🔴 تجربة مؤلمة : 6 سنوات مع أحمد عمارة دمرتني وكرهت الدين وأصبت بأمراض نفسية وجسدية مدمرة
بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة في السنوات الأخيرة، انتشرت موجة كبيرة من دورات التنمية الذاتية و"الطاقة" عبر الإنترنت، خاصة على منصات مثل يوتيوب. كثيرو
تجربة مؤلمة: ست سنوات في عالم الطاقة والتنمية الذاتية - رحلة فقدان الإيمان والصحة
بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت موجة كبيرة من دورات التنمية الذاتية و"الطاقة" عبر الإنترنت، خاصة على منصات مثل يوتيوب. كثيرون وجدوا أنفسهم ينجذبون إلى هذه الدورات بدافع الفضول أو بحثًا عن حلول لمشاكلهم النفسية أو الجسدية. لكن، هل كل ما يُعرض علينا آمن وصحيح؟ وهل يمكن أن يكون لهذه الممارسات آثار سلبية عميقة على حياتنا وديننا وصحتنا؟
في هذا المقال، ننقل لكم تجربة "صلاح"، شاب قضى ست سنوات في متابعة محتوى الطاقة والتنمية الذاتية، شاركنا قصته المؤلمة بكل تفاصيلها، لتكون عبرة لكل باحث عن الحقيقة.
البداية: الفضول طريق إلى عالم مجهول
بدأت رحلة صلاح بدافع الفضول، حيث صادف فيديوهات لأحد المدربين المشهورين في مجال الطاقة والتنمية الذاتية. كان الحديث عن "تغيير القدر" و"قوة الكون" و"الطاقة"، مع استشهاد بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، مما جعل الأفكار تبدو مقنعة لمن لا يملك خلفية دينية قوية.
يقول صلاح:
"دخلتها من ناحية الفضول... تقدر تغير القدر؟! كيف؟ القدر مكتوب! لا، في طاقة! ولهذا بدأت أتابع وأطبق كل ما يُقال لي."
الانجراف خلف الأفكار: فقدان الإيمان والهوية
مع مرور الوقت، بدأ صلاح يلاحظ تغيرات جذرية في إيمانه ونظرته للحياة. أصبح يشك في كثير من الأمور الدينية، وبدأت الأفكار الوسواسية تسيطر عليه، حتى وصل به الحال إلى أن يخاف من قراءة القرآن أو أداء الصلاة بشكل طبيعي.
"كنت أصلي ولكن الإيمان يزول مع الوقت... بدأت أبتعد عن أهدافي في الحياة ظنًا أن التعلق بها ضعف إيمان... أصبحت أرى مستقبلي يضيع أمامي."
تسببت تمارين الطاقة والتخيلات التي كان يمارسها في دخول صلاح في دوامة من الوساوس الفكرية والعقدية، حتى وصل به الحال إلى الشك في كل شيء، والشعور الدائم بالخوف والقلق.
الانعزال والاكتئاب: أمراض نفسية وجسدية
لم تتوقف آثار هذه التجربة عند الجانب الديني فقط، بل امتدت لتشمل الصحة النفسية والجسدية. بدأ صلاح يعاني من أعراض جسدية خطيرة مثل شلل جزئي في الرجل، اعوجاج في العمود الفقري، تغير لون الوجه والعينين، وتساقط الشعر. كما ظهرت عليه أعراض نفسية شديدة مثل الاكتئاب، الوسواس القهري، الخوف من الناس، وحتى أفكار الانتحار.
"أصبحت موسوسًا في كل شيء، حتى الأكل والشرب... فقدت اللذة في الحياة، وأصبحت أفكر في الموت باستمرار."
فقدان الثقة في العلاج
حاول صلاح اللجوء إلى أطباء ومعالجين نفسيين، لكنه فقد الثقة فيهم بسبب سوء التشخيص أو عدم فهمهم لحالته. حتى وجد أخيرًا معالجًا نفسيًا حقيقيًا ساعده في فهم ما يمر به، وأكد له أن ما يعانيه هو نتيجة مباشرة لممارسات الطاقة والتخيلات غير الواقعية.
جذور المشكلة: هشاشة دينية وثقافية
أشار صلاح إلى أن أحد أسباب انجرافه وراء هذه الدورات هو ضعف الخلفية الدينية والتربوية، حيث لم يتلقَ تعليمًا دينيًا قويًا أو فهمًا صحيحًا للعقيدة. استغل بعض المدربين هذا الضعف، فخلطوا بين الدين وأفكار الطاقة والتنمية الذاتية، مما زاد من حيرة المتابعين.
"كنت أظن أن ما أفعله هو الطريق الصحيح للعبادة، بسبب استخدامهم للآيات والأحاديث... لكن في الحقيقة، كنت أدمر نفسي وأبتعد عن ديني."
خسائر فادحة: ماذا خسر صلاح خلال ست سنوات؟
عندما سُئل صلاح عن خسائره خلال هذه السنوات، أجاب بكل صراحة:
- خسرت إيماني بالله.
- خسرت مستقبلي.
- خسرت صحتي النفسية والجسدية.
- خسرت علاقاتي الاجتماعية.
- خسرت نفسي.
يقول:
"أصبحت وحيدًا، منعزلًا، أعيش في أوهام، وأفقد كل شيء جميل في الحياة."
رسالة تحذير: لا تنخدعوا بالمسميات
يحذر صلاح الجميع من الانجراف وراء المسميات البراقة مثل "مدرب"، "دكتور"، أو "خبير طاقة"، مؤكدًا أن كثيرًا منهم لا يملكون أي مؤهلات علمية أو دينية حقيقية، وأن العلاج الحقيقي يكون لدى الأطباء والمعالجين النفسيين المعتمدين.
"لا تنخدعوا بالمسميات، ولا تبحثوا عن العلاج إلا في الأماكن المعتمدة والموثوقة."
العودة إلى الطريق الصحيح: التوبة والاستشفاء
بحمد الله، وبعد ست سنوات من المعاناة، استطاع صلاح أن يخرج من هذا النفق المظلم بفضل الله أولًا، ثم بفضل نصائح بعض القنوات الهادفة والمعالجين النفسيين الموثوقين. بدأ رحلة التعافي بإعادة بناء علاقته مع الله، والعودة للقرآن الكريم، والبحث عن العلم الشرعي الصحيح، بالإضافة إلى العلاج النفسي والطبي.
"الحمد لله، الآن بدأت أعود للحياة، أخرج وأقابل الناس، وأتابع علاجي الطبي والنفسي."
نصائح عملية لمن وقعوا في نفس الفخ
- لا تتردد في طلب المساعدة من معالج نفسي أو طبيب مختص.
- ابتعد عن دورات الطاقة والتنمية الذاتية غير المعتمدة.
- اقرأ القرآن يوميًا، واطلب العلم الشرعي من مصادر موثوقة.
- لا تجعل التجربة المؤلمة محطة دائمة في حياتك، بل اجعلها عبرة وانطلق نحو مستقبل أفضل.
- احذر من العزلة، وحاول الاندماج تدريجيًا في المجتمع.
- لا تنخدع بالمصطلحات البراقة أو الألقاب الزائفة.
- تذكر أن العلاج الحقيقي يبدأ من الاعتراف بالمشكلة وطلب المساعدة.
رسالة صلاح الأخيرة
يختم صلاح تجربته برسالة صادقة لكل من يفكر في دخول عالم الطاقة أو من يعيش نفس التجربة:
"أقسم بالله، ما تجنيه من الطاقة ليس مالًا ولا صحة ولا إيمانًا، بل أمراض نفسية فقط. العلاج في العودة إلى الله، وطلب العلم الصحيح، والعلاج النفسي والطبي. لا تكرروا خطئي، واعتبروا من قصتي."
الخلاصة
تجربة صلاح ليست حالة فردية، بل تعكس معاناة كثيرين انجرفوا وراء أفكار الطاقة والتنمية الذاتية غير المنضبطة. الحل يكمن في تعزيز الوعي الديني والثقافي، وعدم الانجرار وراء كل جديد دون تحقق أو علم. العودة إلى الله، وطلب العلم من مصادره الصحيحة، واللجوء إلى المختصين عند الحاجة، هي الضمانة الحقيقية لصحة النفس والدين والجسد.
اللهم احفظ شبابنا وبناتنا من كل فتنة، واهدنا جميعًا إلى الصراط المستقيم.