🔴 تجربة مريرة : بسبب الفضول دخلت الطاقة ومارستها 11 عام ودمرتني إلى أن أصبحت مدربة تاروت

في عالمنا المعاصر، تنتشر العديد من المفاهيم والممارسات التي يُروَّج لها تحت عناوين مثل "تطوير الذات"، "اليوغا"، "الشاكرات"، و"الطاقة". كثيرون يدخلون ه

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
6 دقائق

تجربة مريرة: 11 عامًا في عالم الطاقة والتاروت – رحلة من الفضول إلى الهداية

مقدمة

في عالمنا المعاصر، تنتشر العديد من المفاهيم والممارسات التي يُروَّج لها تحت عناوين مثل "تطوير الذات"، "اليوغا"، "الشاكرات"، و"الطاقة". كثيرون يدخلون هذه العوالم بدافع الفضول أو البحث عن حلول لمشاكلهم النفسية أو الجسدية، دون إدراك العواقب التي قد تترتب على ذلك. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية التي امتدت لأكثر من 11 عامًا في عالم الطاقة والتاروت، وكيف أثرت هذه التجربة على حياتي، حتى منَّ الله عليّ بالهداية والتوبة.

البداية: من لعبة إلى إدمان

دخلت عالم الطاقة في سن المراهقة، بدافع الفضول لا أكثر. لم ألتحق بأي دورات أو كورسات، بل كان الأمر مجرد اجتهاد ذاتي وقراءة كتب وتجربة ما أسمعه أو أراه على وسائل التواصل. بدأت القصة بلعبة شهيرة بين الطالبات في المدرسة، تُعرف باسم "ويجي بورد" أو "العويجة"، حيث يُعتقد أنها تتيح التواصل مع العالم الآخر. كنا نستخدم ورقة وقلم ودرهم، ونضع أصابعنا عليه، وفجأة يبدأ الدرهم في التحرك ليكتب حروفًا، أحيانًا اسم أحدنا. في البداية كان الأمر ممتعًا، ثم تحول إلى خوف، ثم إلى إدمان.

صرت أعود إلى المنزل متحمسة فقط لأمارس هذه اللعبة، في أجواء من الظلام والشموع. لم يكن أحد يعلمني أو يوجهني، لكن الإدمان كان يزداد. مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ أمورًا غريبة تحدث في غرفتي: أصوات، أحاسيس، ورؤى غير مفسرة. تركت اللعبة بعد فترة، لكن آثارها لم تختفِ.

التعمق في عالم الطاقة والشاكرات

بعد فترة المراهقة، انتقلت إلى مرحلة جديدة: كتب تطوير الذات، ثم اليوغا، ثم الشاكرات. تعمقت في هذه المجالات بشكل كبير، حتى أصبحت أمارس فتح الشاكرات والتأملات المختلفة. لاحظت أن حواسي أصبحت أكثر حدة بشكل غير طبيعي، وبدأت أرى وأسمع أشياء غريبة. كان هناك دائمًا من يشجعني على الاستمرار، ويصفونني بأنني "روحانية" أو "لدي هبة من الله".

تطورت الأمور إلى قراءة التاروت، الفنجان، والكف، دون أن أتعلم هذه المهارات بشكل رسمي. كنت أظن أن ما يحدث معي هو هبة إلهية، خاصة عندما يخبرني الناس أن قراءتي صحيحة بشكل مذهل. حتى أثناء صلاتي، كانت تأتيني أفكار وإيحاءات بأنني أساعد الناس وأفعل الخير، لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تمامًا.

الشعور بالخطر والاضطراب النفسي

مع مرور السنوات، بدأت أشعر أن حياتي تسير في اتجاه خاطئ. رغم أنني كنت أمارس التأمل والصلاة في الوقت نفسه، إلا أنني شعرت وكأنني أوقع عقدًا مع الشيطان: أساعد الناس على حساب صحتي ونفسيتي. لم أكن أستفيد شيئًا من كل ما أقدمه، بل على العكس، كانت حياتي تتدهور.

عانيت من الكوابيس، الأوهام، الخوف الدائم، وصعوبة النوم. كنت أرى خيالات وأشعر بوجود كائنات غريبة حولي. حتى علاقتي بأسرتي، خاصة والدتي، ساءت بشكل كبير. دخلت في حالة اكتئاب شديد، حتى أنني لجأت للعلاج النفسي، وشُخِّصت بحالات مثل اضطراب ثنائي القطب، رغم أنني لم أكن أعاني من أي مرض حقيقي.

الانسحاب من العالم المظلم

مع الوقت، بدأت ألاحظ أن كل ما أمارسه من طقوس الطاقة والشاكرات والتاروت لا يجلب لي سوى التعاسة والاضطراب. حاولت التخلص من كل الأدوات التي كنت أستخدمها: كروت التاروت، الكريستالات، وغيرها، لكنني كنت أشعر بثقل نفسي كبير عند التخلص منها.

أدركت أن كل ما كنت أفعله يدخل في باب السحر والشعوذة، حتى وإن لم أكن أقصد ذلك. كثير من الممارسات مثل ترديد جمل معينة أو استخدام آيات قرآنية بعدد محدد، هي في الحقيقة طلاسم وأبواب للسحر. حتى اليوغا وبعض أنواع التأمل، تحمل في طياتها طقوسًا دينية غريبة لا علاقة لها بالإسلام.

التوبة والعودة إلى الطريق الصحيح

الحمد لله، في رمضان من هذا العام، منَّ الله عليّ بالتوبة. قررت ترك كل هذه الممارسات نهائيًا، والعودة إلى الله بصدق. لم يكن الأمر سهلاً، فقد استغرق الأمر أيامًا من المشقة النفسية، لكنني شعرت براحة وسكينة لم أشعر بها منذ سنوات.

لاحظت أن حياتي بدأت تتحسن تدريجيًا: صحتي النفسية والجسدية، علاقتي بأسرتي، وحتى نظرتي للحياة. أدركت أن القرآن الكريم لا يحتاج لأي إضافات أو طقوس غريبة، بل يكفي أن نقرأه ونتدبره كما أنزل.

نصيحة للباحثين عن الحقيقة

أوجه رسالتي لكل من يفكر في الدخول إلى عالم الطاقة، الشاكرات، اليوغا، أو قراءة التاروت: لا تغتروا بما يُروَّج لكم من أفكار براقة عن الروحانية أو التطوير الذاتي. كثير من هذه الممارسات تحمل في طياتها مخاطر كبيرة على الدين والنفس والعقل.

لا تصدقوا كل ما يُقال لكم، بل ابحثوا بأنفسكم، وعودوا إلى المصادر الموثوقة. الإسلام دين كامل لا يحتاج لأي إضافات من ثقافات أو ديانات أخرى. التحصين الحقيقي يكون بالقرآن، بالأذكار، وبالعودة إلى الله بصدق.

الخاتمة

تجربتي مع عالم الطاقة والشاكرات والتاروت كانت مريرة، لكنها كانت سببًا في هدايتي وعودتي إلى الطريق الصحيح. أرجو أن تكون قصتي عبرة لكل من يبحث عن الحقيقة، وأن يتجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي وقعت فيها. باب التوبة مفتوح دائمًا، والله رحيم بعباده، فعودوا إليه قبل أن تتيهوا في دروب مظلمة لا نهاية لها.

تذكير هام

  • لا تدخلوا في أي ممارسة روحية أو طقوس غريبة دون علم أو وعي.
  • ابحثوا دائمًا عن الحقيقة من مصادر موثوقة.
  • لا شيء يغنيكم عن القرآن الكريم والذكر والدعاء الصادق.
  • احذروا من استغلال النية الصافية في أمور قد تضر دينكم ودنياكم.

"لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" – القرآن الكريم

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك