تجربة هبة مع دورات التنمية البشرية: دروس وعبر
في عالمنا اليوم، أصبح البحث عن تطوير الذات وتحسين جودة الحياة هدفًا للكثيرين. ومع انتشار دورات التنمية البشرية وتعدد المدربين والمحتويات، تظهر تجارب م
في عالمنا اليوم، أصبح البحث عن تطوير الذات وتحسين جودة الحياة هدفًا للكثيرين. ومع انتشار دورات التنمية البشرية وتعدد المدربين والمحتويات، تظهر تجارب متنوعة تحمل بين طياتها دروسًا هامة. في هذا المقال، نستعرض تجربة هبة مع هذا العالم، وما واجهته من تحديات، وكيف استطاعت أن تعيد بناء نفسها من جديد.
بداية الطريق: البحث عن الذات
بدأت هبة رحلتها في تطوير الذات من خلال قراءة بعض الكتب البسيطة، مثل كتاب "القبعات السبع" وغيرها من كتب التنمية البشرية. ومع مرور الوقت، دخلت الجامعة وواجهت صعوبات في الدراسة وتكوين الصداقات، بالإضافة إلى مشاكل عائلية جعلت حياتها غير مستقرة بين عامي 2016 و2018.
في تلك الفترة، لجأت هبة إلى الإنترنت واليوتيوب بحثًا عن حلول لمشاكلها النفسية، خاصة القلق وصعوبة النوم. هناك، صادفت أحد المدربين الذي تحدث عن تجربته في التحول من المشاعر السلبية إلى الإيجابية، وكان لهذا المقطع تأثير كبير على نفسيتها، إذ منحها الأمل في أن الحياة لم تنتهِ بعد.
التأثر بالمحيط والصحبة
مع الوقت، تعرفت هبة على صديقة متعمقة في مجال التنمية البشرية، وأصبحت بمثابة معلمة ومرشدة لها. بدأت هبة تشكك في الكثير من الأمور الدينية والاجتماعية، وابتعدت تدريجيًا عن العبادات، حتى شعرت أنها لم تعد هي نفسها.
أهدتها صديقتها كورسًا عن الطفولة والتنظيف النفسي، وبدأت تطبق ما تعلمته دون فهم عميق. تغير نمط حياتها بشكل كبير، وأصبحت نباتية، وبدأت تشك في كل شيء حولها، من الطعام إلى العادات الاجتماعية والدينية. ومع انتشار موضة "الأنوثة والذكورة" و"تنظيف المعتقدات"، ازدادت حيرتها وبدأت تشكك في الحجاب وفي علاقتها بالرجال من حولها.
الانغماس في الدورات وتأثيرها النفسي
استمرت هبة في حضور الدورات، خاصة تلك التي تتناول الخوف والطفولة، لكنها لاحظت أن بعضها تسبب لها في استرجاع ذكريات مؤلمة وزيادة المشاعر السلبية. مع مرور الوقت، شعرت بابتعادها عن الدين، وأصبحت صلاتها وصيامها غير منتظمين. تزامن ذلك مع فترة جائحة كورونا، حيث دخلت في حالة نفسية سيئة، وشعرت بأنها فقدت ذاتها.
العودة إلى الذات والدين
في إحدى الدورات، شعرت هبة بفائدة بسيطة، لكنها افتقدت شعورها القديم بالقرب من الله والراحة في العبادة. مع الوقت، أدركت أنها بحاجة للعودة إلى الأساسيات، فبدأت من جديد في تعلم العقيدة والعبادات وكأنها طفلة صغيرة. استعانت بكتب العلماء، وركزت على سماع العلماء الموثوقين، ووجدت في ذلك راحة وسكينة لم تجدها في الدورات السابقة.
الدروس المستفادة من التجربة
تلخص هبة تجربتها في عدة نقاط مهمة:
- الرجوع للعلماء الموثوقين: لا تأخذ العلم إلا من مصادره الصحيحة، من العلماء والدعاة الموثوقين.
- الحاجة إلى الله: نحن في حاجة دائمة إلى الله، وليس العكس.
- تأثير الصحبة: الصديق يؤثر بشكل كبير على شخصية الإنسان، لذا يجب اختيار الصحبة بعناية.
- مواجهة مشاكل الحياة بالعبادة: الصلاة والدعاء والذكر هي وسائل فعالة لمواجهة صعوبات الحياة.
- ضرورة وجود فلاتر فكرية: ليس كل ما يُقال يجب قبوله، بل يجب أن يكون للإنسان رأي وحدود واضحة.
- الحذر من مصطلحات التنمية البشرية: بعض المصطلحات مثل "الطاقة الإيجابية" و"الطاقة السلبية" قد تكون مضللة، ويجب الحذر من الانسياق وراءها دون وعي.
- العودة للأساسيات: عند الشعور بالضياع، العودة إلى الأساسيات الدينية والعلمية هي الحل الأمثل.
نصائح عملية لمن يواجهون نفس التجربة
- استشر المختصين: في حال وجود مشاكل نفسية أو صحية، توجه إلى المختصين المؤهلين، مثل الأطباء النفسيين أو المستشارين الأسريين.
- لا تبحث عن حلول سريعة: لا توجد حلول سحرية لمشاكل الحياة، بل يتطلب الأمر صبرًا وجهدًا مستمرًا.
- انتبه للدورات المدفوعة: كثير من الدورات تقدم وعودًا زائفة بأسعار مرتفعة، فكن حذرًا ولا تنخدع بالعناوين البراقة.
- ابنِ نفسك من جديد: إذا شعرت أنك فقدت توازنك، لا تتردد في البدء من الصفر، وتعلم الأساسيات خطوة بخطوة.
الخلاصة
تجربة هبة مع دورات التنمية البشرية تعكس واقع الكثيرين ممن يبحثون عن حلول سريعة لمشاكلهم. الدروس المستفادة من قصتها تؤكد أهمية العودة إلى المصادر الموثوقة، واختيار الصحبة الصالحة، وعدم الانسياق وراء كل جديد دون تمحيص. في النهاية، يبقى القرب من الله والاعتماد على العلم الصحيح هما السبيل الحقيقي للراحة النفسية والاستقرار.
إذا مررت بتجربة مشابهة، تذكر أن العودة إلى الطريق الصحيح تبدأ بخطوة واحدة، وأن كل تجربة، مهما كانت مؤلمة، تحمل في طياتها درسًا وعبرة.
https://www.youtube.com/watch?v=0QuZ_qJ2BOE