اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تحليل علمي ونقدي لممارسة "الأكسس بارز" وتأثيرها على الدماغ والصحة النفسية

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات التي تدّعي القدرة على علاج الأمراض النفسية والجسدية بطرق غير تقليدية، من بينها تقنية "الأكسس بارز" (Acc

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات التي تدّعي القدرة على علاج الأمراض النفسية والجسدية بطرق غير تقليدية، من بينها تقنية "الأكسس بارز" (Access Bars). يدّعي مروّجو هذه التقنية أنها تعتمد على نقاط معينة في الرأس، يتم الضغط عليها أو لمسها لتحرير الطاقة السلبية وتحقيق التوازن النفسي والجسدي. لكن ما مدى صحة هذه الادعاءات؟ وما هي التأثيرات الحقيقية لهذه الممارسة على الدماغ والصحة النفسية؟

في هذا المقال، سنستعرض بشكل علمي وموضوعي حقيقة "الأكسس بارز"، ونوضح المخاطر المحتملة بناءً على ما توصلت إليه الدراسات العلمية وتجارب الأشخاص الذين خاضوا هذه الممارسة.

ما هي نقاط "الأكسس بارز"؟

يقول مروّجو "الأكسس بارز" أن هناك 32 نقطة موزعة على الرأس، يتم لمسها أو الضغط عليها خلال جلسات خاصة. يُزعم أن هذه النقاط مرتبطة بمناطق معينة في الدماغ، وأن تحفيزها يؤدي إلى التخلص من المشاعر السلبية والضغوطات وتحسين الصحة العامة.

لكن عند مقارنة هذه النقاط بالنقاط العلمية المعروفة في رسم الدماغ (EEG)، نجد أنها لا تتطابق مع المواقع الطبية المعتمدة لتركيب الحساسات أو دراسة نشاط المخ. بل إن توزيعها أقرب إلى العشوائية، ولا تستند إلى أي أساس علمي في التشريح العصبي أو الفسيولوجيا العصبية.

الأصل الغامض لممارسة "الأكسس بارز"

وفقًا لما يرويه مؤسس هذه التقنية، جاري دوجلاس، فقد استوحى فكرة النقاط من ساحر قديم استحضر شيطانه الخاص، والذي أخبره عن هذه النقاط والتعويذات المرتبطة بها. هذا الأصل الغامض والمرتبط بالسحر والشعوذة يثير الكثير من التساؤلات حول مصداقية هذه الممارسة ومدى أمانها.

المناطق الحساسة في الدماغ: الجهاز الحوفي (Limbic System)

عند دراسة تأثير الضغط أو التحفيز على مناطق الرأس، نجد أن معظم نقاط "الأكسس بارز" تقع بالقرب من الجهاز الحوفي في الدماغ، وهو منطقة شديدة الحساسية ومسؤولة عن العديد من الوظائف الحيوية، منها:

  • التحكم في المشاعر (الخوف، القلق، الحزن)
  • الذاكرة والتعلم
  • تنظيم حرارة الجسم
  • التحكم في الغدد الصماء (مثل الغدة النخامية وتحت المهاد)
  • الرغبة الجنسية
  • الاستجابة للضغوط النفسية

أي خلل أو ضرر في هذه المنطقة قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية وجسدية خطيرة، مثل فقدان الذاكرة، تغيرات في الشخصية، اضطرابات النوم، مشاكل في التحكم في المشاعر، وحتى فقدان الرغبة في رعاية الأطفال.

الأعراض الجانبية لممارسة "الأكسس بارز"

من خلال تجارب العديد من الأشخاص الذين توقفوا عن ممارسة "الأكسس بارز"، ظهرت مجموعة من الأعراض الجانبية المتكررة، منها:

  • القلق الشديد والخوف غير المبرر
  • الاكتئاب وتغيرات حادة في المزاج
  • فقدان أو اضطراب الذاكرة (نسيان الأحداث أو اختلاط المعلومات)
  • مشاكل في النوم (أرق، كوابيس)
  • اختلال في الحواس (خاصة حاسة الشم)
  • مشاكل في تنظيم حرارة الجسم (شعور دائم بالحر أو البرد دون سبب طبي واضح)
  • تغيرات في الرغبة الجنسية (زيادة أو فقدان السيطرة)
  • فقدان الرغبة في رعاية الأطفال أو الانسحاب الاجتماعي
  • أعراض جسدية غير مفسرة طبياً، مثل اضطرابات في عمل الغدد الصماء

هذه الأعراض تتطابق إلى حد كبير مع الأعراض الناتجة عن إصابة أو خلل في الجهاز الحوفي في الدماغ.

مخاطر تطبيق "الأكسس بارز" على الأطفال وذوي الاضطرابات العصبية

من المقلق أن بعض المروجين لهذه التقنية يدّعون قدرتهم على علاج الأطفال المصابين بالتوحد أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) أو حتى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) عبر جلسات "الأكسس بارز". في الواقع، الدراسات العلمية الحديثة تشير إلى أن هذه الفئات تعاني أصلاً من ضعف أو خلل في الجهاز الحوفي، وبالتالي فإن تعريضهم لمثل هذه الممارسات قد يزيد من حدة الأعراض بدلاً من تحسينها.

لا يوجد حتى اليوم أي دليل علمي يثبت فعالية "الأكسس بارز" في علاج هذه الحالات، بل على العكس، قد تؤدي إلى مضاعفات نفسية وسلوكية خطيرة.

الأثر النفسي والاجتماعي لممارسة "الأكسس بارز"

أظهرت تجارب بعض النساء اللواتي خضعن لجلسات "الأكسس بارز" حدوث تغيرات سلبية في علاقتهن بأطفالهن، مثل فقدان الرغبة في رعايتهم أو حتى التخلي عنهم بعد الطلاق. كما لوحظ انتشار مشاكل اجتماعية ونفسية أخرى، مثل اضطراب الشخصية، فقدان الهوية الذاتية، وتفاقم مشاعر العزلة والانفصال عن الواقع.

التحذير للأمهات وأولياء الأمور

من المؤسف أن بعض الأمهات، بدافع الرغبة في مساعدة أطفالهن، يلجأن إلى هذه الممارسات دون إدراك للمخاطر الحقيقية. يجب التأكيد أن علاج اضطرابات مثل التوحد وفرط الحركة يتم فقط تحت إشراف مختصين نفسيين معتمدين، ولا يوجد حتى الآن علاج نهائي لهذه الحالات عبر أي ممارسات غير علمية أو شعوذة.

الخلاصة: العلم أولاً

في النهاية، يجب أن نعتمد في علاجنا وصحتنا النفسية والجسدية على العلم والأبحاث الموثوقة. "الأكسس بارز" ليست سوى ممارسة تفتقر لأي أساس علمي، وقد تؤدي إلى أضرار بالغة، خاصة لدى الفئات الحساسة مثل الأطفال ومرضى الاضطرابات العصبية.

إذا كنت قد خضت تجربة مع "الأكسس بارز" أو لاحظت أي أعراض غريبة بعد الجلسات، ننصحك بمشاركة تجربتك مع المختصين أو عبر المنتديات العلمية، حتى يستفيد الجميع من تبادل الخبرات وتوضيح المخاطر.

الصحة النفسية أمانة، فلا تفرّط فيها بتجارب غير موثوقة أو ممارسات مشبوهة.

المصادر العلمية:

  • دراسات حول الجهاز الحوفي ووظائفه
  • أبحاث حول اضطرابات التوحد وفرط الحركة واضطراب ما بعد الصدمة
  • تجارب سريرية حول التأثيرات النفسية للممارسات غير العلمية

شاركنا رأيك أو تجربتك في قسم التعليقات أو عبر منتديات الدعم العلمي.

https://www.youtube.com/watch?v=26FhUE7zD3Q

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك