🔴 تجربة مؤلمة : بسبب الطاقة نمت بالمستشفى وحياتي تدمرت ولم أحقق شيء واحد أذكره
بقلم: إحدى المتعافيات من تجارب الطاقة – قناة سحر اليوغا والطاقة في السنوات الأخيرة، انتشرت مدارس الطاقة والتنمية البشرية بشكل واسع في العالم العربي.
تجربة مؤلمة مع مدارس الطاقة والتنمية البشرية: رحلة بين الأمل والمعاناة
بقلم: إحدى المتعافيات من تجارب الطاقة – قناة سحر اليوغا والطاقة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت مدارس الطاقة والتنمية البشرية بشكل واسع في العالم العربي. كثيرون دخلوا هذه المجالات بدافع الفضول أو بحثًا عن التغيير والتحسن الذاتي، لكن القليل منهم يتحدث عن التجارب المؤلمة التي قد يمر بها البعض. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع هذه المدارس، من البداية وحتى النهاية، بكل ما فيها من آمال، خيبات، وأضرار صحية ونفسية.
كيف بدأت القصة؟
قبل خمس سنوات، كنتُ طالبة طب، أعيش حالة من الانعزال عن الدين، أكتفي بالصلاة دون قراءة مستمرة للقرآن أو الأذكار. في تلك الفترة، بدأت أقرأ كتبًا عن العقل الباطن وقوانين الجذب، وكنت معجبة بمحاضرات بوب بروكتور وغيره من رواد التنمية البشرية. كنت أبحث عن طرق للسيطرة على أفكاري وتحسين واقعي المالي والشخصي.
خلال دراستي، ابتعدت أكثر عن الممارسات الدينية، وانغمست في عالم التنمية الذاتية. نصحتني إحدى الصديقات بمتابعة شخصية صوفية على السوشيال ميديا، وبدأت أتابعها دون معرفة حقيقية بماهية التصوف أو خلفياته.
الانجراف نحو طقوس الطاقة
في البداية، كان الحديث كله عن القرآن والأحاديث، وكان هناك انسجام كبير مع المجموعة. بدأت معهم في ممارسة "تنظيف المقامات السبعة"، حيث يُقال إن لكل مقام تنظيفًا معينًا وأذكارًا بعدد محدد. مع الوقت، بدأت أشعر بإرهاق نفسي وجسدي شديد، لكن قيل لي إن هذا طبيعي بسبب "تنظيف الروح والحزن والصدمات".
انتقلت بعدها إلى تمارين التأمل، والتي كانت قوية جدًا، وبدأت أمارسها دون فهم حقيقي لما يجري. لاحقًا، عرفت أن هذه التمارين تتعلق بموجات "سيتا" في الدماغ، وهي حالة استرخاء عميقة يُقال إنها تساعد على البرمجة العقلية.
الأعراض الجسدية والنفسية
مع استمرار الممارسات، بدأت تظهر عليّ أعراض غريبة:
- إرهاق شديد: لم أعد أستطيع الذهاب إلى العمل في اليوم التالي بعد جلسات الطاقة.
- آلام في الظهر والبطن وانتفاخ في الجسم.
- تساقط الشعر وظهور الشيب بكثرة رغم صغر سني.
- أرق شديد: لم أعد أستطيع النوم ليلاً، وكنت أحتاج للأدوية حتى أستطيع النوم.
- كوابيس متكررةوتحرشات في المنام، وشعور بوجود كائنات غريبة حولي.
- أفكار سلبية مستمرة، حتى وصلت إلى حد التفكير في إيذاء نفسي أو من حولي.
- عزلة اجتماعية: لم أعد أتحمل أصوات أطفالي أو حتى ضوء الشمس.
وصلت حالتي إلى حد دخول المستشفى لمدة أسبوع، حيث عجز الأطباء عن تشخيص حالتي، وكل التحاليل كانت طبيعية تقريبًا. لم أكن أتناول سوى الماء والخضار، ومع ذلك زاد وزني بشكل غير منطقي.
تصاعد الأزمة: من الطاقة إلى جلسات "الأكسس بارز"
بعد خروجي من تجربة الطاقة الأولى، نصحتني إحدى الصديقات بتجربة "الأكسس بارز"، وهي تقنية أخرى يُقال إنها تزيل الحواجز الذهنية وتحقق الاستحقاق والوفرة. خضعت لجلسات الأكسس، وشعرت في البداية بتحسن مؤقت، لكن سرعان ما عادت الأعراض بقوة أكبر: سخونة شديدة، انتفاخ الجسم، آلام في المعدة، وأفكار سلبية لا تتوقف.
حاولت قراءة القرآن أثناء الجلسات، فلاحظت المدربة ذلك وطلبت مني التوقف عن الذكر، مما أثار استغرابي وخوفي. بعد الجلسة، شعرت بأن هناك شيئًا غريبًا يرافقني حتى في المنزل، وازدادت الأعراض سوءًا.
العودة إلى القرآن: بداية التعافي
في لحظة يأس، قررت العودة إلى القرآن وبدأت أستمع لسورة الأنعام بصوت مؤثر. شعرت برعشة شديدة في جسدي، وألم شديد في الظهر والبطن، لكن مع الاستمرار في القراءة والدعاء، بدأت الأعراض تخف تدريجيًا. استعنت بأحد المشايخ الذي أكد لي أن ما مررت به هو نوع من "المس" أو التأثر الروحي السلبي، ونصحني بالاستمرار في الرقية والقرآن.
مع الوقت، بدأت أستعيد عافيتي تدريجيًا، وعادت لي الذاكرة والتركيز، وبدأت أستوعب حجم الخطر الذي كنت فيه.
تحليل التجربة: هل هناك إيجابيات؟
عند سؤالي عن الإيجابيات التي جنيتها من هذه التجربة، أستطيع القول إن التأثير الإيجابي كان مؤقتًا جدًا، لا يتعدى شهرًا في أفضل الأحوال. ربما ساعدتني بعض الكتب في فهم أهمية احترام الذات وعدم البحث عن رضا الآخرين، لكن سرعان ما تحولت هذه المفاهيم إلى نوع من النرجسية والعزلة.
أما السلبيات، فكانت كارثية: ضعف الشخصية، زيادة الحساسية، عزلة عن المجتمع، مشاكل صحية ونفسية خطيرة، وتدمير العلاقات الأسرية.
لماذا يصر البعض على الاستمرار رغم الأذى؟
لاحظت أن كثيرًا ممن دخلوا هذه المجالات يصرون على الاستمرار رغم ظهور الشكوك والأعراض السلبية. يعود ذلك إلى عدة أسباب:
- الأمل في التغيير السريع: كثيرون يبحثون عن حلول سحرية لمشاكلهم.
- غسيل دماغ: يتم إقناع الممارسين بأنهم يحملون وعيًا أعلى من الآخرين، وأن من ينتقدهم "غير واعٍ".
- الخوف من الاعتراف بالخطأ: البعض لا يريد الاعتراف بأنه ضيع سنوات من عمره في طريق خاطئ.
- المكاسب المادية: بعض المدربين يحققون أرباحًا كبيرة من الدورات، مما يدفعهم للاستمرار والترويج.
نصيحتي للباحثين عن الطاقة والتنمية البشرية
- لا تبحث عن الحلول السحرية: لا يوجد طريق مختصر للسعادة أو النجاح. التغيير الحقيقي يحتاج إلى صبر وعمل جاد.
- استشر مختصين حقيقيين: إذا كنت تعاني من صدمات أو مشاكل نفسية، الجأ إلى طبيب نفسي مختص.
- احذر من العزلة: هذه المدارس قد تدفعك إلى الانعزال عن المجتمع والأسرة، مما يزيد من معاناتك.
- تمسك بكتاب الله وسنة رسوله: العودة إلى القرآن والسنة هي الطريق الحقيقي للراحة النفسية والسكينة.
- احذر على أولادك: لا تدخليهم في دوامة الطاقة والوعي الزائف، فهم أمانة في عنقك.
الخلاصة
تجربتي مع مدارس الطاقة والتنمية البشرية كانت مؤلمة ومدمرة على جميع المستويات. لم أجد فيها إلا الخسارة الصحية والنفسية والاجتماعية. الطريق الوحيد للراحة الحقيقية هو العودة إلى الله، والرضا بما قسمه الله لنا، والعمل الجاد على تطوير النفس من خلال العلم الصحيح والمصادر الموثوقة.
أسأل الله أن يحفظ الجميع من كل شر، وأن ينير بصيرتنا للحق، وأن تكون هذه التجربة عبرة لكل من يفكر في دخول هذه الدوامة.
"إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليمًا حكيمًا."
شاركوا هذه التجربة مع من تحبون، فقد تكون سببًا في إنقاذ شخص من طريق مظلم.