تجربة مؤلمة: 13 سنة في عالم الطاقة والتنمية البشرية ثم العودة إلى الإيمان

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم الطاقة والتنمية البشرية بشكل كبير، وأصبحت تجذب الكثير من الشباب الباحثين عن معنى للحياة وإجابات لأسئلتهم الوجودية. في هذا المقال، نستعرض تجربة حقيقية لفتاة قضت 13 سنة في هذا المجال، ثم اكتشفت حقيقة ما كانت تعيشه، وعادت إلى دينها وأسرتها بعد رحلة طويلة من الشكوك والصدمات النفسية.

بداية الرحلة: الفضول والبحث عن الذات

بدأت القصة من فضول بسيط لدى فتاة في سن الخامسة عشرة، حيث كانت تبحث عن إجابات لأسئلتها الوجودية ولم تجدها في محيطها الأسري. لجأت إلى قراءة كتب الفلسفة والتنمية البشرية لتعزيز ثقتها بنفسها وفهم الحياة بشكل أعمق.

مع مرور الوقت، تعرفت على مفاهيم الطاقة والوعي، وبدأت تقرأ كتبًا مثل كتب أوشو، وتعمقت في موضوع الشاكرات، لكنها لم تمارس هذه الأمور بشكل عملي في البداية.

الانخراط في الدورات والمدربين

مع الوقت، شاركت في دورات لمدربين مشهورين في مجال الطاقة، مثل أحمد عمارة ووليد هاشم، وبدأت تمارس بعض التأملات. لاحظت أن بعض الأفكار التي تُطرح في هذه الدورات تتعارض مع تعاليم الدين، مثل فكرة تعدد الحيوات (الكرمة) أو أن الحجاب ليس فرضًا في كل زمان ومكان.

تأثرت أيضًا بكتب مثل "قوة الآن" لإيكهارت تول، وكتب تروج لإنكار السنة النبوية والتشكيك في صحة الأحاديث، مما زاد من حيرتها وابتعادها عن الدين.

التأثير السلبي على الحياة الشخصية والعائلية

مع مرور السنوات، بدأت تشعر بالعزلة والبعد عن الأهل والأصدقاء، حيث أصبح لديها شعور بالتفوق على الآخرين بسبب "مستوى وعيها". أدى ذلك إلى توتر في علاقاتها الأسرية والاجتماعية، حتى أنها فكرت في ترك الحجاب والهجرة من بلدها وقطع علاقتها مع والديها.

تقول الفتاة: "كلما ابتعدت عن هذه الممارسات، شعرت بتحسن، وكلما عدت إليها، زادت حالتي سوءًا. دخلت في اكتئابات وعزلة، وكنت أرى أن المشكلة في الآخرين وليس في الأفكار التي أتبناها".

الشك في العقيدة والابتعاد عن الدين

من أخطر ما مرت به الفتاة هو مرحلة الشك في العقيدة، حيث بدأت تنكر السنة النبوية وتشكك في صحة القرآن، متأثرة بأفكار بعض المدربين والكتب التي تروج لنسبية كل شيء، حتى الحلال والحرام.

توضح الفتاة أن بعض المدربين كانوا يروجون لفكرة أن الإنسان يجب أن يتبع حدسه فقط، وأن الوالدين ليس لهم فضل خاص، بل يجب أن نناديهم بأسمائهم لأنهم ربما ليسوا آباءنا الحقيقيين من منظور الحيوات السابقة.

لحظة الاستيقاظ والعودة

بعد 13 سنة من القراءة والممارسة، لم تجد الفتاة أي نتائج إيجابية ملموسة في حياتها، بل على العكس، زادت حالتها النفسية سوءًا. بدأت تشعر بأنها كانت تعيش في دوامة من الأوهام، وأن كل الأفكار التي بنت عليها حياتها كانت خاطئة.

تقول: "شعرت وكأن غشاوة أُزيلت عن عيني، ورأيت الحياة على حقيقتها لأول مرة. عدت للصلاة والدعاء، ووجدت في قنوات اليوتيوب والمجموعات الداعمة ما أعاد لي الثقة بنفسي وديني".

نصائح للممارسين والمترددين

توجه الفتاة نصيحة لكل من يمارس هذه الممارسات أو يفكر في الدخول فيها، بأن يبحث عن أصول هذه الممارسات ويمحص مصادرها. تؤكد أن الكثير من هذه الأفكار مستمدة من مصادر غير موثوقة أو حتى خطيرة، وأن العودة للدين والبحث عن الحقيقة في مصادرها الصحيحة هو الطريق الآمن.

كما تشدد على أهمية دور الأهل في متابعة أبنائهم وتحصينهم بعقيدة قوية تمكنهم من مواجهة الأفكار الدخيلة.

الخلاصة: رحلة البحث عن الحقيقة

تجربة هذه الفتاة تلخص رحلة كثير من الشباب اليوم، الذين يبحثون عن معنى للحياة في أماكن قد تضرهم أكثر مما تنفعهم. تؤكد التجربة أن العودة إلى الجذور والبحث عن الحقيقة في مصادرها الأصيلة هو السبيل للطمأنينة النفسية والاجتماعية.

في النهاية، تقول الفتاة: "الحمد لله أنني استيقظت قبل فوات الأوان، وعادت عائلتي معي أيضًا. أدعو كل من يمر بتجربة مشابهة أن يبحث بصدق، وألا يتردد في العودة إلى الطريق الصحيح".

"إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب، فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليمًا حكيمًا."

مصادر قد تهمك

• كتب نقدية عن التنمية البشرية والطاقة
• قنوات متخصصة في الرد على شبهات الطاقة والتنمية البشرية
• مجموعات دعم للعودة إلى الدين ومواجهة الشبهات الفكرية

إذا كنت تمر بتجربة مشابهة، تذكر أن البحث عن الحقيقة هو أول خطوة نحو النجاة، وأن العودة إلى الله تفتح لك أبواب السعادة والطمأنينة.