تجربة حقيقية: رحلة إيمان مع كورسات الطاقة والتحذير من مخاطرها
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع دورات وورش تطوير الذات والعلاج بالطاقة تحت مسميات مختلفة مثل "الطاقة الحيوية"، "البرانك هيلينج"، "فتح العين الثال
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع دورات وورش تطوير الذات والعلاج بالطاقة تحت مسميات مختلفة مثل "الطاقة الحيوية"، "البرانك هيلينج"، "فتح العين الثالثة"، و"التواصل مع المرشد الروحي". كثير من الناس، خاصة ممن يمرون بظروف نفسية أو اجتماعية صعبة، يجدون في هذه الدورات أملاً في تحسين حياتهم أو الخروج من أزماتهم. لكن خلف هذه الوعود البراقة، هناك تجارب مريرة قد لا تظهر للعلن إلا نادراً. في هذا المقال، ننقل لكم تجربة حقيقية عاشتها "إيمان"، أخصائية نفسية، والتي خاضت عالم الطاقة بكل تفاصيله، ثم اكتشفت حقيقته المؤلمة.
البداية: بحث عن الخلاص في لحظة ضعف
تروي إيمان أنها كانت تمر بظروف نفسية صعبة بعد انفصال وطلاق، وشعرت بالضياع والحاجة لأي شيء ينقذها من حالتها. بدأت تتابع فيديوهات عن تطوير الذات والطاقة على يوتيوب وإنستغرام، وشاركت في جلسات مجانية مع مدربين للطاقة. تقول: "كنت أشعر براحة نفسية مؤقتة بعد الجلسات، وأحس أن حياتي تتحسن، فبدأت أدمن متابعة هذه الفيديوهات والجلسات."
مع الوقت، تطورت الأمور من جلسات مجانية إلى الاشتراك في كورسات مدفوعة، مثل كورس "العلاج بالبرانك" (الطاقة الحيوية)، ثم كورسات أخرى مع مدربة مشهورة في هذا المجال. في البداية، لم تلاحظ أي شيء مريب، بل كانت تظن أنها تساعد من حولها في العلاج وتخفيف الألم.
التحول الخطير: التواصل مع الأرواح والمرشدين الروحيين
تقول إيمان: "في أحد الكورسات، طلبت منا المدربة أن نتواصل مع أرواح المتوفين، وأعطتنا تمارين تخيلية، مثل أن نتخيل نوراً ينزل من السماء أو يخرج من الأرض، ثم نستدعي صورة المتوفي ونتواصل معه." في إحدى المرات، جلبت صورة والدها المتوفي وبدأت التمرين، لتشعر فجأة بوجود غريب حولها، وكأن هناك كيانين دخلا جسدها ولم تستطع التخلص منهما.
استعانت إيمان بأحد الشيوخ المعروفين بعلاج القرآن، الذي أكد لها أن ما حدث ليس تواصلاً مع روح والدها، بل هو استدعاء لأرواح متمردة أو شياطين، وأن هذه الممارسات تفتح أبواباً خطيرة لا يدركها كثير من الناس. كما أوضح لها أن الدعوات التي كانت ترددها قبل الجلسات، والتي يُطلب فيها المساعدة من "المرشدين الروحيين" أو "ملائكة الشفاء"، هي في حقيقتها طقوس مستمدة من ديانات أخرى مثل الهندوسية والبوذية، وليست من الإسلام في شيء.
الأعراض والمخاطر التي واجهتها
بعد هذه التجارب، بدأت تظهر على إيمان أعراض غريبة، منها:
- كوابيس وهجمات ليلية تشعر فيها بوجود كيانات غريبة في غرفتها.
- سماع أصوات غير مبررة وإحساس دائم بالخوف.
- تعطيل في شؤون الحياة، وشعور بثقل في أداء العبادات والصلاة.
- تبرير المدربين لهذه الأعراض بأنها "بلوكات طاقية" أو "حواجز يجب تنظيفها"، مما يدفع المشاركين للاستمرار في الدورات بحثاً عن الحل.
تقول إيمان: "كنت أظن أنني محسودة أو مميزة عن الآخرين، وأنني في طريق روحي أعلى، لكن اكتشفت أنني كنت أفتح أبواباً للشياطين بنفسي دون علم."
الجانب المالي والاستغلال
توضح إيمان أن هذه الدورات ليست مجانية دائماً، بل هناك كورسات تصل أسعارها إلى آلاف الدولارات، ويتم تحويل الأموال عبر وكلاء في مختلف الدول. وتضيف: "الغريب أن أغلب المشاركين في هذه الدورات من نخبة المجتمع: أطباء، مهندسون، مدرسون. الكل يبحث عن حل لمشكلاته، لكن النتيجة واحدة: مزيد من الضياع والابتعاد عن الطريق الصحيح."
الخروج من الدائرة والعودة للطريق الصحيح
بعد معاناة طويلة، وبمساعدة أحد الشيوخ، استطاعت إيمان التخلص من الكيانات التي التصقت بها، وبدأت رحلة العودة إلى الله، والتمسك بالقرآن والصلاة والأذكار. تقول: "أدركت أن كل ما كنت أبحث عنه من راحة نفسية وسعادة كان قريباً مني في ديني، لكنني ضللت الطريق بسبب وعود زائفة."
وتضيف: "أكثر ما يؤلمني أنني أرى يومياً أشخاصاً جدد ينضمون لهذه الدورات، وأخشى عليهم من نفس المصير. لذلك أشارك تجربتي اليوم لتحذير الجميع."
نصيحة إيمان لكل من يفكر في دخول هذا المجال
تخاطب إيمان كل من يفكر في تجربة كورسات الطاقة أو التواصل مع الأرواح أو المرشدين الروحيين:
"بالله عليكم، لا تستقبلوا الطاقة ولا تزيلوا الحواجز التي وضعها الله لحمايتكم. لا تطلبوا المساعدة إلا من الله وحده. الطريق إلى الراحة النفسية والشفاء ليس عبر استدعاء كيانات مجهولة أو ممارسة طقوس غريبة، بل بالعودة إلى الله والتمسك بالعبادات."
وتحذر: "كل من يدعوكم لاستقبال الطاقة أو التواصل مع الملائكة أو الأرواح، إنما يفتح لكم باباً للشيطان. لا تغتروا بالمظاهر أو الشهرة أو الكلام المعسول. كثير من هؤلاء المدربين أنفسهم يعانون من مشكلات كبيرة ولا يملكون ما يعدونكم به."
خلاصة التجربة: العلم الحقيقي بين الدين والعقل
تؤكد إيمان أن ما يسمى بعلم الطاقة الكونية أو الحيوية ليس له أساس علمي تجريبي، ولا علاقة له بالعلوم الفيزيائية المعروفة. بل هو خليط من معتقدات وطقوس دخيلة، قد تؤدي بصاحبها إلى الشرك أو الضلال. وتضيف: "لو كان في هذه العلوم خير أو شفاء حقيقي، لكان أولى أن ينجو بها أصحابها، لكن الواقع عكس ذلك."
وتختم: "أكبر خسارة عشتها في هذه السنوات هي البعد عن الله. كنت أظن أنني أبحث عن القرب منه، لكنني سلكت طريقاً خاطئاً. الحمد لله الذي أنقذني، وأدعو الله أن يحفظ الجميع من هذه الفتن."
رسالة للقراء
احذروا من الانجرار خلف أي دعوة أو دورة أو جلسة لا تستند إلى العلم الصحيح أو الدين القويم. إذا كنت تمر بظروف صعبة، الجأ إلى الله، واطلب المساعدة من المختصين الموثوقين، ولا تفتح على نفسك أبواباً لا تدري ما وراءها.
اقرأوا في كتب العقيدة، واستمعوا إلى العلماء الثقات، وكونوا سنداً لأبنائكم وبناتكم في مواجهة هذه التيارات التي تغزو بيوتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
نسأل الله لنا ولكم الحماية والثبات، وأن ينير قلوبنا وعقولنا بنور الإيمان والعلم الصحيح.
إذا استفدت من هذه التجربة، شاركها مع من تحب، فقد تكون سبباً في إنقاذ شخص من الضياع.
https://www.youtube.com/watch?v=1_Z93i_avBo