الحقائق غالبًا ما تكون مخفية في البداية، لكن مع الوقت تظهر حقيقة هذه الممارسات التي قد تؤدي إلى الإلحاد والانحراف عن الدين.
في النهاية، الحذر واجب، ولا ينبغي الانجراف وراء أي ممارسة أو تقنية دون التأكد من مصدرها ومدى توافقها مع تعاليم ديننا وقيمنا الأخلاقية. نسأل الله لنا ولكم الثبات والهداية.
https://www.youtube.com/watch?v=q0QISpQv0-4