🔴 تجربة مؤلمة: بدأت بالجذب 12 سنة في الطاقة جعلتني غير مسلمة وأثره وصل لأطفالي ومدربة سعودية دمرتني
مقدمة في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم مثل "قانون الجذب" و"مدارس الطاقة" و"الوعي" بشكل كبير في العالم العربي، وأصبحت تجذب الكثيرين بحثًا عن السعادة،
تجربة 12 سنة في مجال الطاقة وقانون الجذب: رحلة ضياع وعودة إلى الإيمان
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم مثل "قانون الجذب" و"مدارس الطاقة" و"الوعي" بشكل كبير في العالم العربي، وأصبحت تجذب الكثيرين بحثًا عن السعادة، النجاح، أو حتى الشفاء النفسي والجسدي. في هذا المقال، ننقل لكم تجربة حقيقية مؤلمة لامرأة سعودية قضت 12 سنة في هذا المجال، لتكتشف في النهاية حجم الخسائر التي لحقت بها وبعائلتها، وكيف أثرت هذه الممارسات على دينها وعلاقاتها وحياتها النفسية.
كيف بدأت الرحلة؟
تقول صاحبة التجربة: "دخلت هذا المجال بدافع الفضول. كنت أبحث عن الكمال، مثل كثير من الناس، وأحاول سد النقص في حياتي. أول ما جذبني كان قانون الجذب، وبدأت أقرأ الكتب وأتابع المدربين وأحضر الدورات، مقتنعة بأنني إذا ركزت على شيء بقوة وكررت العبارات أمام المرآة، فسوف يتحقق لي ما أريد."
في البداية، شعرت أن الأمور تسير كما تتمنى. بعض الأشياء التي كانت تتخيلها وتتمناها تحققت، مما عزز إيمانها بقوة هذه الممارسات. ولكن سرعان ما بدأت تلاحظ أن ما حصلت عليه لم يكن كما توقعت، بل كان سببًا في تدميرها النفسي والاجتماعي.
الانحدار إلى الأعماق
مع مرور الوقت، أصبحت صاحبة التجربة أكثر انغماسًا في الدورات والكورسات، ودفعت مبالغ طائلة للحصول على "أسرار جديدة" من المدربين. بدأت تلاحظ أن هناك جانبًا خفيًا في هذه الدورات لا يُقال للعامة، بل يُباع بمبالغ كبيرة، ويُطلب من المشاركين عدم مشاركته مع الآخرين.
تقول: "بدأت ألاحظ أن المدربة التي كنت أتابعها، والتي كانت مشهورة جدًا، بدأت تروج لممارسات غريبة مثل الاستماع لموسيقى معينة بأرقام محددة، وشرب كميات كبيرة من الماء أثناء الجلسات، والقيام بطقوس في أماكن مظلمة. كانت تبرر ذلك بأن المجتمع غير مستعد لسماع هذه الأسرار علنًا."
ومع الوقت، بدأت ترى تغيرات مخيفة في حياة من حولها ممن اتبعوا نفس الطريق، حتى أن بعضهم انقلب على دينه وقيمه، وبدأ يشكك في أبسط العبادات مثل الصلاة والصيام.
فقدان الهوية الدينية والاجتماعية
واحدة من أخطر نتائج الانغماس في هذه الممارسات كانت فقدان الإيمان والشعور بالانتماء الديني. تصف صاحبة التجربة كيف بدأت تشعر بثقل الصلاة والصيام، وأصبحت ترى الدين عبئًا عليها، بل وتمنت في بعض الأحيان أن تتخلى عن هذه العبادات.
تقول: "بعد سنوات من الممارسة، وجدت نفسي أعيش بلا معنى. فقدت الإحساس بأطفالي، بعائلتي، وبكل من أحب. أصبحت أرى كل شيء حولي عبئًا يعيقني عن تطوير نفسي، حتى أطفالي شعرت أنهم حمل ثقيل علي."
كما أثرت هذه الممارسات على علاقاتها الأسرية، فبدأت تبتعد عن أهلها وزوجها، وأصبحت تعتقد أن كل مشاكلها سببها "البرمجة" التي تلقتها من أسرتها ومجتمعها، وأن الحل هو قطع هذه الروابط والتركيز على الذات فقط.
التأثير النفسي والجسدي
لم تقتصر الأضرار على الجانب الديني والاجتماعي فقط، بل امتدت لتشمل الصحة النفسية والجسدية. عانت من القلق المستمر، الكوابيس، الشعور بعدم الأمان، وأعراض جسدية غريبة لا يجد لها الأطباء تفسيرًا. كما لاحظت أن أطفالها بدأوا يعانون من مشاكل صحية ونفسية مشابهة، رغم أن الفحوصات الطبية لم تظهر شيئًا محددًا.
تقول: "كنت أعيش في دوامة من القلق والبحث عن حلول لمشاكل وهمية. كل سنة تمر كنت أعتقد أنني سأصل إلى السعادة أو الشفاء، لكنني كنت أغرق أكثر في الضياع."
كيف كانت العودة؟
الصدمة الكبرى جاءت عندما بدأت تشك في صحة هذا الطريق، خاصة بعد أن لاحظت أن المدربين أنفسهم لم يصلوا إلى السعادة أو النجاح الذي يروجون له، بل استمروا في بيع الأوهام للآخرين. بدأت تشعر أن هناك شيئًا خاطئًا، وأن كل ما تعلمته كان بعيدًا عن الفطرة والدين.
تقول: "أدركت أنني ضيعت 12 سنة من عمري وعمر أطفالي في وهم. عدت إلى الله، وبدأت أستعيد إيماني وراحتي النفسية. شعور الطمأنينة بوجود الله حولي لا يضاهيه أي شيء تعلمته في تلك السنوات."
رسائل ونصائح من قلب التجربة
في نهاية حديثها، وجهت رسائل قوية لكل من يفكر في دخول هذا المجال أو يعيش في المنطقة الرمادية بين التصديق والتكذيب:
- للممارسين الحاليين:"نحن سلكنا هذا الطريق قبلكم، ولم نجد فيه إلا الضياع. ستستيقظ يومًا وتكتشف أن سنوات من عمرك ضاعت وأنت تركض خلف سراب. لن تصل إلى شيء، وستفقد دينك وراحتك النفسية وعلاقاتك."
- للمترددين أو من هم في بداية الطريق:"اهرب! لا تجرب حتى الخطوة الأولى. الألم الذي ستشعر به لا يمكن وصفه بالكلمات. كل من دخل هذا المجال فقد شيئًا من نفسه أو دينه أو علاقاته."
- عن المدربين:"الكثير من المدربين يبيعون الوهم، ويعرفون كيف يستدرجونك عاطفيًا. لا تصدق أن هناك سرًا أو طاقة ستغير قدرك أو حياتك. لو كان ذلك ممكنًا لوصلوا هم قبلك."
- عن العودة:"العودة إلى الله والشعور بمعيته ورضاه هو أعظم نعمة. لا شيء يعوض سنوات الضياع، لكن الله غفور رحيم، يقبل التوبة ويعوضك خيرًا إذا صدقت في رجوعك."
الخلاصة
تجربة 12 سنة في مجال الطاقة وقانون الجذب لم تكن رحلة تطوير أو سعادة كما يُروج لها، بل كانت رحلة فقدان للهوية، وضياع للدين، وتدمير للعلاقات والصحة النفسية والجسدية. الرسالة الأهم: لا تغتر بالشعارات البراقة، ولا تفرط في دينك وهويتك من أجل سراب. استعن بالله، وكن واثقًا أن الطمأنينة الحقيقية في القرب من الله والرضا بقضائه وقدره.
نصيحة أخيرة:إذا كنت تمارس أو تفكر في ممارسة أي من هذه الممارسات، التزم بالدعاء:
"اللهم أرني الحق حقًا وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلًا وارزقني اجتنابه."والتزم بعباداتك وقراءة القرآن، ولا تترك نفسك للهوى أو للمدربين الذين يبيعون الأوهام.
ختامًا:هذه التجربة ليست دعوة للخوف، بل للعبرة والتأمل. استفد من تجارب الآخرين، وكن حذرًا في اختيار طريقك، فبعض الطرق قد تبدو براقة في البداية، لكنها تحمل في طياتها الكثير من الألم والضياع.
"إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب، فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليمًا حكيمًا."