🔴 تجربة خاصة : 4 سنوات في الطاقة حفظني فيها الله بدعوة والدي وأحمد عمارة كان له أثر سيء في تغيري

في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم "علوم الطاقة" و"تطوير الذات" بشكل واسع في المجتمعات العربية، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب. كثير من الن

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
6 دقائق
0

تجربتي مع علوم الطاقة: أربع سنوات بين الوهم واليقين

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم "علوم الطاقة" و"تطوير الذات" بشكل واسع في المجتمعات العربية، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب. كثير من الناس انجذبوا لهذه المفاهيم بحثًا عن حلول لمشاكلهم النفسية أو الاجتماعية أو حتى الروحية. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع هذه العلوم، وكيف حفظني الله منها، وأكشف لكم بعض الحقائق المهمة التي قد تغيب عن الكثيرين.

كيف بدأت القصة؟

كنت أمر بفترة صعبة من حياتي، مليئة بالهموم والمشاكل، وكنت أبحث عن حلول ومخارج. بدأت بحضور محاضرات دينية، لكن فجأة بدأت تصلني محاضرات عن الطاقة وتطوير الذات من قنوات مشهورة ومدربين معروفين مثل أحمد عمارة وسميّة الناصر وغيرهم.

في البداية، كان الأمر بدافع الفضول: هل يمكن حقًا تغيير القدر؟ هل هناك قوة خفية يمكنها أن تساعدني؟ بدأت أقرأ كتب تطوير الذات وأتابع فيديوهاتهم، وأدون ملاحظاتي وأحاول تطبيق بعض النصائح. كنت أحب علم النفس والاجتماع، ووجدت في هذه المواضيع مساحة جديدة للتعلم.

كيف تسلل الشك؟

مع الوقت، لاحظت أن هناك خلطًا كبيرًا بين الدين وهذه المفاهيم الجديدة. كانوا يستخدمون مصطلحات دينية مثل "حسن الظن بالله" و"الأمل" و"الإيجابية"، لكنهم يبدلون الكلمات بمصطلحات مثل "الكارما" و"الطفل الداخلي" و"رفع الاستحقاق". بدأت ألاحظ أن بعض الأفكار تتعارض مع العقيدة الإسلامية، مثل إرسال رسائل للكون بدلاً من الدعاء لله، أو الاعتماد على صور وأحجار لجلب الرزق والثراء.

رغم أنني لم أمارس جلسات التأمل أو اليوغا بشكل فعلي، كان هناك شيء داخلي يمنعني من الانخراط الكامل. كنت أشعر أن هناك خطأ، وأن الفطرة السليمة ترفض بعض هذه الممارسات.

لحظة التحول

في يوم عرفة، دعوت الله بصدق أن يريني الحق ويكشف لي إن كنت أفعل شيئًا يغضبه دون أن أشعر. وفي اليوم التالي، صادفت فيديوهات تحذر من علوم الطاقة وتكشف حقيقتها. بدأت أسمع قصصًا وتجارب لأشخاص تضرروا من هذه الممارسات، وبدأت أرى الأمور بوضوح أكبر.

ربطت بين ما كنت أسمعه من مدربين الطاقة وبين تصرفات غريبة كنت ألاحظها على بعض من حولي: استخدام الأحجار الكريمة، جلسات التأمل في أوقات معينة (كقبل المغرب والفجر)، الانعزال عن الأسرة، تغيّر في السلوكيات، وحتى ظهور علامات غريبة مثل الأوشام أو التعلق الشديد بأشياء مادية.

آثار خطيرة على الأفراد والعائلات

رأيت بنفسي كيف أن بعض الفتيات اللواتي كنّ يحفظن القرآن، انحرفن عن الطريق بسبب هذه الممارسات. بعضهن أصبحن ينعزلن عن أسرهن، يكرهن الحجاب، ويقمن بتصرفات غريبة مثل قص الشعر أو الامتناع عن الاستحمام لفترات طويلة. وصل الأمر ببعضهن إلى العزلة التامة والانقطاع عن الحياة الاجتماعية.

من المؤلم أن أرى كيف أن هذه العلوم تسحب الإنسان تدريجيًا من الإيمان بالقدر إلى الإيمان المطلق بالذات، حتى يصبح يردد: "أنا أقدر"، وينسى أن الله هو القادر على كل شيء. كما أن فكرة "رفع الاستحقاق" و"أنت سبب كل ما يحدث لك" تلغي الإيمان بالقضاء والقدر، وتزرع في النفس شعورًا دائمًا بالذنب والتقصير.

حقيقة الرموز والممارسات

خلال قراءاتي وبحثي، اكتشفت أن كثيرًا من الرموز المستخدمة في اليوغا، التاروت، وحتى بعض تمارين الطاقة، لها جذور وثنية أو شيطانية. بعض الرسومات تعود لرموز ماسونية أو هندوسية أو بوذية، وكلها مرتبطة باستحضار قوى خفية ليست من الدين في شيء.

حتى الأطفال والمراهقين لم يسلموا من هذه الموجة؛ هناك مواقع ونوادٍ عالمية تعلمهم استحضار "الكيانات" أو "العشاق الخفيين" (التولبه)، وتروج لممارسات خطيرة تحت مسميات بريئة أو علمية.

دور الإعلام والدراما

لاحظت أن الدراما الكورية والآسيوية تروج لفكرة الأرواح والقوى الخارقة بشكل غير مباشر، مما يجعل المشاهد يتقبل فكرة الطاقة والكيانات بسهولة أكبر. كذلك، انتشرت جلسات الطاقة للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، مما يزيد من خطورة الأمر على الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.

نصيحتي بعد أربع سنوات من التجربة

إذا كنت تمارس أو تفكر في دخول عالم الطاقة أو تطوير الذات بهذه المفاهيم، أنصحك بالتوقف فورًا وإعادة التفكير. البداية قد تبدو جميلة ومليئة بالنشوة والاكتشاف، لكن النهاية غالبًا ما تكون مظلمة، مليئة بالضياع والشكوك والابتعاد عن الدين والأسرة.

هذه العلوم ليست من الدين في شيء، بل هي خليط من أفكار وثنية وسحرية مغلفة بعبارات براقة. كثير من المدربين الذين تابوا واعترفوا بخطورة هذا المجال، بدأوا الآن يحذرون الناس منه.

كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟

  • الرجوع للقرآن والسنة: لا يوجد في الإسلام ما يسمى "علم الطاقة" أو "رفع الاستحقاق" بهذه المفاهيم.
  • التوعية: شاركوا هذه المعلومات مع من حولكم، خاصة النساء والأطفال.
  • الحذر من الرموز والممارسات الغريبة: مثل الأحجار، التاروت، اليوغا، التأمل في أوقات الشروق والغروب.
  • الابتعاد عن العزلة: الانخراط في المجتمع والأسرة مهم جدًا للصحة النفسية والدينية.
  • التحقق من مصادر العلم: ليس كل ما يقال في الإنترنت أو الكتب صحيحًا أو نافعًا.

خاتمة

تجربتي مع علوم الطاقة كانت درسًا قاسيًا، لكنني أحمد الله أنه أنقذني بدعوة والدي وبفطرتي السليمة. أدعو الله أن يحفظ أبناء وبنات المسلمين من هذه الفتن، وأن يردهم إلى دينهم ردًا جميلًا.

"إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليمًا حكيمًا." (النساء: 17)

اللهم احفظنا واحفظ أبناءنا من كل شر، واهدنا إلى صراطك المستقيم.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك