🔴 تجربة مؤلمة : بدأت الطاقة بي لعبة ثم تطوير الذات ثم اليوغا ثم الشاكرات ثم أصبحت قارئة تاروت

بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة تبدأ الكثير من القصص المؤلمة بفضول بسيط، يتحول مع الوقت إلى تجربة عميقة قد تغير حياة الإنسان رأسًا على عقب. في هذا المق

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
5 دقائق

تجربة مؤلمة: من ألعاب الطاقة إلى التوبة والعودة للطريق الصحيح

بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة

مقدمة

تبدأ الكثير من القصص المؤلمة بفضول بسيط، يتحول مع الوقت إلى تجربة عميقة قد تغير حياة الإنسان رأسًا على عقب. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع عالم الطاقة، وكيف دخلت إليه من باب الفضول، ثم تعمقت في اليوغا والشاكرات، وانتهى بي المطاف إلى قراءة التاروت، قبل أن أكتشف الحقيقة وأتوب وأعود إلى الطريق الصحيح. أروي هذه القصة للعبرة والتحذير، ولعلها تكون نورًا لمن يسير في هذا الطريق دون علم بحقيقته.

البداية: لعبة بريئة تتحول إلى إدمان

كل شيء بدأ في سن المراهقة، حين كنت في السادسة عشرة من عمري. كنا نلعب في المدرسة لعبة شهيرة تُعرف باسم "ويجي بورد" (لوحة الويجا)، وهي لعبة يُقال إنها تتيح التواصل مع العالم الآخر. كنا نستخدم ورقة وقلم ونضع عملة معدنية ونحركها بأصابعنا، لنرى كيف "تتحرك" وتكتب الحروف. في البداية كان الأمر مجرد تسلية، لكن سرعان ما بدأت أشعر بالخوف عندما لاحظت أن العملة تتحرك لتكتب اسمي.

توقفت عن اللعب لفترة، لكن الفضول والخوف تحولا إلى إدمان. أصبحت أنتظر بفارغ الصبر العودة إلى المنزل لأمارس هذه اللعبة في الظلام ومع الشموع. لم يخبرني أحد عن خطورة هذا الأمر، ولم أكن أعلم أنني أفتح بابًا سيصعب علي إغلاقه لاحقًا.

من تطوير الذات إلى عالم الطاقة

مع مرور الوقت، تركت لعبة الويجا، لكنني وجدت نفسي أبحث عن تطوير الذات وقراءة الكتب المتعلقة بذلك. دخلت عالم اليوغا والشاكرات، وبدأت أتعلم تمارين التأمل وفتح "الشاكرات"، حتى أصبحت لدي حساسية مفرطة في الحواس الخمس، خاصة الشم والتذوق.

كان هناك من يشجعني على الاستمرار، وكنت أظن أنني أساعد نفسي والآخرين. بدأت أقرأ الكف والفنجان والتاروت، وكنت أعتقد أن هذه "هبة" من الله. كان من حولي يصدقون قراءتي ويعتبرونني "روحانية"، وكنت أظن أنني أؤدي خيرًا للناس.

ازدواجية الممارسة: بين الصلاة والطاقة

الأخطر في الأمر أنني كنت أمارس هذه الطقوس الروحانية وفي نفس الوقت أصلي وأقرأ القرآن. كان الشيطان يزين لي أنني أساعد الناس وأنني قريبة من ربي، وأن اليوغا والتأمل مجرد وسائل إضافية للتقرب إلى الله. حتى أنني كنت أكرر بعض الآيات بعدد معين أو في أوقات معينة، معتقدة أن ذلك يجذب الطاقة الإيجابية، دون أن أدرك أنني أقع في فخ خطير.

آثار خطيرة: كوابيس، اكتئاب، وأمراض نفسية

مع مرور السنوات، بدأت أعاني من أعراض غريبة: رؤية أشياء غير موجودة، سماع أصوات داخلية، كوابيس متكررة، خوف غير مبرر، وآلام جسدية. أصبحت حياتي معطلة، وعلاقاتي الاجتماعية متدهورة، حتى علاقتي مع والدتي ساءت كثيرًا.

حاولت العلاج النفسي، لكنني وجدت أن كثيرًا من المدارس النفسية بعيدة عن الدين، وتبعدني عن ربي بدل أن تقربني منه. تم تشخيصي خطأً باضطراب ثنائي القطب، ثم تبين لاحقًا أن الأمر مجرد فرط حركة وانتباه (ADHD). عانيت من اكتئاب حاد، وفكرت في إنهاء حياتي أكثر من مرة دون سبب واضح.

العودة إلى الله: التوبة والشفاء

بعد 11 سنة من الضياع بين الطاقة والتأمل والتاروت، جاء الفرج في شهر رمضان. قررت التوبة وترك كل هذه الممارسات، رغم الصعوبات النفسية والجسدية التي واجهتها في البداية. شعرت بتحسن كبير منذ اليوم الأول، وبدأت أموري تتصلح تدريجيًا.

اكتشفت أن كل ما كنت أمارسه من يوجا، شاكرات، قراءة تاروت، وحتى استخدام الأحجار الكريمة وقانون الجذب، ما هو إلا أوهام وطلاسم قد تؤدي إلى الشرك بالله. القرآن الكريم يكفينا، ولا حاجة لتكرار آيات بعدد معين أو في أوقات محددة لجلب الطاقة أو الحماية.

حقائق مهمة عن عالم الطاقة والشاكرات

  • الشاكرات: لا وجود علمي أو ديني لما يسمى الشاكرات. هي بوابات يُقال إنها تفتح للطاقة، لكنها في الحقيقة تضعف التحصين الروحي وتعرض الإنسان لمخاطر نفسية وروحية.
  • العين الثالثة: كثير من الممارسين يظنون أنهم يكتسبون قدرات خارقة أو يرون عوالم أخرى، لكن الحقيقة أن هذه مجرد أوهام أو تلاعبات شيطانية.
  • التاروت والفلك: قراءة التاروت أو الخرائط الفلكية ليست إلا نوعًا من الدجل والشعوذة، وقد حذر منها الإسلام بشدة، واعتبر من يصدق بها أو يمارسها قد ارتكب إثمًا عظيمًا.
  • الأحجار الكريمة: الاعتقاد بأن الأحجار تنفع أو تضر من دون الله هو نوع من الشرك.
  • قانون الجذب: الاعتماد على تكرار جمل أو آيات لجلب ما نريده هو انحراف عن التوكل على الله.

نصائح وتحذيرات

  • ابحث بنفسك: لا تصدق كل ما يقال لك عن الطاقة أو اليوغا أو التاروت. ابحث واسأل أهل العلم الموثوقين.
  • لا تدخل هذا العالم: مهما بدا لك بريئًا أو مفيدًا، فإن عواقبه وخيمة على النفس والدين.
  • العودة إلى الله: باب التوبة مفتوح دائمًا، مهما طال بك الضياع. العودة إلى الصلاة والقرآن والذكر هي الحماية الحقيقية.
  • لا تخلط بين الدين وهذه الممارسات: لا يوجد في الإسلام ما يسمى طاقة أو شاكرات أو عين ثالثة. الدين واضح وبسيط، فلا تخلطه بأفكار دخيلة.

خاتمة

تجربتي مع عالم الطاقة واليوغا والشاكرات والتاروت كانت مؤلمة وصعبة، لكنني أحمد الله أن أنار بصيرتي وأعادني إلى الطريق الصحيح. أكتب هذه الكلمات لأحذر كل من يفكر في دخول هذا العالم، أو يعيش فيه دون أن يدرك حقيقته. لا يوجد سعادة ولا شفاء إلا بالقرب من الله، وكل ما عدا ذلك وهم وزيف قد يدمر حياتك ونفسك ودينك.

اللهم لك الحمد على الهداية، ونسأل الله أن يثبتنا جميعًا على الحق وينير بصائرنا.

"إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما."(سورة النساء: 17)

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك