تجربة مؤلمة: ضحية تنظيف الرحم والشاكرات والطاقة تروي قصتها

في هذا المقال، ننقل لكم تجربة حقيقية ومؤثرة لسيدة خاضت رحلة صعبة مع ما يُسمى بـ"تنظيف الرحم والشاكرات والطاقة"، وكيف أثرت هذه الممارسات على حياتها النفسية والجسدية والدينية. القصة مليئة بالدروس والعبر لكل من قد يغويه مثل هذا الطريق أو يفكر في خوض تجارب مشابهة دون وعي أو علم.

بداية القصة: اكتئاب ما بعد الولادة والبحث عن حل

تبدأ القصة بسيدة متزوجة وأم لطفلة صغيرة، عانت بعد الولادة من اكتئاب شديد استمر معها أكثر من عام ونصف. تقول:

"كنت أعاني من اكتئاب بشع، حتى وصلت بي الأفكار إلى أنني أتمنى الموت لي ولابنتي، حتى لا تعاني بعدي."

هذه المشاعر الصعبة كانت نتيجة اضطرابات هرمونية بسبب الرضاعة الطبيعية، ونقص فيتامين د، وأنيميا، ومشاكل في الغدة الدرقية. ورغم محاولاتها التقرب إلى الله وقراءة القرآن، إلا أن الاكتئاب كان أقوى من قدرتها على تجاوزه بمفردها.

اللجوء إلى التأمل والطاقة

مع الوقت، بدأت تسمع عن التأمل وفوائده عبر الإنترنت، خاصة "تأمل القلبين التوأمين" الذي يروج لنشر الحب والطاقة الإيجابية. جربت التأمل وشعرت براحة مؤقتة. ثم تعرفت على كورسات "تشافي جرح الأم" و"تفعيل طاقة الأنوثة" و"تنظيف طاقة الرحم"، والتي كانت تقدمها مدربة عبر الإنترنت بأسعار باهظة وصلت إلى آلاف الدولارات.

تقول:

"بدأت أنجرف مع المدربة، وأخذت كورسات عن الأنوثة المقدسة وكشفت طاقة الرحم... لكني بدأت أشعر بالخوف والريبة، خاصة مع طقوس غريبة مثل الصلاة للملكة، البخور، والشموع."

طقوس غريبة وتجارب روحية مشبوهة

خلال الكورسات، تم إدخالها في جلسات تأملية تدّعي الدخول إلى "رحمها الروحي"، حيث رأت أماكن مظلمة وشخصيات غريبة مثل "ميرنا" التي ظهرت لها بملابس تشبه ملابس الكنيسة. كانت تُطلب منها محادثة هذه الشخصيات والحصول على إلهامات منها.

تصف شعورها:

"كنت أشعر أن هناك شيئًا خاطئًا، لكني استمريت لأنني كنت أبحث عن الشفاء. بعد كل جلسة، كان يُقال لي إن كل ما أريده سيتحقق، وفعلاً بدأت أشعر بتحسن نفسي مؤقت."

انحرافات أخلاقية وفكرية

مع الوقت، بدأت تلاحظ أفكارًا مشبوهة تُروج في هذه الكورسات، مثل تفعيل "شاكرا الجنس" عبر الامتاع الذاتي، والتقليل من قيمة الزواج والأسرة، ونشر فكرة أن معظم الناس نرجسيون ويجب الابتعاد عنهم.

تقول:

"شعرت أن الهدف هو دفع النساء لكره الزواج والإنجاب، ونشر أفكار غريبة عن الطاقة والجنس والروحانية."

الصراع الداخلي والعودة إلى الله

مع اقتراب شهر رمضان، بدأت تشعر بصراع داخلي قوي بين ما تعلمته في طفولتها من قيم دينية، وبين ما يُروج له في هذه الدورات. لاحظت أن المدربة تتحدث عن الله بطريقة غير لائقة، وتدعو إلى التشكيك في الإيمان.

تقول:

"دخلت في صراع داخلي، وبدأت أصلي وأستخير الله كثيرًا. في رمضان، لاحظت أن كل هذه الطقوس توقفت، ولم أعد أشعر بأي طاقة أو حضور للشخصيات التي كانت تظهر لي في التأمل."

تدهور صحي مفاجئ

بعد قرارها التوقف عن هذه الممارسات، تعرضت لمشاكل صحية شديدة، مثل سقوط الشعر وإصابتها بعرق النسا، حتى لم تعد قادرة على الحركة. ذهبت للطبيبة، وأكدت الفحوصات وجود التهابات شديدة في العصب الوركي ونصحتها بالعلاج الطبيعي والحقن.

لكنها تقول:

"كنت أبكي وأدعو الله في الليل، وفجأة شعرت بإلهام أن أستخدم ماء القرآن. بدأت أقرأ عليه آيات السكينة والحسد والسحر والعين، وأشربه وأعطيه لابنتي."

الشفاء المفاجئ واليقين

بعد الاستمرار على ماء القرآن والرقية الشرعية، لاحظت تحسنًا كبيرًا، حتى أن الفحوصات الجديدة أظهرت اختفاء المشاكل الصحية التي كانت تعاني منها. كما رأت حلمًا يؤكد لها أن الشفاء كان من عند الله.

تقول:

"اختفى الألم وسقوط الشعر، وأدركت أن كل ما كنت أبحث عنه من طاقة وشفاء كان وهمًا، وأن الشفاء الحقيقي بيد الله وحده."

الدروس المستفادة والتحذيرات

في نهاية تجربتها، تحذر السيدة من الانجراف وراء مدربي الطاقة والشاكرات والتنظيف الروحي، خاصة من يروجون لأفكار وطقوس غريبة تخالف الدين والعقل.

تلخص نصيحتها:- لا تلجأوا لمثل هذه الدورات أو المدربين مهما كانت وعودهم براقة.- الشفاء الحقيقي في التقرب إلى الله، والصلاة، والقرآن، والاستشارة الطبية عند الحاجة.- احذروا من أي طقوس أو أفكار تدعو للشرك أو التشكيك في العقيدة.- لا تتبعوا أي شخص يدعو للانحراف الأخلاقي أو الفكري تحت مسمى "الطاقة" أو "التشافي".

خلاصة

هذه القصة تذكرنا بأهمية الوعي والتحقق قبل خوض أي تجربة روحية أو علاجية، خاصة إذا كانت تتعارض مع القيم الدينية أو المنطقية. لا يوجد شفاء حقيقي إلا فيما شرعه الله، ولا دواء إلا فيما أباحه الطب والعلم. فلنحذر من الدجالين ومدربي الطاقة الذين يستغلون حاجات الناس النفسية والمادية.

"الدعاء موجود، والقرآن موجود، والله أقرب إلينا من حبل الوريد."

شاركوا هذه القصة مع من تحبون، فقد تكون سببًا في إنقاذ شخص من الوقوع في فخ الشعوذة والدجل.