🔴 ( تجربة ) 7 سنوات بالطاقة آمنت بها بتناسخ الأرواح وهدمت فيها عقيدتي
في السنوات الأخيرة، انتشر الحديث عن "عالم الطاقة" و"مدربي الطاقة" بشكل واسع في مجتمعاتنا العربية. كثيرون ينجذبون إلى هذا العالم بحثًا عن الشفاء النفسي
تجربتي مع عالم الطاقة: سبع سنوات من الضياع والعودة إلى الفطرة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشر الحديث عن "عالم الطاقة" و"مدربي الطاقة" بشكل واسع في مجتمعاتنا العربية. كثيرون ينجذبون إلى هذا العالم بحثًا عن الشفاء النفسي أو الجسدي، أو رغبة في إيجاد حلول لمشاكلهم الحياتية. لكن، هل هذا الطريق آمن؟ وما هي عواقبه على العقيدة والصحة النفسية والاجتماعية؟ في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع هذا العالم، وكيف أثرت عليّ، وكيف عدت إلى الطريق الصحيح.
كيف بدأت رحلتي مع الطاقة؟
أنا شيماء من تونس. بدأت قصتي مع الطاقة بسبب معاناة صحية منذ الطفولة، حيث لم يستطع الأطباء تشخيص حالتي بشكل دقيق. كنت أبحث عن حل، فوجدت نفسي أدخل عالم الطاقة بسهولة، دون أن أدرك الثمن الباهظ الذي سأدفعه لاحقًا.
في البداية، كنت أذهب إلى مدربة طاقة في تونس لمدة خمس سنوات تقريبًا، بمعدل جلسة شهريًا. كنت أظن أنني سأجد الشفاء، لكنني وجدت نفسي أبتعد تدريجيًا عن كل ما هو مألوف في حياتي، حتى علاقتي بأمي تدهورت بشكل كبير.
كيف يستغل مدربو الطاقة نقاط ضعف الناس؟
معظم من يدخلون عالم الطاقة يكونون في حالة ضعف نفسي أو صحي، ما يجعلهم فريسة سهلة لمدربي الطاقة. هؤلاء المدربون يبدأون غالبًا بتشويه علاقة الإنسان بأقرب الناس إليه، كالأم أو الأب، بزعم أنهم مصدر للطاقة السلبية. هذا ما حدث معي، حيث أقنعتني المدربة أن أمي سبب مشاكلي، فابتعدت عنها وقطعت الحوار معها.
كيف تتسلل الأفكار الوثنية إلى العقل؟
من أخطر ما يفعله مدربو الطاقة هو زرع أفكار وثنية تخالف العقيدة الإسلامية. على سبيل المثال، كانوا يقولون لي إن الحجاب هو "حجاب النور" وليس غطاء الرأس، ويشجعون على الإيمان بتناسخ الأرواح، وأن الجنة والنار نعيشها في الدنيا، وأن الكارما هي التي تحكم مصائرنا. هذه الأفكار تزعزع العقيدة وتبعد الإنسان عن دينه تدريجيًا.
آثار سلبية عميقة: على النفس والعلاقات
1.الصحة النفسية
أصبت باكتئاب مزمن، كنت أبكي وأحزن دون سبب، وانعزلت عن العالم. تدهورت صحتي النفسية بشكل ملحوظ، ما أثر أيضًا على صحتي الجسدية.
2.العلاقات الأسرية
تدهورت علاقتي بأمي وأهلي، وأصبحت أبتعد عنهم وأتجنب الحوار معهم، بناءً على أفكار المدربة بأنهم مصدر للطاقة السلبية في حياتي.
3.العقيدة
بدأت أؤمن بتناسخ الأرواح وأفكار الكارما، وابتعدت تدريجيًا عن الصلاة والسنة النبوية، حتى كدت أفقد إيماني بالآخرة.
نقطة التحول: العودة إلى الله
رغم كل الأفكار التي اعتنقتها، ظل هناك باب مفتوح بيني وبين الله، وهو الدعاء. لم أترك الدعاء أبدًا، وكنت دائمًا أطلب من الله أن يريني الحق. وفي لحظة فارقة، شاهدت بالصدفة فيديوهات تنتقد الفكر الطاقي وتوضح أخطاره، مثل فيديوهات الدكتور هيثم طلعت وبرنامج "قرار إزالة". بدأت أبحث وأقرأ أكثر، حتى اقتنعت تمامًا أنني كنت في طريق مظلم، وعدت إلى فطرتي السليمة وديني.
مقارنة بين الإيجابيات والسلبيات
هل هناك إيجابيات للطاقة؟
بصراحة، الإيجابية الوحيدة التي شعرت بها في البداية كانت نشوة مؤقتة ووهم بالراحة. لكن سرعان ما اكتشفت أن هذا الشعور زائف، وأن السلبيات أكبر بكثير.
السلبيات:
- تغذية الغرور الذاتي: عكس ما يروج له المدربون.
- تدهور الصحة النفسية: اكتئاب، عزلة، قلق مستمر.
- تدهور الصحة الجسدية: نتيجة الضغط النفسي المستمر.
- هدم العقيدة: التشكيك في أصول الدين، الإيمان بأفكار شركية.
- تدمير العلاقات الأسرية: خاصة مع الوالدين والأقارب.
- العيش في دوامة من الأوهام والتخيلات: يصعب الخروج منها بسهولة.
نصيحتي لكل من يفكر في دخول هذا العالم
- تمسك بالقرآن والسنة النبوية: هما الحصن المنيع أمام هذه الفتن.
- لا تبحث عن حلول سريعة لمشاكلك النفسية أو الصحية في أماكن مشبوهة.
- استشر أهل العلم والدينإذا واجهتك أي شبهة أو مشكلة.
- لا تبتعد عن أهلك وأحبائكبسبب أفكار غريبة أو نصائح من أشخاص غير موثوقين.
- تذكر أن كل ما تحتاجه من توازن نفسي واجتماعي وعملي موجود في تعاليم الإسلام.
خلاصة القول
عالم الطاقة ليس كما يصوره البعض. هو عالم مظلم مليء بالأوهام والأفكار التي تهدم العقيدة وتدمر الصحة النفسية والاجتماعية. الدخول إليه سهل، لكن الخروج منه صعب ويحتاج إلى إرادة قوية وتوبة صادقة. أحمد الله أنني عدت إلى فطرتي وديني، وأدعو كل من يقرأ قصتي أن يتعلم منها، وأن يحصن نفسه بالعلم الصحيح والدين القويم.
رسالة أخيرة
لا تنظروا للماضي بألم، بل خذوا منه العبرة. التوبة باب مفتوح، والله رحيم بعباده. تمسكوا بالكتاب والسنة، وكونوا دائمًا قريبين من الله، فهو وحده القادر على الشفاء والهداية.
شاركوا هذه التجربة مع من تحبون، فقد تكون سببًا في إنقاذ شخص من الضياع.