اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربة حقيقية مع علاجات الطاقة والريكي: تحذير من مخاطر خفية

في السنوات الأخيرة، انتشرت في المجتمعات العربية العديد من أساليب العلاج البديلة، من بينها ما يُعرف بعلاجات الطاقة أو "الريكي". يُروج لهذه الأساليب على

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت في المجتمعات العربية العديد من أساليب العلاج البديلة، من بينها ما يُعرف بعلاجات الطاقة أو "الريكي". يُروج لهذه الأساليب على أنها طرق طبيعية وآمنة للشفاء من الأمراض الجسدية والنفسية، وغالبًا ما يتم ربطها بمفاهيم روحية أو دينية. لكن خلف هذه الشعارات البراقة، هناك تجارب واقعية تكشف عن مخاطر حقيقية قد تهدد الصحة النفسية والدينية للأفراد.

في هذا المقال، نستعرض تجربة واقعية لإحدى الأمهات، التي خاضت رحلة مع علاجات الطاقة بهدف علاج تأخر النطق لدى ابنها، لتكتشف في النهاية عواقب وخيمة لم تكن تتوقعها.

بداية القصة: البحث عن علاج بديل

تروي الأم أنها لجأت إلى علاج الطاقة بسبب إغلاق العيادات خلال جائحة كورونا في عام 2020. لم تكن تملك أي معرفة سابقة عن الريكي أو علاجات الطاقة، وكانت تثق بدينها وعلمها، لكنها اضطرت للبحث عن حلول بديلة لمشكلة ابنها.

تواصلت مع مدربة متخصصة في الريكي، والتي قدمت نفسها على أنها خبيرة في هذا المجال، وأكدت للأم أن العلاج لا يتعارض مع الدين، بل واستشهدت بأحاديث نبوية حول طلب العلم. بدأت الأم جلسات العلاج بحسن نية، آملة أن تساعد ابنها على النطق.

تفاصيل الجلسات: بين الغموض والقلق

خلال الجلسات، لاحظت الأم العديد من الأمور الغريبة. كانت المدربة تطلب منها ترديد عبارات وذكر أسماء الملائكة، وتستخدم رموزًا غير مفهومة، بعضها من الثقافة الصينية والهندية. كما تم إقناعها بأن الطاقة تنزل من الله عبر "الشاكرات" في جسم الإنسان، وأن الأحجار الكريمة يمكن أن تحمي من الحسد.

في البداية، شعرت الأم ببعض التحسن، لكنها لاحظت لاحقًا تغيرات سلبية في حياتها. أصبحت تعاني من القلق، الأرق، الكوابيس، ورؤية خيالات مخيفة. كما بدأت تشعر بتأنيب الضمير والذنب، وتم التلاعب بمشاعرها الأمومية، حيث قيل لها إن حبها لابنها مشروط ويجب أن تتعلم "الحب غير المشروط".

الانزلاق نحو مفاهيم خطيرة

مع الوقت، بدأت المدربة تُدخل مفاهيم غريبة تتعارض مع العقيدة الإسلامية، مثل التشكيك في القضاء والقدر، والدعوة إلى خلع الحجاب، والترويج لأفكار مأخوذة من ديانات أخرى كالهندوسية. بل وصل الأمر إلى إقناعها بأن الإنسان يجذب الأحداث السلبية أو الإيجابية بأفكاره فقط، وأنه لا يوجد عقاب أو حساب بعد الموت.

كل هذه الأفكار بدأت تؤثر على الأم وأطفالها دون أن تدرك، حتى أن أحد أبنائها بدأ يتساءل عن مفاهيم الحياة والموت بطريقة غريبة.

لحظة الصحوة والعودة

بعد فترة من المعاناة، بدأت الأم تشعر بخطورة ما يحدث. توقفت عن حضور الجلسات، وبدأت تبحث عن الرقية الشرعية والعودة إلى قراءة القرآن والالتزام بالصلاة والأذكار. لاحظت تحسنًا كبيرًا في حالتها النفسية واختفاء معظم الأعراض السلبية.

تقول الأم: "الحمد لله، بعد أن عدت إلى ديني، اختفت 80% من الأعراض، وبقي القليل فقط. أنصح الجميع بعدم اللجوء إلى هذه العلاجات، فهي لا تحمل أي فائدة حقيقية، بل قد تضر الدين والعقيدة".

تحذير لكل الأسر

تختم الأم قصتها برسالة واضحة: "لا أنصح أي مريض أو أم أو أب أن يلجأ لمثل هذه العلاجات. قد تبدو مغرية في البداية، لكن عواقبها خطيرة على الدين والنفس والأسرة. علينا أن نتمسك بعقيدتنا ونلجأ إلى الله في الشدائد، ونحذر من كل من يستغل آلام الناس ليبعدهم عن دينهم".

رسالة إلى المجتمع

هذه التجربة ليست حالة فردية، بل تتكرر مع كثيرين ممن يبحثون عن حلول سريعة لمشكلاتهم الصحية أو النفسية. من المهم أن نرفع الوعي بخطورة بعض أساليب العلاج البديلة التي تتعارض مع العقيدة، وأن نبحث دائمًا عن مصادر العلاج الموثوقة والآمنة.

إذا كنت أو أحد أفراد أسرتك يفكر في تجربة علاجات الطاقة أو الريكي، تذكر أن الحفاظ على عقيدتك وسلامتك النفسية أهم من أي وعود بالشفاء السريع. استشر أهل العلم والدين، وكن واعيًا لكل ما يدخل بيتك وحياتك.

خلاصة

  • علاجات الطاقة والريكي قد تحمل مخاطر خفية على العقيدة والصحة النفسية.
  • بعض المدربين يروجون لمفاهيم دينية وفلسفية غريبة تتعارض مع الإسلام.
  • التجربة الواقعية تؤكد أهمية الحذر وعدم الانسياق وراء أي علاج غير موثوق.
  • العودة إلى الدين والرقية الشرعية كانت سببًا في الشفاء والتحسن.
  • الوعي المجتمعي هو خط الدفاع الأول ضد هذه الأساليب.

حفظ الله الجميع من كل مكروه، ونسأل الله أن يثبتنا على الحق ويجنبنا كل ما يضر ديننا ودنيانا.

https://www.youtube.com/watch?v=uQuCyxWFKFU

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك