اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

تجربة مدربة سابقة في علوم الطاقة: رحلة بحث عن الحقيقة بين الوهم واليقين

في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع دورات وورش عمل حول "علوم الطاقة" والتنمية الذاتية، وأصبح كثيرون يبحثون فيها عن حلول لمشاكلهم النفسية والروحية. لك

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
6 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع دورات وورش عمل حول "علوم الطاقة" والتنمية الذاتية، وأصبح كثيرون يبحثون فيها عن حلول لمشاكلهم النفسية والروحية. لكن خلف هذا العالم البراق، توجد تجارب واقعية عميقة قد تحمل رسائل تحذيرية، كما سنعرض في هذه المقالة من خلال تجربة "مياس"، وهي مدربة سابقة في مجالات الطاقة، شاركت قصتها بكل صراحة وشفافية.

البداية: من البحث عن التطوير إلى الغرق في الدورات

تروي مياس أنها منذ عام 2014 بدأت رحلتها في عالم الطاقة، فدرست الريكي، والأكسس بارز، والثيتا هيلينغ، وغيرها من المدارس والدورات المنتشرة. لم تكتفِ بذلك، بل اجتهدت حتى أصبحت مدربة معتمدة، وقدمت جلسات لعدد كبير من الأشخاص، بعضهم من المشاهير وذوي المكانة الاجتماعية الرفيعة.

تقول مياس: "كنت ألاحظ أن الأشخاص الذين يحضرون جلساتي تتغير حياتهم للأفضل، لكنني في المقابل لم أكن أشعر بأي تحسن في حياتي الشخصية، بل على العكس، بدأت أواجه مشاكل متزايدة."

تساؤلات وشكوك: لماذا لم أجد السعادة؟

مع مرور الوقت، بدأت مياس تطرح على نفسها أسئلة وجودية: لماذا حياتي الشخصية متوقفة؟ لماذا أشعر أنني كنت أسعد قبل دخولي هذا المجال؟ وعندما كانت تسأل معلميها عن السبب، كانت الإجابات دائماً مبهمة أو محبطة، مثل: "أنتِ غير مستعدة" أو "علاقاتك سامة ويجب أن تخرجي منها".

تضيف: "بعد أحد الكورسات، انهارت علاقتي مع عائلتي، وتدهورت حالتي النفسية، حتى أنني فقدت البهجة التي كانت تميزني. كنت إنسانة مبتهجة بطبعي، لكنني أصبحت مكتئبة وجدية وأشعر بالضيق من أبسط الأمور."

تجارب غريبة ومخيفة

من أغرب المواقف التي مرت بها مياس أثناء حضورها لإحدى الدورات عبر الإنترنت، ظهور صور مخيفة على الشاشة، تقول: "ظهرت صور شياطين فجأة أثناء الزوم، شعرت برعب شديد، وعندما عدت لأتأكد من الأسماء، لم أجد اسم الشخص الذي ظهرت صورته".

كما لاحظت أن كثيراً من الدورات تتحدث عن الاستعانة بكائنات غير مرئية، وتبرر ذلك بأنه أمر طبيعي لخدمة الإنسان، وهو ما أثار شكوكها وتساؤلاتها حول حقيقة ما يجري خلف الكواليس.

أثر الدورات على الحياة الشخصية

تروي مياس أن معظم من تعرفت عليهم في هذه الدورات، سواء مدربين أو متدربين، لم تكن حياتهم مستقرة أو سعيدة، بل على العكس، كانوا يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية، رغم ادعائهم امتلاك أسرار السعادة والطاقة الإيجابية.

تقول: "حتى معلمتي التي كنت أطمح أن أكون مثلها، لم تكن قادرة على توفير غرفة خاصة لجلساتها، وكانت تعاني من مشاكل في النوم وتحتاج لجلسات حماية وتحصين مستمرة".

فقدان البركة في المال والحياة

من الجوانب المهمة التي تحدثت عنها مياس، الأثر المالي السلبي لهذه الدورات. رغم أنها كانت تتقاضى مبالغ كبيرة مقابل الجلسات، إلا أنها لم تشعر أبداً بالبركة في المال، بل على العكس، كانت تمر بضائقة مالية مستمرة، وتضررت عائلتها مادياً ونفسياً.

تقول: "منذ 2015 وأنا أقدم جلسات ودورات، لكن لم أستطع ادخار أي مبلغ، بل حتى زوجي دخل في ديون بسبب هذه الفترة".

ظاهرة سحب الإرادة الحرة

من أخطر ما لاحظته مياس، أن كثيراً من هذه الدورات تعتمد على أساليب تؤثر على الإرادة الحرة للمتدربين، وتجعلهم يشعرون بالحاجة المستمرة للمزيد من الجلسات والدورات، وكأنهم أصبحوا مدمنين عليها.

تشرح: "كانوا يسألون عن مشاكلك الشخصية، ثم يقنعونك أن الحل في هذه الدورة أو تلك، ويستهدفون نقاط ضعفك. بعد فترة، تجد نفسك تسجل في دورة تلو الأخرى دون وعي، وتدفع مبالغ طائلة".

العودة إلى الطريق الصحيح

بعد سنوات من المعاناة، بدأت مياس تدرك أن الحل ليس في هذه الدورات، بل في العودة إلى القيم الدينية والروحية الأصيلة. بدأت بالرقية الشرعية والاهتمام بالصلاة والطهارة، ولاحظت تحسناً كبيراً في حياتها ونفسيتها.

تقول: "شعرت أنني أستيقظ من غيبوبة طويلة، وعدت أبحث عن هويتي الحقيقية. أدركت أن كثيراً من الأمور التي كنت أمارسها لا علاقة لها بالعلم أو التنمية الحقيقية، بل كانت نوعاً من الوهم".

رسالة للباحثين عن السعادة

تختم مياس تجربتها بنصيحة مهمة: "لا تنخدعوا بالمظاهر البراقة والشعارات الجذابة. ابحثوا عن الحقيقة، وكونوا على وعي بأن بعض هذه الدورات قد تضر أكثر مما تنفع. السعادة الحقيقية تبدأ من الداخل، ومن علاقة الإنسان بربه وأسرته ونفسه".

خلاصة المقال

تجربة مياس ليست حالة فردية، بل هي صوت من أصوات كثيرة بدأت تخرج للعلن، تحذر من الانجراف وراء دورات الطاقة والتنمية الذاتية دون وعي أو تحقق. من المهم أن نبحث عن مصادر المعرفة الموثوقة، وأن نميز بين العلم الحقيقي والوهم، وألا نسمح لأي جهة أن تسلب منا إرادتنا أو تبيع لنا السعادة الزائفة.

إذا كنت تبحث عن التغيير، فابحث أولاً في داخلك، وكن صادقاً مع نفسك، ولا تتردد في طلب المساعدة من أهل العلم والخبرة الحقيقيين.

https://www.youtube.com/watch?v=mfDVpREZdDQ

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك