🔴 تجربة خاصة : الطاقة طريق للإلحاد وكانت تجيني اسألة كفرية عن الله
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب مفاهيم مثل "الطاقة الإيجابية"، "الشاكرات"، و"قانون الجذب"، وغالبًا ما يتم الترويج لها على أنها طرق لتحقيق السعاد
تجربة شخصية: كيف قادتني ممارسة الطاقة إلى الشك والإلحاد
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب مفاهيم مثل "الطاقة الإيجابية"، "الشاكرات"، و"قانون الجذب"، وغالبًا ما يتم الترويج لها على أنها طرق لتحقيق السعادة والنجاح والراحة النفسية. لكن خلف هذه الشعارات البراقة، هناك تجارب واقعية قد تحمل في طياتها مخاطر نفسية وروحية كبيرة. في هذا المقال، أشارككم تجربة شخصية صادقة حول رحلتي مع هذه الممارسات، وكيف أثرت على إيماني وعلاقاتي، وما هي الدروس التي خرجت بها في النهاية.
البداية: الفضول والانجذاب لعالم الطاقة
بدأت قصتي في المرحلة الثانوية، حين كنت أبحث عن أشياء جديدة أتعلمها وأكتشفها. تعرفت على صديقة كانت مهتمة بمواضيع الطاقة، وكانت تتحدث عن الطاقة الإيجابية والسلبية، وكيف يمكن أن نشعر بطاقة الأشخاص من حولنا. في البداية، لم يكن هناك أي شيء يثير الشك أو يتعارض مع الدين، فالموضوع بدا بريئًا ومحفزًا للفضول.
مع مرور الوقت، بدأت أبتعد عن هذه الصديقة، لكن فضولي دفعني إلى استكشاف عالم التاروت وقراءة الطاقات عبر الإنترنت. كنت أستمع لقراءات جماعية وأتابع حسابات تتحدث عن الأبراج والطاقة. في البداية، كنت أضحك وأعتبرها مجرد تسلية، لكن شيئًا فشيئًا بدأت أصدق بعض ما يقال، خاصة عندما شعرت بأن بعض التوقعات حدثت لي بالفعل.
التدرج نحو الشك: من الطاقة إلى التشكيك في الإيمان
مع تعمقي في هذه الممارسات، بدأت ألاحظ تغيرًا في نفسيتي وعلاقتي بالله. رغم أنني كنت مؤمنة جدًا، إلا أنني بدأت أشعر بالابتعاد عن الصلاة والسنن، وأصبحت أستبدل الدعاء بالتواصل مع "الكون" أو "الطبيعة". كنت أتكلم مع النباتات وأشعر أن الكون يسمعني، حتى أنني بدأت أستصغر قيمة الدعاء الحقيقي وأشعر أنني لم أعد أعرف كيف أدعو الله.
في رمضان الأخير، وصلت إلى مرحلة من الضياع الروحي، حيث كنت أبكي وأتمنى أن أعود كما كنت سابقًا في إيماني وصلتي بالله. شعرت أنني فقدت القدرة على الدعاء، وبدأت تراودني أفكار كفرية وتساؤلات غريبة حول وجود الله، وهو أمر لم أعهده في نفسي من قبل.
التأثيرات النفسية والاجتماعية
لم تقتصر آثار هذه الممارسات على الجانب الروحي فقط، بل امتدت لتؤثر على علاقاتي الاجتماعية وصحتي النفسية. أصبحت أكثر انعزالًا، وابتعدت عن عائلتي وأصدقائي. كنت أبحث عن العزلة، وأقضي وقتي في غرفتي مع الشموع وأجواء مظلمة، وأشعر أحيانًا بوجود "كيانات غريبة" حولي أو أصوات غير طبيعية.
كما لاحظت تغيرات جسدية ونفسية، مثل الصداع، التنميل، اضطرابات النوم، وحتى مشاكل في الدورة الشهرية. أخريات ممن مارسن هذه الطقوس لفترات طويلة أصبن بأورام ومشاكل صحية خطيرة.
الإدمان على التاروت والمحتوى الروحاني
أحد أخطر الجوانب كان الإدمان على متابعة قارئات التاروت وحسابات الطاقة، حيث كنت أتنقل من قارئة لأخرى بحثًا عن إجابات وراحة نفسية مؤقتة. هذا الإدمان جعلني أبتعد أكثر عن القرآن والكتب الدينية، واستبدلتها بكتب الأبراج والطاقة.
العودة إلى الله: لحظة التوبة
نقطة التحول كانت عندما سمعت إحدى قارئات التاروت تعلن توبتها وتوضح أن ما كانت تفعله هو تواصل مع "القرين" وليس مع طاقة الكون. حينها، بدأت أستفيق من غفلتي وقررت قطع علاقتي مع كل من يتعامل بهذه الأمور. عدت تدريجيًا إلى صلاتي وقراءة القرآن، وشعرت براحة وسكينة افتقدتهما طويلًا.
هل حققت الطاقة أي إيجابيات؟
عند سؤالي عن الإيجابيات التي جنيتها من سنوات ممارسة الطاقة، أستطيع القول بصدق: لم أجد أي إيجابية حقيقية. على العكس، خسرت الكثير من العلاقات، وتدهورت علاقتي مع أمي وأهلي، وتراجعت في دراستي، وواجهت مشاكل صحية ونفسية عديدة. كل ما وعدتني به هذه الممارسات من "سعادة" و"راحة" كان وهمًا، بينما الحقيقة كانت معاناة وعزلة وضياع.
نصيحتي لكل من يفكر في دخول هذا المجال
- احذروا من الانجراف وراء الفضول: قد يبدو الموضوع مسليًا أو غير ضار في البداية، لكنه يحمل مخاطر كبيرة على الإيمان والصحة النفسية والاجتماعية.
- لا تستبدلوا علاقتكم بالله بأي شيء آخر: التواصل مع الله والدعاء والعبادة هي مصدر الطمأنينة الحقيقية، وليس "الكون" أو "الطاقة".
- انتبهوا من الحسابات والمحتويات المشبوهة: كثير من الحسابات التي تدعي التوبة أو تقدم "نصائح روحية" قد تكون فخاخًا للإيقاع بالمزيد من الشباب.
- استشيروا أهل العلم والدين: إذا راودتكم أي تساؤلات أو شكوك، لا تترددوا في طلب المشورة من العلماء والدعاة الموثوقين.
الخلاصة
تجربتي مع الطاقة والشاكرات والتاروت كانت درسًا قاسيًا، لكنها علمتني أن الطريق إلى السعادة والسكينة يبدأ وينتهي مع الله وحده. كل ما عدا ذلك سراب ووهم قد يقودك إلى الضياع النفسي والروحي. أنصح كل من يقرأ هذه الكلمات أن يتمسك بدينه، ويبتعد عن كل ما يشوش على عقيدته وصفاء قلبه.
أسأل الله لي ولكم الثبات والهداية والسلامة من كل شر.