🔴 تجربة مؤلمة : حتى الأطفال دمروهم مدربين الطاقة وأستغلوا قلة إدراكهم بأنك من عمال النور وانك مميز
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل ملحوظ دورات الطاقة والتنمية الذاتية، والتي غالبًا ما تُقدَّم على أنها وسائل للتأمل، التشافي، وتطوير الذات. لكن خلف هذه
تجربة مؤلمة: استغلال الأطفال في دورات الطاقة وخطر قلة الوعي
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل ملحوظ دورات الطاقة والتنمية الذاتية، والتي غالبًا ما تُقدَّم على أنها وسائل للتأمل، التشافي، وتطوير الذات. لكن خلف هذه العناوين البراقة، تكمن مخاطر حقيقية، خاصة عندما يكون المستهدفون أطفالًا أو مراهقين يفتقرون للوعي الكافي والقدرة على التمييز بين الصحيح والخطأ.
بداية القصة: بحث عن التطور الذاتي
تروي إحدى الفتيات قصتها المؤلمة مع هذه الدورات، حيث بدأت رحلتها قبل سنتين، عندما كانت في المرحلة المتوسطة. دخلت عالم "علوم الطاقة" بدافع الفضول والرغبة في أن تصبح إنسانة أفضل وأكثر تطورًا. لم تكن تدري أن هذه الدورات قد تحمل في طياتها أفكارًا خطيرة تمس العقيدة والسلوك.
تقول الفتاة: "لم يظهروا لي أن هذه الأمور تدعو للإلحاد أو الشرك، بل قدموها كأنها تمارين عادية مثل التأمل والتشافي، وطرق لتصبح إنسانًا متطورًا". مع مرور الوقت، أصبحت تطبق ما تتعلمه يوميًا، وتعمقت أكثر في هذه العلوم حتى بدأت حياتها تتغير بشكل سلبي.
التأثيرات النفسية والسلوكية
مع الاستمرار في حضور الدورات ومتابعة المدربين عبر الإنترنت، بدأت الفتاة تلاحظ تغيرات كبيرة في سلوكها ونفسيتها. تقول: "صرت أرى أشياء وأسمع أصواتًا غريبة، وأصبحت عصبية جدًا لدرجة أنني بدأت أسيء معاملة والديّ، وهذا شيء لم أكن أفعله من قبل".
لم تتوقف التأثيرات عند هذا الحد، بل امتدت إلى علاقاتها الاجتماعية، حيث لاحظت أن الناس بدأوا يبتعدون عنها وينظرون إليها بنظرة غريبة، حتى من لا يعرفونها أصبحوا يكرهونها دون سبب واضح. كل ذلك جعلها تشعر بالضياع والرغبة في الخروج من هذا العالم الذي أدخلها في دوامة من المشاكل النفسية والاجتماعية.
فقدان الهوية الدينية
من أخطر ما ذكرته الفتاة هو تأثير هذه الدورات على علاقتها بالدين. تقول: "وصلت إلى مرحلة لم أعد أرغب في الصلاة أو سماع القرآن، بل أصبحت أكره حتى رب العالمين". هذا التحول الخطير في المشاعر الدينية يوضح مدى التأثير السلبي لهذه الدورات على العقيدة، خاصة لدى من هم في سن صغيرة ويعانون من قلة الوعي.
استغلال ضعف الأطفال والمراهقين
أشارت الفتاة إلى أن المدربين يستغلون نقاط ضعف المشاركين، خاصة الرغبة في التشافي من جروح الطفولة أو تحسين الثقة بالنفس، ويوهمونهم بأنهم مميزون أو من "عمال النور" الذين سيغيرون العالم. هذا النوع من الخطاب يعطي شعورًا زائفًا بالأهمية ويجعل الطفل أو المراهق أكثر تعلقًا بالدورة والمدرب، وبالتالي أكثر عرضة للاستغلال الفكري وربما المادي.
أهمية الدعم الأسري والمجتمعي
في نهاية القصة، كان هناك تفاعل إيجابي من مقدم البرنامج الذي أكد للفتاة أنها ليست وحدها، وأن هناك من سيدعمها ويساعدها على تجاوز هذه المرحلة. كما شجعها على التوبة والعودة إلى الله، وطمأنها بأن ما مرت به مجرد تجربة يمكن تجاوزها بالعزيمة والدعم المناسب.
الدروس المستفادة
- ضرورة الرقابة الأسرية:يجب على الأهل متابعة ما يتعلمه أبناؤهم عبر الإنترنت أو خارجه، خاصة فيما يتعلق بالدورات غير المعتمدة أو التي تحمل أفكارًا غريبة.
- التوعية بمخاطر الدورات المشبوهة:من المهم توعية الأطفال والمراهقين بمخاطر الانسياق وراء مدربين غير مؤهلين أو ذوي أهداف غير واضحة.
- أهمية الدعم النفسي والديني:في حال تعرض أحد الأبناء لمثل هذه التجارب، يجب احتواؤه ودعمه نفسيًا ودينيًا دون لوم أو تقريع.
- التمييز بين التنمية الذاتية الحقيقية والزائفة:ليس كل ما يُعرض تحت مسمى التطوير الذاتي أو التشافي الروحي آمنًا أو مفيدًا، بل يجب التأكد من مصادره وموثوقيته.
خاتمة
انتشار دورات الطاقة والتنمية الذاتية بين الأطفال والمراهقين ظاهرة تحتاج إلى وقفة جادة من الأسرة والمجتمع. فالتجارب المؤلمة التي يرويها البعض ليست سوى جزء بسيط من مخاطر أكبر قد تهدد القيم والعقيدة والصحة النفسية للأجيال القادمة. لنجعل من التوعية والرقابة والحوار المفتوح مع أبنائنا حصنًا منيعًا ضد أي استغلال أو تضليل.
قناة سحر اليوغا والطاقة