🔴 تجربة خاصة : لممارسة اكسس بارز ... كيف تم التدليس علينا والطاقة كلها شركيات
بقلم: نور من تونس | قناة سحر اليوغا والطاقة في السنوات الأخيرة، انتشرت في العالم العربي العديد من الدورات والممارسات المرتبطة بما يسمى "الطاقة" و"قان
تجربتي مع "إكسس بارز" وعالم الطاقة: رحلة من الانبهار إلى الوعي
بقلم: نور من تونس | قناة سحر اليوغا والطاقة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت في العالم العربي العديد من الدورات والممارسات المرتبطة بما يسمى "الطاقة" و"قانون الجذب" و"إكسس بارز". كثيرون انجذبوا لهذه المجالات بحثًا عن التميز، التطور الذاتي، أو حتى الشفاء الروحي والنفسي. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع هذه الممارسات، كيف بدأت، وما الذي اكتشفته في النهاية، مع نصائح هامة لكل من يفكر في خوض هذه التجربة.
البداية: البحث عن التميز والتحكم في الضغوط
بدأت رحلتي مع عالم الطاقة عندما كنت أستعد لامتحانات الباكالوريا عام 2012. شعرت حينها بضغط نفسي كبير، وكنت أبحث عن طرق للتحكم في هذا الضغط. عبر اليوتيوب، صادفت فيديوهات تتحدث عن "برمجة العقل الباطن" و"التوكيدات الإيجابية". أعجبتني الفكرة، وبدأت أطبقها، وشعرت أنني أمتلك علمًا جديدًا يميزني عن أقراني.
مع الوقت، تطورت الأمور، ودخلت عالم "قانون الجذب" و"المانيفستشن". شاهدت فيلم "The Secret" وصدقت أنني أمتلك "سر النجاح". بالفعل، بدأت أحقق نجاحات أكاديمية ومهنية، وكنت أشعر بالفخر والتميز.
الانبهار بعالم الطاقة
مع دخولي الجامعة، أصبحت أكثر تمكّنًا من تقنيات الجذب والتوكيدات. لاحقًا، دخلت مجال التسويق الشبكي، حيث وجدت بيئة مشجعة على الإيجابية والانتماء. خلال جائحة كورونا، زاد اهتمامي بعالم الطاقة، خاصة بعد أن دعانا أحد المدربين لجلسات "إكسس بارز" عبر الإنترنت.
في البداية، كنت مترددة وخائفة من هذا العالم، لكن فضولي دفعني للاستماع والمشاركة. المدرب كان يربط كل شيء بفيزياء الكم والطاقة الإيجابية، مما جعل الأمر يبدو منطقيًا وعلميًا في ظاهره.
تجربة "إكسس بارز": بين الإعجاب والشك
خلال الدورات، بدأنا نمارس تمارين مثل "التسامح مع الذات والوالدين" و"التخلص من البلوكاجات" (العوائق النفسية). في إحدى الجلسات، طلبت منا المدربة رسم شخص وربطه بمستطيل وكتابة المشاعر السلبية، ثم حرق الورقة. شعرت حينها أن هذا يشبه السحر، لكنني واصلت بسبب الثقة في المدربة والانبهار بالمجموعة.
مع الوقت، بدأت ألاحظ أن بعض المدربين يتظاهرون بالنجاح والثروة، بينما هم في الحقيقة غارقون في الديون أو يعانون نفسيًا. كما لاحظت أن هناك نوعًا من العزلة عن المجتمع، حيث يُطلب منا عدم مشاركة ما نتعلمه مع العائلة أو الأصدقاء، بحجة أنهم "لن يفهموا مستويات الوعي التي وصلنا إليها".
التعمق في الممارسات: من المتلقية إلى المدربة
بدافع الفضول والرغبة في التميز، قررت أن أتعلم تقنيات "إكسس بارز" بنفسي، وأصبحت أشارك في عدة دورات وأساعد مدربات أخريات في التسويق عبر السوشال ميديا. شعرت أنني أمتلك طاقة قوية، وبدأت أفكر في أن أجعل من هذه الممارسة مصدر دخل وربما مهنة.
لكن مع مرور الوقت، بدأت أشعر بالتعب النفسي والجسدي، وظهرت لدي مشاكل صحية ونفسية. كما لاحظت أن المال الذي يأتي من هذه الجلسات يذهب بسرعة، ولا أشعر ببركة فيه.
لحظة الصحوة: العودة إلى الذات والدين
في رمضان، بدأت ألاحظ غياب المدربات عن الظهور، بحجة "الخلوة مع الله". تساءلت: هل هناك علاقة بين هذه الممارسات والشياطين؟ بدأت أبحث عن الرقية الشرعية، ووجدت أن كثيرًا من أعراض "المس العاشق" ظهرت عليّ بعد ممارستي لهذه التقنيات.
قررت العودة إلى القرآن والصلاة، وبدأت أقرأ سورة البقرة وألتزم بالأذكار. شعرت بتحسن كبير، وبدأت أستعيد توازني النفسي والروحي. أدركت أن ما كنت أبحث عنه من طمأنينة وسعادة كان موجودًا في الدين طوال الوقت، وأن الاعتماد على الله والدعاء هو الطريق الحقيقي للراحة والنجاح.
دروس مستفادة ونصائح
- التميز الحقيقي ليس في ممارسة تقنيات غريبة أو البحث عن أسرار خفية، بل في القرب من الله والاعتماد عليه.
- لا تنخدع بالمظاهر أو "النجاحات" السريعة التي يعرضها المدربون في عالم الطاقة؛ كثير منها وهم وتضليل.
- احذر من العزلة عن الأهل والأصدقاء بحجة "الوعي العالي"؛ الشفافية والمصارحة مهمة جدًا.
- أي ممارسة أو تقنية تدخلك في عالم الرموز الغامضة أو الطقوس غير المفهومة أو تبعدك عن الصلاة والقرآن، فهي ليست من الدين، وقد تكون خطرًا على عقيدتك ونفسيتك.
- العودة إلى الله والدعاء والقرآن هو الطريق الحقيقي للراحة النفسية والنجاح في الدنيا والآخرة.
رسالة أخيرة
لكل من يعتقد أن الطاقة علم وأنها تلبي الأماني وتحقق الاحتياجات، أقول: جربوا ترديد كلمة التوحيد "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة صباحًا ومساءً. وراقبوا التغيير في حياتكم.
لا تخافوا من نشر تجاربكم، وعودوا إلى الله بقلب صادق. التوبة والرجوع إلى الدين هما النور الحقيقي بعد ظلمة التجارب الخاطئة.
أسأل الله أن يثبتنا جميعًا على الخير، وأن ينور بصيرتنا، ويردنا إليه ردًا جميلًا.
"ملخص تجربتي: كنت أظن أنني القوي، ثم أدركت أنني عبدٌ للقوي."