تجربة أم مع تغيرات ابنتها في سن المراهقة: من العزلة والاكتئاب إلى التعافي
تمر الكثير من الأسر بتحديات كبيرة عند دخول أبنائهم سن المراهقة، حيث تطرأ عليهم تغيرات نفسية وسلوكية قد تكون مفاجئة وصادمة للأهل. في هذا المقال، ننقل ل
تمر الكثير من الأسر بتحديات كبيرة عند دخول أبنائهم سن المراهقة، حيث تطرأ عليهم تغيرات نفسية وسلوكية قد تكون مفاجئة وصادمة للأهل. في هذا المقال، ننقل لكم تجربة واقعية ومؤثرة لأم واجهت تغيرات كبيرة في سلوك ابنتها، وكيف تعاملت مع الأمر حتى استعادت ابنتها عافيتها.
بداية التغيرات: من طفلة قريبة إلى مراهقة منعزلة
تروي الأم أن ابنتها كانت طفلة محبة وحنونة، لا تنام إلا في حضنها، وتحب الجلوس مع العائلة. لكن مع بلوغها سن الثانية عشرة، بدأت تلاحظ تغيرات مفاجئة في سلوكها؛ أصبحت ابنتها أكثر حدة في الكلام، تميل للعزلة، تفضل البقاء في غرفتها، وتتناول طعامها هناك. بدأت تظهر عليها علامات الغضب تجاه أختها الأصغر، وازدادت حساسيتها تجاه تصرفات العائلة.
تقول الأم: "فجأة لم أعد أعرف ابنتي. أصبحت تكرهني بلا سبب، نظراتها فيها حقد، وأسلوبها مستفز. إذا ناقشتها، تدخل غرفتها وتغلق الباب عليها".
تصاعد المشكلة: عدوانية واكتئاب
لم تتوقف التغيرات عند هذا الحد، بل تطورت إلى مشاكل في المدرسة، حيث دخلت ابنتها في صراعات مع زميلاتها حتى أصبحت منبوذة، وكرهت الذهاب إلى المدرسة. حاولت الأم أن تحتضن ابنتها وتتفهم بداية المراهقة، لكنها وجدت أن الوضع يزداد سوءاً.
تقول الأم: "ابنتي دخلت في حالة اكتئاب شديدة، لم تعد تأكل إلا القليل، وبدأت تهمل نظافتها الشخصية. حتى الصلاة أصبحت أشك أنها تؤديها. كانت تكتب عبارات حزينة في غرفتها، وتعيش في ظلام دامس".
البحث عن الحلول: بين الطب والدعم النفسي
لم تدخر الأم جهداً في البحث عن حل، فراجعت أخصائيات نفسيات، وأجرت العديد من التحاليل الطبية. اكتشفت أن ابنتها تعاني من نقص حاد في فيتامين د، وبدأت تعطيها المكملات الغذائية إلى جانب العلاج النفسي بناءً على توصية الطبيب.
تقول الأم: "بدأت أعطيها الأدوية النفسية مع الفيتامينات، والحمد لله بدأت تتحسن تدريجياً. عادت تخرج من غرفتها، وتشاركنا الحديث، وبدأت تستعيد حياتها الطبيعية".
التأثير السلبي لبعض الحسابات والممارسات
من الأمور التي اكتشفتها الأم أن ابنتها كانت تتابع بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج لأفكار غريبة، مثل "التخاطر" و"ترددات الطاقة" والتخلص من قيود الأهل. لاحظت أن هذه الأفكار أثرت على نفسية ابنتها، وزادت من عزلتها واكتئابها.
تقول الأم: "عندما واجهتها بما كانت تفعله، اعترفت أنها كانت تمارس ترددات الطاقة، وتتابع حسابات تشجع على التحرر من الأهل. حتى بنت أختي تأثرت بنفس الطريقة. هذه الأمور خطيرة وتؤثر على الصحة النفسية والعقيدة".
نصائح للأمهات والأسر
من خلال تجربتها، تقدم الأم النصائح التالية لكل أم تمر بموقف مشابه:
- راقبي التغيرات السلوكية: انتبهي لأي تغير مفاجئ في سلوك ابنك أو ابنتك، خاصة الانعزال أو العدوانية أو الإهمال الشخصي.
- تواصلي مع ابنك بحب وصبر: المراهق يحتاج إلى الاحتواء والتفهم أكثر من العقاب أو المواجهة الحادة.
- استشيري المختصين: لا تترددي في مراجعة الطبيب النفسي أو الأخصائي الاجتماعي إذا لاحظت علامات اكتئاب أو سلوكيات مقلقة.
- راقبي المحتوى الذي يتابعه أبناؤك: كثير من الأفكار والسلوكيات السلبية مصدرها الإنترنت، فكوني قريبة من اهتماماتهم وافتحي معهم حواراً حول ما يشاهدونه.
- التحليل الطبي مهم: أحياناً يكون سبب التغيرات النفسية نقص في بعض الفيتامينات أو المعادن، مثل فيتامين د أو ب12.
- لا تهملي الرقية الشرعية والدعاء: الجانب الروحي والدعاء له أثر كبير في الاطمئنان وتهدئة النفس.
النهاية السعيدة: عودة الابنة إلى طبيعتها
تختم الأم قصتها بحمد الله على عودة ابنتها إلى طبيعتها، حيث بدأت تصلي وتشارك العائلة حياتها من جديد. وتوصي كل أم بالصبر والدعاء، وعدم الاستسلام لليأس، فمع العلاج والدعم يمكن تجاوز أصعب الأزمات.
ختاماً:
سن المراهقة مرحلة حساسة تحتاج إلى وعي الأهل، واحتوائهم لأبنائهم، ومتابعة صحتهم النفسية والجسدية. لا تترددي في طلب المساعدة إذا شعرت أن الأمور خرجت عن السيطرة، فالصحة النفسية لأبنائنا أمانة بين أيدينا.
إذا مررتِ بتجربة مشابهة أو لديكِ نصائح للأمهات، شاركينا قصتك في التعليقات.
https://www.youtube.com/watch?v=xKbcB0ngORA