🔴 ( تجربة ) التنمية البشرية دمرتني وكانت البوابة لممارسة الطاقة والمدربين أستنزقوا أموالي

في السنوات الأخيرة، انتشرت دورات التنمية البشرية وورش الطاقة بشكل كبير في العالم العربي. كثيرون يدخلون هذا المجال بحثًا عن حلول لمشاكلهم النفسية والاج

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
6 دقائق
0

كيف دمرتني التنمية البشرية وفتحت لي باب ممارسة الطاقة: تجربة شخصية

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت دورات التنمية البشرية وورش الطاقة بشكل كبير في العالم العربي. كثيرون يدخلون هذا المجال بحثًا عن حلول لمشاكلهم النفسية والاجتماعية، دون إدراك للمخاطر الكامنة وراء بعض هذه الممارسات. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع التنمية البشرية والطاقة، وكيف تحولت من باحثة عن التغيير إلى ضحية للاستنزاف المالي والنفسي، قبل أن أستعيد وعيي وأعود إلى الطريق الصحيح.

البداية: بحث عن حل لجروح الطفولة

بدأت رحلتي مع التنمية البشرية بنيّة صافية. كنت أبحث عن حلول لمشاكل عانيت منها منذ الطفولة، ولم أكن أعلم أن في هذا المجال ما يمكن أن يمس العقيدة أو يدخل في الشرك. بدأت بمتابعة بعض المدربين المعروفين على قنوات إسلامية، وكنت أظن أن الأمر مجرد تطوير للذات وتحسين للحياة.

مع الوقت، بدأت أفهم مصطلحات التنمية البشرية، وتابعت فيديوهات لمدربين من مصر والمغرب. شدني حديث إحدى المدربات عن "طاقة المال" و"الفواتير"، خاصة أنني كنت أعاني من ضيق الحال وكثرة الديون. شعرت أن الكلام موجه لي شخصيًا، فتابعتها وانضممت إلى مجموعتها على تيليجرام.

الانغماس في الدورات: من التنمية إلى الطاقة

مع مرور الوقت، أصبحت متابعة يومية للمدربة، وشاركت في دورات متنوعة، أبرزها دورة "الطفل الداخلي". لأول مرة أسمع عن هذا المفهوم، وقيل لنا أن كل من لديه مشاكل أو عوائق في حياته فسببها "الطفل الداخلي". دفعت مبالغ كبيرة لحضور هذه الدورات، خاصة وأن المدربة وعدتنا بمتابعة شخصية ومرافقة مستمرة.

لكن مع تعمقي في الدورات، لاحظت تغيرًا في أسلوب المدربة. أصبحت أكثر صرامة وعصبية، وكان فريق إدارتها يتعامل معنا بقلة احترام. عندما اعترضت على الأسلوب، قوبلت بالتجاهل والتهديد بـ"الكارما" إذا شاركت محتوى الدورة مع أحد.

تدريجيًا، بدأت مفاهيم الطاقة تدخل في الدورات: طاقة الإنسان، طاقة المال، طاقة الفواتير... أصبحت هذه المصطلحات عادية في المجموعة، وبدأنا نسمع عن "سلم الوعي" وضرورة الارتقاء فيه، وأن من يدخل هذا المجال لن يعود كما كان.

الاستنزاف المالي والنفسي

مع كل دورة، كان يُقال لنا أن الحل في الدورة القادمة، وأن مشكلتنا لم تُحل لأننا لم نكمل جميع الدورات. هكذا استمر الاستنزاف المالي: دورة وراء دورة، وجلسات خاصة بمبالغ ضخمة، دون أي تغيير حقيقي في حياتي. بل على العكس، زادت مشاكلي النفسية والأسرية، وتراكمت الديون.

جربت أيضًا جلسات مع مدربات أخريات، وجلسات "ريكي" عن بعد، وشراء ترددات صوتية وأحجار كريمة، وحتى الاشتراك في أندية لقراءة التاروت. كل ذلك دون نتيجة تذكر، سوى مزيد من الحيرة والتعب النفسي.

التأثير على الحياة الأسرية

تأثرت علاقتي بزوجي وأولادي بشكل كبير. أصبحت أقضي وقتي في التأملات والتمارين، وأهملت مسؤولياتي الأسرية. حتى وصلت الأمور إلى قرار الانفصال ورفع قضية خلع، بسبب تراكم المشاكل والشعور بعدم الراحة النفسية. للأسف، لم تكن هذه الدورات حلاً لمشاكلي، بل زادتها تعقيدًا.

الصدمة واليقظة

مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ أمورًا غريبة في الدورات: الحديث عن تناسخ الأرواح، إنكار الفروق بين الأديان، الاستخفاف بالعبادات، والدعوة إلى ممارسات لا علاقة لها بالإسلام. شعرت أن هناك شيئًا غير طبيعي يحدث، خاصة مع تكرار الأحلام المزعجة والشعور بالخوف.

في أحد الأيام، أرسلت لي صديقة فيديو يوضح خطورة هذه الممارسات، وأن فيها شركًا بالله. عندما شاهدت الفيديو، أدركت أن كل ما كنت أعيشه من اضطرابات ومشاكل كان نتيجة الانغماس في هذه الدورات. توقفت فورًا عن كل شيء، وبدأت أعود إلى القرآن والصلاة والدعاء.

العودة إلى الطريق الصحيح

بحمد الله، وفّقني الله لأداء العمرة، وهناك شعرت بتحسن كبير وزوال كثير من الأعراض التي كنت أعاني منها. أدركت أن الحل الحقيقي لمشاكلي النفسية والاجتماعية ليس في دورات الطاقة والتنمية البشرية الزائفة، بل في العودة إلى الله والتمسك بالدين والاستعانة بأهل العلم المتخصصين.

دروس وعبر من التجربة

  • النية الصافية وحدها لا تكفي: قد تدخل هذه المجالات بنيّة حسنة، لكن الجهل بالمخاطر قد يقودك إلى ما لا تُحمد عقباه.
  • الاستنزاف المالي والنفسي: كثير من المدربين يستغلون حاجتك وضعفك لبيع دورات متتالية بلا فائدة حقيقية.
  • خطر الانحراف العقدي: بعض الدورات تتضمن أفكارًا وممارسات تتعارض مع العقيدة الإسلامية.
  • الحل في العودة للدين: الراحة النفسية والسعادة الحقيقية في التمسك بالدين، وطلب المساعدة من المختصين الثقات.
  • التحقق من مصادر العلم: ليس كل من يتحدث باسم التنمية البشرية أو الطاقة جدير بالثقة، فابحث دائمًا عن مصادر موثوقة واستشر أهل العلم.

نصيحة أخيرة

إذا كنت تعاني من مشاكل نفسية أو اجتماعية، فلا تلجأ إلى الدورات المشبوهة أو المدربين غير المؤهلين. ابحث عن مختصين نفسيين معتمدين، وتمسك بدينك، وأعلم أن السعادة الحقيقية لا تُشترى بدورات أو جلسات طاقة، بل في القرب من الله والثقة برحمته.

أسأل الله أن يحفظنا جميعًا من كل شر، وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم، وأن يغفر لنا زلاتنا، ويجعل هذه التجربة عبرة لكل من يفكر في دخول هذا المجال.

**جزاكم الله خيرًا لكل من يعمل على توعية الناس بمخاطر هذه المجالات، وأسأل الله أن ينفع بهذه التجربة كل من يقرأها.*

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك